2024-11-29 09:40 م

روسيّا لن تقبل مع الصين، ضرب (إيران الآسيوية) بأي شكل

2020-07-06
بقلم: المحامي محمد احمد الروسان
التصالح مع الذات قمة الوعي الحقيقي المتقد والمتنامي والمشتبك، وأخطر الخيانات خيانة الذات لوعيها، عندّها يكون الموت للذات مسألة ضرورية وحتمية صرفة. فما قيمة سلاح لا يشتبك، وما قيمة وعي لا ينقد ويشخّص، وما قيمة فكر لا يلتصق بالمعاناة، وما قيمة امرئ لا يغضب لوطنه ولأمته. ولا أمان في للناس، ولا أمان للناس، نصفهم، يعمل لدى الحاكم، والنصف مدان. وفي جلّه الاعلام الغربي هو اعلام رأي لا اعلام خبر بعبارة أخرى: Views Not News ينقل الاخبار بما يخدم مصلحة الممولين. نعم كلما استمع الواحد منّا لتحليلات بعض الفضائيات(المغسله)، يتذكر وبشكل تلقائي كارثة ومصيبة استراتيجيات حلولها لتلك المغاسل الفكرية، محل الاحزاب السياسية وأدوارها في الحياة، بفعل الامريكي والاسرائيلي، عبر أدواتهما في الدواخل والساحات العربية، انّهم:( أي بعض العرب)كثبان بشرية على غرار الكثبان الرملية، تتقيأ المال مثلما تتقيأ الدم والطعام، انّهم يستلبون الوعي الجمعي لنا، ويعملون على خصيه باستدخال الهزيمة، انّه شبق الظهور، وشبق السحت من المال. هل تناقض المواقف بشكل ملفت، لدى الرئيس الجدلي دونالد طرامب، والذي هو نتاج قوى السلفية الأفنجيلية المسيحية المتصهينة، ازاء ملفات الخلافات الأمريكية مع كل من موسكو وبكين وألمانيا والهند وتركيا واليابان الان، عبر مسألة رفضها لنشر الدرع الصاروخي مثلاً، تدفع الدول الاخيرة الى التكتل ضدها مثلاً، بحيث توحدها المخاطر المشتركة الناتجة عن السياسات والاستراتيجيات الزئبقية لأمريكا في عهد هذا الرئيس، والتي هي بمثابة مولات تجارية؟ وهل ملفات الخلافات الأمريكية الأوروبية(ملف القدس، وجلّ القضية الفلسطينية بما فيها ما تسمى بعملية الضم والتي تعني شطب أنظمة قائمة وخلق ساحات حكم ذاتي موسع full autonomy، وحركة الأستيطان والملف الأيراني مثلاً)من شأنها أن ترفع القيود وتحرّر القرار الأوروبي؟ وهل ما جرى وانتهى على طول خطوط العلاقات الامريكية الايرانية مؤخراً، كان يهدد السلم والأمن الدوليين؟ هل تسعى واشنطن بكارتلات حكمها العميقة، بدلاً من الحرب على ايران، الى اعادة انتاج فتنة 2017 م من جديد عبر تفعيل ومفاعيل وتفاعلات، الحرب الاقتصادية والعقوبات الاحادية للتأثير على ديناميكيات عمل الطبقة الوسطى في ايران ودفعها للتحرك الثوري مثلاً، في عهد أي ادارة قادمة؟ وهل خيارات الرئيس الأمريكي أحرجت حلفائه والأمم المتحدة، قبل أن تحرج خصومه وأعدائه؟ هل يقود دونالد سفينة واشنطن دي سي نحو العزلة الكونية، وبالتالي تتجه الولايات المتحدة الأمريكية كي تكون قلعة أممية لوحدها بسبب جدلية الرئيس الحالي ترامب وزئبقيته المفرطة؟. الجمهوري ترامب يفتح معركة مع ايران الان بعد فشل توظيف المظاهرات، وبعد هزيمة داعش من قبل سورية وروسيّا وايران وحزب الله والقوّات الرديفة والحليفة الأخرى، والسلوك الأمريكي في الذهاب دوماً الى مجلس الأمن لادانة ايران بأي تهمة، هو محاولة أمريكية لتبرير التنصل من الاتفاق النووي بشتى الوسائل والسبل، حيث هذه المعركة لا تستهدف ايران وحدها