2024-07-01 10:33 م

صواريخ متطوّرة وصلت الضفّة من الأردن

2024-06-29

على الرغم من الحملة الإسرائيليّة الشرسة لاقتلاع المقاومة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، واستغلال التنسيق الأمنيّ مع سلطة رام الله لوأد المقاومة في المنطقة، تواصل الجهات الأمنيّة في تل أبيب إطلاق التحذيرات من اندلاع انتفاضةٍ ثالثةٍ في الضفّة الغربيّة، وذلك على وقع ازدياد التأييد الشعبي لحركة (حماس) وتراجع التأييد للسلطة برام الله إلى أدنى المستويات.
وفي هذا السياق، ونقلاً عن محافل عسكريّةٍ وأمنيّةٍ في دولة الاحتلال، رأت صحيفة (إسرائيل هيوم) العبريّة أن العبوة الناسفة القوية التي انفجرت في جنين وأدت إلى مقتل ضابط (سييرت حوريف)، النقيب ألون سكاجيو، وإصابة 16 جنديًا بجراحٍ متفاوتةٍ، ترمز بكلّ قوتها إلى التدهور المستمر في الضفة الغربية، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه “إذا كان الحديث في الضفة الغربية قبل ثلاث سنوات تناول التهديد بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والسكاكين، وفي العام الماضي شمل أيضًا الأسلحة النارية التي غزت المنطقة وعرضت الجنود والمدنيين (المستوطنين) للخطر، فنحن الآن في حالة أخرى، وحتى الأخطر، مرحلة العبوات الناسفة التي تستهدف قتل الإسرائيليين”، على حدّ تعبيرها.
ومضت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن ذات المصادر، إنّه “ليس سرًا أن المسلّحين الفلسطينيين في الضفة الغربية، مع التركيز على شمال الضفة، يحاولون تكثيف القتال وجعل القتال أكثر خطورة وصعوبة. قبل الحرب، أيْ العدوان على غزّة في أكتوبر الفائت، جرت محاولات في جنين لإطلاق صواريخ، وفي الأشهر الأخيرة حاولوا نقل أسلحة متطورة مثل صواريخ آر بي جي ومتفجرات إلى المنطقة”.
وأردفت الصحيفة العبريّة أنّه “منذ أكثر من عام، لاحظ الجيش الإسرائيليّ خطر العبوات التي أدت إلى وقوع إصابات، لكن الأمر لا يزال يزداد سوءًا باستخدام المواد ذات الاستخدام المزدوج الموجودة في كلّ متجر، والإرشادات التي يمكن العثور عليها بسهولة عبر الإنترنت. يقوم المسلّحون الفلسطينيون بتركيب (تصنيع) العبوات الناسفة. ومع ذلك، حتى الآن لم يتم استخدام المواد المتفجرة القياسية بل المواد المتفجرة المرتجلة”، طبقًا لها.
علاوة على ذلك، أوضحت الصحيفة العبريّة أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ أضاف مرة تلو الأخرى دروعًا لعرباته من أجل حماية جنوده، ومرة تلو الأخرى تعلم المسلّحون الفلسطينيون الأساليب التي استخدموها في الجيش الإسرائيليّ ووجدوا حلولًا لتجاوز الدروع، وهكذا علموا في حادثة جنين أنّ على رأس القافلة جرافة من طراز D-9 تقوم بحفر الطريق من أجل إبطال مفعول العبوات فقاموا بدفن العبوة على عمق يتراوح بين متر ومتر ونصف، حتى لا تتسبّب الجرافة في إتلافها. وبعد تفجير عبوة واحدة بسيارة عسكرية، فجروا العبوة الثانية بقوات الإنقاذ، ومنهم النقيب الذي قُتِل عندما وصل مع جنوده لإنقاذ المصابين.
ولاحظت الصحيفة أن الأمر يتعلّق بارتقاء درجة، ففي بداية الحرب، كان الجيش الإسرائيليّ يناقش ما إذا كان سيتم إدخال مدرعات الى الضفة الغربية، لكنّه اعتقد بأنّ ذلك غير ضروري بسبب تحصين المركبات العسكرية المستخدمة حاليًا. وليس من المُستبعد أن يقرر الجيش الإسرائيليّ قريبًا استخدام مدرعات في منطقة الضفة الغربية للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية.
وقالت الصحيفة أيضًا “إنّ توفر العبوات والرغبة القوية في استخدامها أمرٌ مقلقٌ ليس فقط فيما يتعلق بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة، فقد نفّذ المسلّحون الفلسطينيون هذا الأسبوع هجومًا بالمتفجرات على السياج الحدودي على طول خط التماس، وكلّما استمروا في تسليح أنفسهم بمثل هذه المتفجرات، زاد خطر قيام أحدهم بمحاولة تنفيذ هجوم في وسط مدينة أوْ أخرى باستخدام عبوة ناسفة. حدث هذا بالفعل الآن في الضفة الغربية عدة مرات وحتى قبل ذلك في القدس (المحتلة)، وليس هناك سبب لعدم حدوث ذلك مرة أخرى”، على ما نقلته عن مصادرها الأمنيّة في تل أبيب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولٍ في جيش الاحتلال قوله إنّ “العبوات تشكل تهديدًا كبيرًا جدًا”، وأضاف “المسلّحون الفلسطينيون يستخدمون مواد لا يمكن ضبطها من أجل إنتاج هذه العبوات ويقومون بإخفائها”، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، قالت هيئة البثّ الإسرائيليّة الرسميّة (كان)، نقلاً عن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينيّة في رام الله، إنّه بناءً على المعدل الحالي للتهريب من الأردن، ستتمكّن الفصائل الفلسطينيّة في الضفة الغربية من إطلاق الصواريخ على إسرائيل في غضون عام.
وقالت المصادر في حديثها للإذاعة العبريّة إنّ جودة هذه الصواريخ ستكون مماثلة لعشرات آلاف القذائف التي تم إطلاقها من غزة في السنوات الأخيرة، أي أكثر تطورًا بكثير من القذائف البدائية التي تم إطلاقها من جنين على منطقتي العفولة وبات حيفر عدة مرات في العام الماضي.
وذكرت هيئة البثّ الإسرائيليّة أنّ حركتي (حماس) و (الجهاد الإسلامي) متورطتان في عملية التهريب، وأضافت أنّه يتم نقل المتفجرات والأموال وقدرات صنع القنابل من لبنان إلى الضفة الغربية عبر الأردن، بتوجيهٍ من إيران.
المصدر: رأي اليوم