2024-11-29 06:36 م

"جاهزون عسكريًا"... أول تعليق من الجيش الإيراني على استهداف بني صهيون لسورية

2020-07-10
بقلم: الدكتور خيام الزعبي 
تتمتع سورية وإيران بعلاقات قوية للغاية، خاصةً في المجال العسكري، حيث وقّع وزير الدفاع السوري ورئيس أركان الجيش الإيراني اتفاقية شاملة للتعاون العسكري ، وتنص هذه الاتفاقية على تعزيز التعاون العسكري والأمني في مجالات عمل القوات المسلّحة ومواصلة التنسيق، كما أنها تأتي تتويجاً لسنوات من التنسيق والتعاون ما بين البلدين. لا شك بأن سورية تمثل نقطة ثقل مهمة في سياسة ايران، لذلك ليس غريبا أن تكون ايران قريبه من سورية، فأول حلفاء إيران في المنطقة بعد مجيء الخميني كانت سورية، لا سيما إنها العلاقات الوحيدة في المنطقة التي تتسم بالثبات و الرسوخ منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما في بيئة تتسم بالتوتر و التغيرات السريعة هذا فضلا عن الانكشافية التي يعانيها النظام الإقليمي الشرق الأوسطي. وفيما يخص الاتفاق العسكري السوري الإيراني، يأتي هذا الاتفاق لمساعدة دمشق في تعزيز دفاعاتها الجوية في وقت تشدد الولايات المتحدة ضغوطها على البلدين الحليفين خاصة بعد أن تعرضت دمشق للعديد من الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية لإيران أو لحزب الله اللبناني الداعمان لسورية. كما تشكل هذه الاتفاقية خطوة أخرى ضمن جهود طهران لتعزيز نفوذها في الساحة السورية ومواجهة الضغوط الأميركية وهو أمر أدانته تل أبيب وواشنطن، وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتينياهو في أكثر من مناسبة بأنه لن يسمح لإيران بانشاء مواقع وقواعد عسكرية في سورية وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله. وفي الوقت نفسه تخضع سورية وإيران لعقوبات اقتصادية مشددة، ازدادت حدتها على دمشق مع دخول قانون قيصر الأميركي حيز التنفيذ الشهر الماضي ، الذي ينص على إجراءات تعد الأكثر قسوة على سورية حتى الآن، وطالت الرزمة الأولى منه 39 شخصاَ وكياناً بينهم الرئيس الأسد وزوجته، ويوسّع القانون دائرة الاستهداف لتطال كل شخص أجنبي يتعامل مع دمشق ويشمل مجالات عدة من البناء إلى النفط والغاز والقطاع العسكري. والدعم الكبير الذي قدمته ايران لدمشق منذ بداية الأزمة حتى اليوم على أكثر من صعيد، وهو ما يفسر موقفها من الحرب في سورية وعليها، حيث قدمت الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، و فتحت خط ائتماني لتأمين احتياجات سورية من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وفي الاتجاه الأخر وقع البلدان عام 2018 اتفاق تعاون عسكري ينص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية.. كما لم تستطع كل محاولات أمريكا وحلفاؤها الحد من النفوذ الإيراني ـ السوري المتنامي في المنطقة، على الرغم من محاولات الإعاقة التي مارسوها سواء باستخدام الأوراق التي بحوزتهما ومنها الورقة الإرهابية، أو العقوبات السياسية والاقتصادية، رغم ذلك فالنفوذ الإيراني ـ السوري يتقدم باضطراد، تجلى ذلك بصمود سورية بوجه محاولات الإسقاط. مجملاً...يحمل التعاون العسكري الإيراني - السوري رسائل قوية في غاية الأهمية، و يحمل في طياته الكثير من المعطيات والمعلومات إلى الداخل والخارج السوري مضمونها إن ايران لن تترك أبداً شريكها الإقليمي والعضو الفاعل في محور المقاومة لوحده ، كما أن ايران ورغم الإعلام الإسرائيلي ستبقى إلى جانب سورية شعبا وحكومة ، وان النصر النهائي بات أقرب مما يتصورون، وأن معارك الإرهاب تشارف على نهاياتها وأن السوريين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم والمنطقة بأكملها. وأختم مقالتي بالقول إن ما تمر به سورية حالياً هي فترة قاسية ولكن مؤقتة في تاريخ هذا البلد العظيم، وإن سورية وإيران في مرحلة بناء إستراتيجية جديدة في المنطقة، وأخيراً فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يبدأ أعداء سورية بمراجعة الحسابات، خاصة بعدما بدأ الجيش العربي السوري يزداد تقدماً إلى الأمام ويلقن العدو الدروس في الصمود و الثبات؟.
Khaym1979@yahoo.com