2024-11-14 10:10 م

رياح أكتوبر تصل إلى جنين.. 

2024-08-31

بقلم: عدنان نصار
قبل عشرة أشهر من هذا الوقت كانت قوات الحق والمقاومة الفلسطينية في غزة تصد وحشية الإحتلال ببسالة انتزعت إعجاب العالم باحراره وعبيده ..ففي الوقت الذي يصر فيه العدو الصهيوني على سلوكه الدموي وإتباع طريق العدوان ، أصرت قوات الحق الفلسطيني المقاوم في غزة على الصمود ورد العدوان بكل همجيته وحقده وسفالته.. وعلى مدى الشهور العشرة الفائتة كلف الصمود الفلسطيني في غزة الكثير من الدماء والشهداء والتهجير والتجويع في أقذر عدوان همجي عرفته تاريخ البشرية الحديث.. عدوان صهيوني كشف وعزز أهمية السير قدما نحو تحرير الوطن الفلسطيني، ونسف كل مبادرات السلام المزعوم والزائف الذي سعت  أمريكا إلى تحقيقه عبر الخمسين سنة الفائتة، وهي مبادرات لا تتعدى التخدير الكلي بعد أن أعطت بالوريد السياسي التخدير الموضعي للساسة العرب الذين صدقوا مهزلة السلام .!!
رياح أكتوبر التي حطت في غزة، قبل عشر شهور من هذا الحاضر، تعبر الآن إلى جنين بوحشية عدوانية همجية ، تخللها شهداء، وجرحى وتخريب البنى التحتية والتدمير، قابله صمود فلسطيني اتسم بالإستبسال من أجل الدفاع عن الهوية والقضية والوجود الفلسطيني.. وكما شهدت غزة وحشية العدوان وشاهدة على اجرامه، تشهد جنين الشاهدة أيضا على بربرية العدو ونازيته ، وهما بذلك اي (غزة وجنين) وما بينهما من مدن فلسطينية ومخيمات يدافعون مجتمعين عن الوجود الفلسطيني لوحدهم بعد أن حول العدو الصهيوني الأرض إلى لهيب لترد عليهم المقاومة باللهب وتسقيهم كل يوم مرارة الأسى الذي تذوقه الشعب الفلسطيني على مدى 75سنة فائتة من عمر دولة الاحتلال المارقة.
الثبات الأسطوري لدى المقاومة الفلسطينية في غزة جاء في ظل ظروف صعبة وقاسية ..،فهم يخوضون النزال في الميدان في ظل حصار ، وتبعه التخلي العربي الرسمي عنهم دون أن يمدوا لهم يد العون والمساندة الفعلية الكفيلة بإعانتهم الحقيقية بعيدا عن البيانات الورقية ..!
الاحتلال في عدوانه الحالي على جنين ومخيم نور شمس، بعد عدوانه الغاشم على غزة وجنوب لبنان وسوريا وما تبعه من سلسلة اغتيالات صهيونية لقادة فلسطينين في إيران ولبنان هدفه جر المنطقة للى حرب شاملة وهي سياسية تسعى للإفلات الصهيوني الاحتلالي من هزيمته في غزة وفشله في تحقيق مآربه، وهذا بطبيعة الحال واحد من الاسباب التي دفعت  الاحتلال إلى الذهاب إلى جنين وعاثت فيها تدميرا وتنكيلا ، وهذا أيضا ما دفع وزير جيش الاحتلال المرتزق غالانت امس الاول بالمطالبة بتوسيع رقعة العدوان لتشمل لبنان.
الاحتلال الاسرائيلي من عشاق الطرق الوعرة وبرعاية أمريكية ، يقابله سلوك سياسي عربي “ناعم” في وقت يفترض فيه توحيد الموقف العربي السياسي بشكل صلب ومطالبات لا تقل صلابة عن السلوك الاسرائيلي الوعر ، لطالما ان اتفاقيات “سلام” مع العدو الصهيوني تمنعنا من اي خطوة تصعيدية أخرى استنادا إلى اتفاقيات لم تجلب للموقعين عليها اي فائدة  .
أبطال جنين مثل أبطال غزة ، رايتهم الدفاع عن القضية والهوية والوجود ، في ظل مطالبات صهيونية وسخة لترحيل أبناء الضفة إلى الاردن ..وهو بالمناسبة حلم صهيوني منذ أن طرح المدعوق مناحيم بيغن فكرة الوطن البديل وتسويقه لفكرة أن الأردن هو وطن الفلسطينين في محاولة صهيونية لإلغاء الهوية الوطنية الفلسطينية تاريخيا وجغرافيا ووجدانيا ، وهو ما فشلت فيه كل المحاولات الصهيونية الاحتلالية البائسة منذ المدعوقة غولدمائير إلى المدعوقين بيغن وشارون حتى هذا الحاضر الذي يتولى فيه  بنيامين نتنياهو رئاسة الحلم الصهيوني بالتوسع شرقا.!!
رياح أكتوبر تحط في جنين ونور شمس ،بعد أن حطت في غزة وضفاف البحر ..وأعتقد أن اي صمت عربي رسمي إضافي لما يحدث في جنين وغزة هو بداية لرياح قد تحط في بقاع أخرى من الأرض لتحقيق حلم بني صهيون الذي يواجه جدران فولاذية شعبية عربية ..جدران تصد الحلم القذر وتقبره في مهده.!!
كاتب وصحفي اردني..