2024-11-30 06:41 م

لماذا يصر البعض في فتح على تدمير فتح؟

2024-07-17

بقلم: راسم عبيدات
هناك من “تعربشوا” على حركة فتح منذ محطة أوسلو ” الكارثة” المتوقفة منذ عام 1994، وأصبحوا يصولون ويجولون، وبحكم ما جنوه من مكاسب و”مغانم” و”منافع” و”نعم” أوسلو”، ودعم خارجي عربي واقليمي ودولي، باتوا يتصدرون المشهد السياسي الفتحاوي، والبعض صار “عالطالعة والنازلة”، يصرح ويستضاف من الفضائيات الصفراء، ليس خدمة لفتح والوطن، بل لكي ينفذ سمومه، بما يوتر الساحة الفلسطينية ويعمق من إنقسامها ويثخنها بالمزيد من الجراح المثخنة بها، والبعض نفخ أوداجه أكثر من الطاووس، ووجدنا من يتحدثون باسم فتح، ومن يسمون انفسهم الناطقين باسم فتح هنا او في اوروبا .. او من يعتبرون أنفسهم استشاريي مجلس حركة فتح …ليس فقط تشعر بأن ” تسحيجهم” على درجة عالية من الفجور والوقاحة، ولتشعر بأن ان درجة الحقد عندهم على شعبهم وفصائله أكبر بكثير من توجيه سهام نقدهم للإحتلال الذي هو جوهر مأساة شعبنا واساس بلاء كل شرور التي يعيشها…وهنا يجب علينا القول بأن ذلك الفجور “التسحيجي” والإتهامات التي يطلقونها، هي تأتي في سياق ممنهج له امتدادات وإستطالات عربية وغير عربية…وليس الهدف منه فقط ضرب حركة فتح وتفكيكها وابقائها ضعيفة، بل هو منع وشطب اي مبادرة أو جهد مخلص فلسطيني وعربي واقليمي ودولي من شأنه ان يدفع نحو وحدة الصف الفلسطيني، ومغادرة خانة الإنقسام المنتفع منه اطراف كثيرة في مقدمتها ” اسرائيل” وأمريكا ومحيط عربي بائس ومنهار، وبعض من انتفعوا من هذا الإنقسام ونموا وتضخموا سياساً واقتصادياً وإجتماعياً، كالطحالب في المياه الآسنة …ولذلك مثل هؤلاء التوتيرين في تصريحاتهم واتهاماتهم غير المتزنة وغير المسؤولة، والتي لا يري مروجيها ومطلقيها غير ارنبة انوفهم، هم بدل من ان يخدموا فتح ويعيدوا ثقة الجماهير بها، هم يعمقون من جراحها وتفككها ونمو المحاور والولاءات فيها ….في تصريحات واتهامات هؤلاء الذين يخرجون لكي “يجعروا” باسم فتح، وخاصة تلك التصريحات او المقابلات التي تأتي في ذروة الحرب التي يشنها الإحتلال على شعبنا، وما يرتكب من مجازر مروعة بحقه في قطاع غزة والضفة والقدس والداخل الفلسطيني- 48-، والتي تجعل أي قائد أو زعيم يصمت ويعض على نواجذه أمام أي خلاف سياسي مع أي طرف فلسطيني أخر، وخاصة بان المستهدف وطن بأكمله وليس طرف سياسي دون اخر…، فهل من المعقول أن حركة فتح وصلت الى حالة من ” العقم”، تلك الحركة التي كان الجميع يتغنى بدورها في الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني ” فتح اول الرصاص واول الحجارة”، هذا الشعار يا أخوة الكفاح والنضال، بات المواطن الفلسطيني قبل أي رجل مسيس او حزبي ، يشعر بأنه يتاكل ويتراجع ويبهت” والبعض يريد حتى ان يتنكر له ويشطبه من القاموس.