بل كل من شارك في هزيمة داعش واضعافه، حيث كان هناك فوضى استعجال في طرح ملفات الهجوم ازاء ايران في مجلس الأمن، مما يكشف حقائق الأهداف، ومنها خلق وتخليق معركة موازين القوى الدولية والأقليمية انطلاقاً من المجلس عبر ايران وما جرى وسيجري فيها. وهنا نلحظ مروحة مؤشرات تزايد تناقضات ترامب مع حلفائه الأوروبيين بسبب معركته مع طهران، عبر ذريعة حركة الأحتجاجات في عام 2017 م ويعمل أمريكياً على اعادة انتاجها الآن، ويعي الأوروبي الى حد ما أن هذا النهج الأمريكي الجديد هو لأستعادة المبادرة الدولية وروحها بعد هزيمة داعش، وممارسة لاستراتيجية مراكمة الضغوط على ايران لتقدم تنازلات في ملفات الصورايخ البالستية، وموضوع اليمن والكف عن نقل السلاح وتقنية الصواريخ ومسارات تطورها بجانب مستلزماتها، والهدف في النهاية بعد طهران هي تركيا، لذا رأينا شراسة الموقف التركي في دعم ايران، ليس حبّاً بطهران وانما خوفاً من مخططات أمريكا القادمة بحق أنقرة، والموقف الأشرس في دعم ايران بلا أدنى شك هو الموقف الروسي والمتفاقم في الدعم وشراسة الأدوات الروسية، ازاء خاصرتها الجنوبية(ايران)كخاصرة ضعيفة الى حد ما، وظهر ذلك جلياً في اجتماعات سريّة عقدت في تل أبيب في حزيران الحالي، حيث فشلت فشلاً ذريعاً بعد الانحياز الروسي لأيران. هل تريد روسيا فعلاً إخراج إيران من سوريا؟ وهل نجحت روسيا في تخفيف نشاط اسرائيل الجوي في سورية ازاء تحجيم الوجود الايراني؟ هل سينجح مثلاّ بوتين في تقييد الفعل العسكري الاسرائيلي في سورية، بعد نجاحه في اطلاق عميد الاسرى صدقي المقت من سجون الاحتلال دون قيد أو شرط؟ الإجتماع الثلاثي اللافت في تل أبيب بين روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، وضع على أجندته، بحسب ما تسرّب قصداً، موضوع واحد وهو الوضع في سوريا، فقد بحث أفكاراً تتعلق بالحل النهائي في سوريا، ووضعها المستقبلي. كان الواضح من مواقف تل أبيب وواشنطن، قبل الإجتماع، أن التركيز سيكون على طلب وحيد وهو إخراج إيران من سوريا، ولكن هناك العديد من التساؤلات: ما هو المقابل الذي ستقدماه تل أبيب وواشنطن لقاء تعاون موسكو في هذا الشأن؟ كيف ستحقق موسكو هذا الطلب الآن في وقت ما تزال المعارك طاحنة في الشمال السوري، وما زال الأمريكيون متواجدون على الأراضي السورية كمحتلين، ويدعمون تشكيل كيان كردي شرق الفرات، وكذلك تمدد تركيا شمالا وتمركزها في إدلب، ودعمها العلني لفصائل عسكرية بعضها مصنف إرهابياً وفق التقييم الدولي؟. صحيح واقع ومنطق وبدون عواطف، بقدر ما تريد الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية من روسيا أن تساعد في تقليص الوجود الإيراني في سوريا أو إنهائه، فمن غير المؤكَد بدرجة كبيرة أن تقوم موسكو بذلك، أو حتى أنها قادرة عليه، فلو استطاعت روسيا فعل ذلك بطريقة ما، إلا إنها لن تفعله لمجرد أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أنّ(هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله)، بل لأنها تريد شيئاً ذا قيمة كبيرة في المقابل، حيث أبرز ما تريده موسكو باعتقادي هو التالي: الإعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، في العام 