2024-06-29 07:31 م

هل تتحوّل الحرب في غزة إلى حربٍ شاملة؟

2024-06-26

بقلم: اسيا العتروس
تشير اخر التطورات في المشهد المتفجر بين كيان الاحتلال و بين حزب الله اللبناني الى أن تل أبيب أبلغت واشنطن أنها قد تستخدم أسلحة غير مسبوقة حال نشوب حرب شاملة مع “حزب الله في لبنان”
فكيف يمكن قراءة هذا الاعلان و هل المنطقة ازاء تطورات خطيرة تدفعها الى حرب شاملة قد تجرف الاخضر واليابس ؟الواقع ان نذر الحرب تتواتر وليس خافيا أن ما يريده رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتنياهو و ما يسعى اليه هو اطالة امد الحرب سواء تعلق الامر بقطاع غزة او بالمواجهة مع حزب الله .و ليس من المبالغة في شيئ الاقرار بأن بقاء ناتنياهو الذي بات ملاحقا في الداخل و الخارج بعد اعلان الجنائية الدولية اعتزامها اصدار بطاقة جلب بتهمة ارتكاب جرائم حرب في حقه مرتبط باستمرار الحرب على مختلف الجبهات و نهاية الحرب تعني نهايته و انطلاق المحاسبة في الداخل قبل الخارج بسبب قضايا الفساد التيس تلاحقه و لكن ايضا بسبب تنامي غضب الرأي العام الاسرائيلي الذي يحمله الفشل في استباق عملية طوفان الاقصى والفشل في استعادة الرهائن الاسرائيليين في غزة بعد تسعة اشهر من الحرب التي استعرض فيها جيش الاحتلال كل الاحقاد التي بداخله و اصراره على جرائم الابادة في حق النساء و الاطفال و مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني في غزة من اطباء و اساتذة وجامعيين وفنانين و شعراء و صحفيين وغيرهم ..
طبعا لم يحدد الاعلان الاسرائيلي طبيعة هذا السلاح و لكن الارجح ان الادارة الامريكية تعرف جيدا مخزون الكيان من الذخيرة و كل اسباب الدمار …يقول الاعلان الاسرائيلي ان الهدف هوالحسم السريع لاي حرب مع حزب الله  وعدم الانجرار إلى حرب طويلة..وهي مسالة يدرك ناتنياهو جيدا كما يدرك الحليف الامريكي انها غير مضمونة وقد اظهر تسعة أشهر من الحرب غيرالمتكافئة في قطاع غزة افلاس حسابات جيش الاحتلال و وعود رئيس حكومته أن معركة غزة ستحسم خلال  ايام و انه سيتم اعادة الرهائن سريعا قبل أن تؤكد الاحداث ان الحرب في غزة لن تكون نزهة للجيش الاقوى في المنطقة و ان ما حدث منذ السابع من اكتوبر قد أسقط نهائيا اسطورة الجيش الذي لا يقهر الذي قدم للعالم صورة أنه جيش لا اخلاق ولا مبادئ له في الحرب كما في السلم ليساهم بقوة في اسقاط و انهيار صورته امام العالم و يقدم شهادة موثقة على بطشه و غطرسته و لا انسانيته ..

الحقائق على الارض ترجح اليوم ان رقعة الحرب يمكن ان تتمدد و تجرف المنطقة بل و العالم الى حرب شاملة و قد بدأت الرحلات المكوكية الى العاصمة اللبنانية بيروت في محاولة لبحث مخرج و انهاء حالة الحرب على جبهة الشمال مع حزب الله . الغرب  و تحديدا اوروبا ليس منزعجا من هذا السيناريو خوفا على حياة اللبنانيين او الفلسطينيين الغرب لا يريد حربا اخرى في اوروبا و هو الواقع في قبضة الحرب الروسية الاوكرانية منذ اكثر من سنتين و قد بات يتحمل تداعيات هذه الحرب و ما تستوجبه من تمويلات عسكرية لا تنتهي بطلب من ادارة بايدن التي لا تريد لهذه الحرب ان تتوقف ..و بالعودة الى تصريحات الامين العام لحزب الله بشان تورط قبرص في الاعداد للحرب على لبنان فانه لا يبدو أن أحدا من الدول الاوروبية يريد حربا جديدة في اوروبا ..
وفي أول رد فعل بعد خطاب الامين العام لحزب الله نفى الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس ان تكون جمهورية قبرص متورطة بأي شكل من الأشكال في الحرب الراهنة  بين اسرائيل و بين المقاومة الفلسطينية في غزة و المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان ..
وشدد خريستودوليدس على أن قبرص “جزء من الحل وليست المشكلة”، مؤكدا أن بلاده لعبت دورا “اعترف به العالم العربي والمجتمع الدولي بأسره” في فتح ممر بحري يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة…موقف وان كان ديبلوماسيا فهو لا يخفي المخاوف من توسع رقعة الحرب  اذا ما تأججت ..
القناة العبرية العاشرة  تحدثت عن حالة  من الهلع في قبرص جراء تهديدات حسن نصر الله…الطريف أن الرئيس القبرصي كتب رسالةً إلى الرئيس اللبناني من أجل شرح الأمور، ثم اكتشفوا في قبرص أنّ لبنان من دون رئيس…
يقول نصر الله أن هناك معلومات بوجود مناورات في مناطق ومطارات قبرصية لذلك يجب أن تعلم الحكومة القبرصية أنه حال فتح المطارات والقواعد القبرصية للحرب على لبنان، سنتعامل مع قبرص كأنها جزء من الحرب”. ..
لا خلاف أن للهدهد الطيار موقعه في كل اليناريوهات و الاكيد انه اذا قال الهدهد فسيتعين تصديقه , الطائرة المسيرة الهدهد اخترقت الحواجز و الردارات الاسرائيلية و عادت محملة بكثير من حول مناطق عسكرية استرايجية في كيان الاحتلال ..و ربما سيتعين الانتباه اكثر من أي وقت مضى الى أن لا شيء يمكن ان ييل نذر و مخاطر و تداعيات الحرب التي ستكون كارثية على كل المنطقة غير لجم كيان الاحتلال و ايقاف حرب الابادة المستمرة في قظاع غزة و التوقف عن جر الضفة الغربية عن حرب لا تقل فظاعة مما يجري في غزة ..
كاتبة تونسية
المصدر: رأي اليوم