2024-11-16 10:37 م

شهر العسل الإسرائيلي- المغربي مستمر رغم الحرب في غزة

2024-07-13

في تقرير تحت عنوان: “التحالف العسكري بين المغرب وإسرائيل يتعزّز رغم الحرب في غزّة”، قالت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية إن إسرائيل تبدأ بجني ثمار السلام في أوج الحرب الدائرة في قطاع غزة.

فقد أبرمت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، وهي أكبر مجموعة أسلحة إسرائيلية، للتو اتفاقًا لتسليم قمرين صناعيين “للمراقبة” من نوع Ofek 13 إلى المغرب في غضون خمس سنوات. وتعد هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها مليار دولار، أكبر عقد بين البلدين منذ اتفاقات أبراهام نهاية عام 2020، والتي سمحت بتطبيع العلاقات بين الدولة العبرية والإمارات والبحرين والمغرب، تُشير “ليزيكو”.

ستحلّ الأقمار الصناعية الإسرائيلية محل تلك التي تنتجها شركة إيرباص حالياً، ما يعني إفلات هذا السوق من الكونسورتيوم الأوروبي، توضّح “ليزيكو”، مشيرةً إلى أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية لم تسمح بتأكيد الصفقة رسميا، في محاولة، بلا شك، لتجنب احتجاجات جزء من الرأي العام المغربي الغاضب جدا ضد إسرائيل بسب حربها في غرة.

لكن وجود هذا العقد لا شك فيه، تقول “ليزيكو”، موضّحة أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تغلّبت على العقبة من خلال الاستشهاد بمصادر أجنبية والكشف عن أن عمير بيرتس، رئيس شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، سافر سرا في الأيام الأخيرة إلى المغرب. وفق دليل آخر، أبلغت المجموعة بورصة تل أبيب بإبرام صفقة بقيمة مليار دولار، ولم تحدد سوى اسم المشتري، تضيف “ليزيكو”.

المورد الثالث للمعدات العسكرية

ومضت “ليزيكو” قائلة إن هذا الاتفاق لا ينزل من السماء.. فهو جزء من عملية التقارب بين البلدين. فوفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، أصبحت إسرائيل في السنوات الأخيرة المورد الثالث للمعدات العسكرية للمغرب بحصة تبلغ 11 % في هذا السوق.

وفي عام 2022، قامت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بتزويد العديد من أنظمة الدفاع الجوي من نوع “باراك” بمبلغ 540 مليون دولار. وقد تم بالفعل تسليم الغالبية العظمى من المعدات إلى الجيش المغربي. وبحسب ما ورد باعت الدولة العبرية أيضًا طائرات بدون طيار من نوع هيرون.

وتابعت “ليزيكو” القول إن شهر العسل هذا بين البلدين تُرجم أيضا في الشهر الماضي، من خلال السماح لمركبة إنزال للجيش الإسرائيلي بالتوقف في طنجة لتخزين الوقود والغذاء. وعلى العكس من ذلك، منعت إسبانيا، التي تنتقد بشدة الحرب الدائرة في قطاع غزة، قبل بضعة أيام سفينة ترفع العلم الدنمركي وتحمل 27 طنا من المتفجرات من الهند متجهة إلى إسرائيل من التوقف في أحد موانئها، تُشير “ليزيكو”.

المظاهرات

وأدى التوقف في طنجة إلى ظهور مظاهرة جديدة لآلاف المغاربة دعما لغزة، كما جرت العادة في شوارع المدن المغربية الكبرى منذ 7 أكتوبر. ويطالب المتظاهرون، بقيادة الأحزاب اليسارية والحركات الإسلامية، بتجميد التعاون مع إسرائيل، أو حتى التراجع عن تطبيع العلاقات بين البلدين. وأظهر استطلاع أجراه مركز أبحاث الباروميتر العربي مطلع يونيو الماضي أن % 13 فقط من المغاربة يؤيدون تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، مقارنة بـ 31% في عام 2022.

لكن حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسطي (سيرمام)، يرى أن هذه المظاهرات بعيدة كل البعد عن تحقيق هدفها: “لقد تم الترخيص لها لأنها تشكل صماما للسماح للسكان بالتعبير دون إعاقة الحُكم المغربي”.. فالأخير جعل من مسألة التطبيع مع إسرائيل مسألة وجودية من خلال ربطها بأمن المملكة، وخاصة في ظل النفوذ الروسي المتزايد في المنطقة […]”، كما تنقل الصحيفة عن حسني عبيدي.

انتقام

ومن أجل تعزيز هذه العلاقة المميزة مع المغرب، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العام الماضي بلفتة أساسية باعترافه رسميا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، الأمر الذي أثار استياء جبهة البوليساريو، التي تطالب باستقلال هذه المنطقة بدعم من الجزائر، تُشير “لزيكو”.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن بيع القمرين الصناعيين الإسرائيليين يحمل أيضاً طعم الانتقام من مجموعات الأسلحة الفرنسية، بحسب تقديرات صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية، التي تذكر بأن فرنسا ألغت مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة الأوروبي الأخير.

وأضافت الصحيفة: “يمكننا أن نفترض أن هذه العقوبة التي اتخذت رسميا فيما يتعلق بالحرب في غزة استجابت أيضا لاعتبارات سياسية وتجارية ضد المنافسة من الشركات الإسرائيلية التي تتمتع بميزة إثبات نفسها على الأرض”. وكانت تُشير على وجه الخصوص إلى عقد قياسي بقيمة 3.5 مليار دولار أبرمته شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية العام الماضي مع ألمانيا لتزويد إسرائيل بأنظمة دفاع مضادة للصواريخ من نوع Arrow 3، والذي عارضته فرنسا من خلال اقتراح التعاون الأوروبي لتطوير هذا النوع من المعدات.

وتنقل “ليزيكو” عن أنطوان بصبوص، مدير مرصد الدول العربية، قوله: “مع ركود الصراع، لم يعد بإمكان المغاربة تجاهل الصور القادمة من غزة. ويقول بعض القادة السياسيين إنه يجب وقف التقارب مع إسرائيل، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق عبد الإله بنكيران، عضو حزب العدالة والتنمية الذي كان يتولى رئاسة الحكومة عندما وقعت المملكة على اتفاقات أبراهام.