2024-06-30 08:26 ص

السلطة أحبطت حتى بكين: لماذا تهتم الصين بـ”مُصالحةٍ فِلسطينيّة”؟..

2024-06-26

أغلب التقدير أن ضُغوطًا أمريكية مُورست خلف الستائر  على السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس لإحباط المشروع الصيني كما يُوصف لإنجاز وحدة الصف الفلسطينية بعدما أظهرت الصين اهتماما لافتا في هذا الموضوع وقرّرت ركوب موجته والمحاولة وأبلغت الأوساط الفلسطينية مسبقا أن الرئيس الصيني شخصيا مهتم بتوفير آليات لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
 على خلفية الحراك الصيني الدبلوماسي هنا زار وفد من حركة حماس بكين خلال الأشهر الخمسة الماضية وتم تشكيل خلية متابعة في وزارة الخارجية الصينية تتوسّع وتتعمّق في الاتصالات مع قادة ورموز الفصائل الفلسطينية.
في الأثناء استضافت الصين فعلا لقاء أوليا حضره ممثلون عن جميع الفصائل، وتم الاتفاق على عقد لقاءات ثانية فيما تكفلت الدبلوماسية الصينية  وأبلغت بذلك حركة حماس إستخدام الفيتو في  مجلس الأمن ضد أي مشروع قرار لا يدعم وقف إطلاق النار بوضوح وصراحة او يرفضه الفلسطينيون.
 في بعض المراحل لم تعترض واشنطن على تلك الاتصالات الصينية مع أطياف فصائل المقاومة والسلطة، لكن لاحقا وعندما شعرت الاستخبارات الأمريكية بأن بكين تتعمق أكثر مما ينبغي مع فصائل المقاومة تحديدا لا بل تطرح أفكارا مثيرة عن المصالحة الفلسطينية تحركت الماكينة الامريكية لإحباط المبادرة الصينية.
 وجهة نظر بكين التي أبلغت لأعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الصين تريد أن تقترب أكثر من ملف القضية الفلسطينية وأن بكين بتوجيهات رئاسية خطتها دعم حقوق الشعب الفلسطيني بتأسيس دولته لكن تقدير الخلية الصينية في الاتجاه كان يقضي بان الاساس في اي مبادرة صينية ينبغي أن ينطلق من توحيد صفوف الفصائل.
 لذلك اهتمّت بكين بالاطلاع على ملف حوارات الجزائر المماثلة وأبلغت الفرقاء من الجانب الفلسطيني بأنها تسعى لعقد النسخة الثانية من حوار بكين كما سمي باطار اوسع من ممثلي الشعب الفلسطيني وأبلغت بكين السلطة الفلسطينية أن النسخة التالية من الاجتماعات ستناقش بجدية  ملف تجديد الشرعية الفلسطينية والمصالحة الوطنية ما بين الفصائل.
  وأجريت اتصالات فعلية على هذا الأساس مع قيادة السلطة واطراف في حركة فتح.
 لاحقا فُوجئ المكلف الصيني بالملف أن الرئاسة الفلسطينية غيّرت في إفادتها وأقوالها وطالبت بتأجيل حوار كان يفترض أن يعقد في شهر حزيران  لكن الرئاسة الفلسطينية طلبت تأجيله لأن الوقت غير ملائم الآن ودون إظهار الأسباب الحقيقية.
 وابلغ الصينيون الفصائل بالتالي بأنهم لا يستطيعون إكمال حراكهم بدون الرئيس الفلسطيني باعتباره رئيس الشرعية وأسلوبهم في العلاقات الدولية لا يسمح بتجاوز السلطة الفلسطينية.
 موقف السلطة والرئيس بهذا المعنى أحبط الاندفاع الصيني وتشكل انطباع بأن الوقت غير ملائم لمصالحة فلسطينية حيث افترض الجانب الصيني  بأن التقدم برؤية فلسطينية توافقية جماعية يساعد الصين في مبادرتها وحراكها الدبلوماسي لاحقا.
 وهُنا تكشف توساط فلسطينية دبلوماسية مطلعة على التفاصيل أن الإدارة الأمريكية تدخلت وابلغت الرئيس عباس بأنها لن توافق على البحث في ملف المصالحة الآن وخصوصا عبر الصين فيما الانطباع العام أن واشنطن تريد أن تستثر بقضايا وملفات المنطقة وليس لديها أي حماس لاقتراب دولة مثل الصين من القضية الفلسطينية أو مناخات الشرق الأوسط عموما.

المصدر: رأي اليوم