2024-11-29 12:24 ص

اسرائيل تبحث عن حلفاء لتمديد حروب الاستنزاف في الشرق الأوسط

2021-03-09
بقلم: بسام ابو شريف

قد يكون ما أكتبه الآن لدى البعض تكرارا ، لكنهم يخطئون بالتعريف لأن ما أكتبه الآن ، هو تذكير هؤلاء خاصة بعض المحللين السياسيين ، والكتاب المخضرمين الذين ينسون هذا، فتأتي تحليلاتهم معزولة عن هذا العامل الهام ( وهذا يعني نسبة عالية من الخطأ ) ، وهو اسرائيل بدورها السابق والراهن ، وأطماعها المستقبلية ، تأتي التحليلات دون أن تحسب وزن هذا العامل الأكثر تأثيرا في وضع الشرق الأوسط مما يدمر التحليل ، ويقود الكتاب الى استخلاصات خاطئة ( وقد تكون نسبية ) .

عندما نكتب عن الوضع في الشرق الأوسط ، ونحلل عوامل الصراع ، والتحالف ، والحرب والسلام لايمكن أن نصل الى توقعات قريبة من الحقيقة اذا لم نأخذ بعين الاعتبار دور اسرائيل كعامل رئيسي ، وليس كعامل ثانوي في التأثير ، ومن الطبيعي أن نضيف هنا أن هذا العامل يزداد ثقلا ، وأهمية في حال تطابق ، واتفاق أهداف اسرائيل مع أهداف الولايات المتحدة ومن الطبيعي أن نضيف أنه في حال تعارض موقف اسرائيل مع موقف البيت الأبيض ، فان الحسم لصالح البيت الأبيض ليس أكيدا مئة بالمئة ، فاسرائيل لديها تاريخ في هذا التحالف مع الولايات المتحدة استخدمت فيه تل ابيب في لحظات التعارض وسائل شتى ( من بينها الارهاب الدموي ) ، لعرقلة توجهات الولايات المتحدة ( ابتداء من قتل جون كيندي وصولا الى نهج التهديد بضرب مفاعلات ايران النووية أمس ) ، نعي جميعا أن الجميع يجمع على ترابط الصراعات في منطقتنا ، وانها تبلورت في ظل ترامب الى معسكرين : معسكر تقوده اسرائيل ويضم دولا مطبعة ، ومتحالفة عسكريا مع تل ابيب ، ومعسكر المقاومة الذي يرفض استراتيجية ترامب ، وصفقة القرن ، والتطبيع ، ويقاتل لدحر المخططات هذه ، وأصحابها  لذلك عندما نتناول الوضع في سوريا ، ونحلل ترابط وتعارض مصالح الدول الذي يجري على الأرض السورية ، نخطئ اذا لم نعط تأثير العامل الاسرائيلي وزنه الحقيقي ، وألا نغيبه لأن تغييبه يقود المحلل والكاتب الى الخطأ ” ولو نسبيا ” ، كذلك الأمر اذا كتبنا حول مايدور على أرض اليمن ، والعراق ، واثيوبيا ، والسودان ، وارتيريا ، وليبيا – ناهيك عن لبنان  وفلسطين حيث يكتسب العامل الاسرائيلي ثقلا رئيسيا :

وموضوع ايران بالنسبة لاسرائيل ، هوعقبة في وجه وطريق مخططاتها ، وليس كما تدعي خطرا وجوديا عليها ، فايران عقبة في وجه الهيمنة الاسرائيلية على الشرق الأوسط سواء جاء ذلك باخضاع الدول الغنية والضعيفة تحت يافطة التحالف ، أو بالغزو ، والقوة والارهاب والجميع يتحدث عن ادارة بايدن ، والوجه الجديد الذي تحاول أن تظهر نفسها به في الشرق الأوسط بثوب جديد .

اذا دققنا ، وأمعنا النظر في استراتيجية بايدن نرى : –

1- التزام كامل بدعم اسرائيل وحمايتها ، وظهر ذلك في كلام وزير الخارجية ، ونائبة بايدن .

2- الموقف من القدس .

3- رفض قرار المحكمة الجنائية .

4- عدم ادانة الاستيطان .

5- عدم ادانة سحق حقوق الانسان .

6- تبادل الوفود السرية رغم الجفاء المؤقت المعلن .

بايدن هو من أشد الاميركيين دعما لاسرائيل لذلك من هنا نبدأ .

عندما يفكر بايدن بحل دبلوماسي لأي من صراعات الشرق الأوسط يبدأ من ” مصلحة واشنطن وتل ابيب ” ، وليس واشنطن فقط ، أي خطأ في الحسابات والتحليلات في هذه النقطة يجر نفسه بزاوية متعرجة على التوقعات ، فيصب الكاتب في بحر الخروج عن الاستخلاص المنطقي ، واذا اعتبرنا أن كل الشرق الأوسط ، وأزماته ، وصراعاته ” على أهميتها ” ، هي جزء بسيط ” أو هام ” ، من الصراع بين القوى العظمى ، فالشرق الأوسط ملف من الملفات العالقة بين موسكو ، وواشنطن ، وهذه العلاقة بين القوتين ، هي العامل الوحيد الذي يمكن أن يحيد في العلن الدور الاسرائيلي ( ولن يوقف نشاطها السري ) ، ومعسكر المقاومة ، الذي يزداد قوة  يوما بعد يوم لا يجد من موسكو التوجه ، والفعالية في دعمه ، ودعم أهدافه بشكل قوي ( حتما هو أقل بكثير من دعم واشنطن لاسرائيل ) ، والسبب يعود أولا للتوافق الروسي الاميركي العام ، والسبب الثاني دور طبقة مليارديرية يهود روسيا الذين اخترعوا ” المعارض الجاسوس” للضغط على بوتين ، ويسبب هذا الموقف سببا لخلافات ” في كثير من الأحيان ” ، في الكرملين خاصة بين الجيش الذي كلف بالانتشار في سوريا ، وبين سياسيين يتأثرون بموقف المليارديرية اليهود الروس ، لكن هذا العامل على أهميته ، وأهمية دوره ليس هو العامل المقرر انما العلاقة والتوافق بين روسيا ، والولايات المتحدة هو العامل الأقوى تأثيرا ، وهذا العامل يمكن التأثير فيه ان حكمت قوى المقاومة عقلها ، وخططت لذلك .