هل باتت فتح عاجزة او مختطفة من قبل البعض حتى يصل الأمر بها، إلى حد أن لا تجد من يتحدث او ينطق باسمها غير هؤلاء ” الناعقين” و” الزاعقين” ..؟؟ ولعل المحطات الفضائية ووسائل الإعلام العربية وغير العربية، والتي هي نسخة صهيونية، وليس لها علاقة بالعروبة من قريب أو بعيد سوى لجهة الإسم المسيء للعروبة. التي يخرجون لكي يبثوا سمومهم عليها،  هي جزء من الحرب على شعبنا ومقاومته …ولها اهدافها ومشاريعها الخبيثة التي لا تنتصر لا لشعب فلسطين ولا لحقوقه ولا لقضيته، بل هي جزء من مشاريع ومحاور الإنقسام وتعميق الخلافات في الساحة الفلسطينية.
الكثير الكثير من الأصدقاء في حركة فتح ، يدركون بأنني من موقعي كصحفي وسياسي مستقل قبل ذلك، أتحدث واكتب في هذا الجانب من باب الحرص والمسؤولية الوطنية، وليس من أجل القدح والتشهير او التطاول على حركة لها تاريخها وسجلها الخالد من الشهداء ومئات إن لم يكن الألآف من الأٍسرى حتى اللحظة في سجون الإحتلال ، وكذلك وسيف النقد المشرع، لا يعني كذلك بأنه ليس لدي موقف واضح، بأن نهج وخيار وثقافة المفاوضات، التي اختبرها الواقع قد أثبتت فشلها ولم تجلب لشعبنا وقضيتنا، سوى المزيد من سياسات الضم والتهويد والإستيطان وضياع الحقوق، التي استمر البعض وحتى اللحظة في المقامرة بها على بوابات تغير الإدارات الأمريكية والحكومات “الإسرائيلية” و”تجريب المجرب” واستخدام نفس الأدوات من اجل الوصول الى نتيجة مغايرة، في معاندة للواقع المعاش.
أليس ما يقوم به سموتريتش وبن غفير من اغراق للضفة الغربية بالمستوطنين، عبر اقامة ألآلاف الوحدات الإستيطانية والبؤر الإستيطانية، وعمليات الطرد والتهجير التي يقوم بها بن غفير بحق سكان الضفة الغربية والقدس عبر تسليح شامل للمستوطنين، والذي يشنون حرب شاملة وممنهجة بشكل يومي على سكان الضفة الغربية عبر الإعتداءات المتواصلة والمستمرة من قتل وجرح وحرق ممتلكات وبيوت وقطع اشجار وسرقة محاصيل واغنام، وطرد وتهجير وإستيلاء على أراضي وتوسيع مستوطنات قائمة، بكافيه لكي تجعل من هم منفصلون عن الواقع او يعيشون في غيبوبتهم السياسية أن يصحوا ، ويدركوا بأن كل قادة دولة الإحتلال وبحكوماتهم المتعاقبة والأدارات الأمريكية المتعاقبة أيضاً، ليس بواردهم منح شعبنا الفلسطيني حقوقه المشروعة ولا دولته المستقلة حتى على حدود الرابع من حزيران /1967، وأقصى ما يقدمونه من تنازلات لا يرتقي الى حكم ذاتي موسع، ليس له أي سادة على أرض ولا سيطرة على حدود برية ولا ومنافذ بحرية ولا أجواء.
ولذلك بات من الضروري والملح التخلي عن الإسطوانة المشروخة، بأن أي مصالحة وحكومة وحدة وطنية، تتطلب من حماس والمعارضة ان تعترف بالشرعية الدولية وقراراتها، تلك الشرعية التي لم تنفذ قرار واحد لصالح شعبنا وقضيتنا، ولم تنجح في وقف هدم بين فلسطيني أو إزالة ” طوبة” في مستوطنة.
اقول لكل الأخوة والأصدقاء في حركة فتح حصنوا الحركة، ولا تغيبوا الصوت الوطني الحر والجريء فيها، واحموها من امثال هؤلاء، فهم راقصون على كل الحبال ولا يسهمون سوى في تدمير فتح، وتبهيت صورتها أمام شعبنا الفلسطيني وجماهيره.


المصدر: رأي اليوم