2014 م، وإلغاء العقوبات الإقتصادية التي فرضت عليها بعد ذلك، والإعتراف بوجود قوة روسيا على الساحة الدولية، وقيام العلاقات على مبدأ الشراكة لا الهيمنة. بالنسبة إلى سوريا، رفع العقوبات الأمريكية عنها وشطب قانون قيصر، ودعم استقرارها ووحدتها ونهوض اقتصادها، ورفع الحظر عن الإنفتاح العربي على دمشق، والفيتو على انطلاق ورشة إعادة الإعمار ودون ربطها بمسألة الحل السياسي. في المقابل، إن موافقة الولايات المتحدة على تقديم مثل هذه التنازلات لروسيّا سيكون له تداعيات كثيرة، أبرزها: التأثير سلباً في علاقات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين، خصوصاً بعد موجة من التململ أصابت العديد من دول الإتحاد الأوروبي لا سيما بعد تولي الرئيس ترامب مقاليد الحكم، وتفاقم المخاوف الأمريكية حيال استعداد الرئيس ترامب لتقديم تنازلات أكثر للرئيس بوتين، وهذا شيء لا تريده حملة الرئيس ترامب، قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة هذا العام 2020 م في استحقاق نوفممبر، خصوصاً وأن تداعيات تقرير المحقق الفدرالي، روبرت مولر، لم تنته بعد، خاصة بعد توجيه اتهام صريح لترامب في مجلس النواب الامريكي، وبعد التصويت على قرار الحد من صلاحيات الرئيس في شن حرب ازاء ايران. بلا شك هناك العديد من الأمور التي يجب التطرق إليها خصوصاً من الناحية الروسية، وأبرزها يتمثل في التالي: تعتبر موسكو أن طهران شريك حقيقي لها في العديد من الملفات، بحر قزوين ومنظمة شنغهاي للتعاون ومحاربة الإرهاب، وتبعا لذلك، إذا كانت تقبل ضرب القوات الإيرانية في سوريا فإنها حتماً لن تقبل، مع الصين، ضرب(إيران الآسيوية)بأي شكل من الأشكال. إنّ الوجود العسكري الإيراني، ومعه قوة حزب الله، قد يكون أداة (إبتزاز)جيدة في يد روسيا ضمن مشاريع الغاز المستقبلية في المنطقة إلى أوروبا، خصوصاً إذا ما تم ربط ذلك مع العلاقات التي بدأت تزدهر، بعض الشيء، ما بين موسكو وأنقرة، هذا وتعمل روسيا، بحسب ما تقول، ضمن إطار القوانين والقواعد الدولية، من هنا وفي هذه المسألة بالذات، لا يمكن لها تخطي الإرادة السورية في هذا الشأن، خصوصاً وأن هناك مخاوف لدى الأخيرة بعد قرار الرئيس ترامب إعترافه بما يسمى سيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتل. في عودة الى الكباش الداخلي الذي جرى في عام 2017 م، ويجري في ايران الآن على مستويات منخفضة بشكل صامت، وتعمل واشنطن على تأجيجه يمزيد من العقوبات الاقتصادية، بعد اغتيالها لقاسم سليماني ورفاقه والرد الايراني التكتيكي في ضرب قاعدة عين الاسد، تموضع ويتموضع في التالي: احتراب النخبة السياسية في النظام الجمهوري القائم، والمس بالرعاية الاجتماعية للطبقات الفقيرة، والأزمة الاقتصادية التي يتداخل فيها تأثير الحصار المالي والعقوبات بتهم فساد(تحاربها طهران بقوة لملفات الفساد الداخلي، باشراف وتوجيه من المرشد وحكومة روحاني). الديمقراطيون في أمريكا عندما كانوا في الحكم، مارسوا استراتيجية الأستنزاف في المنطقة والعالم والأدارة من الخلف على مدار ثمان من السنيين، والجمهوريون حتّى اللحظة يمارسون استراتيجية تفكيك الأحلاف، من خلال تعميق استراتجيات البلبلة لتعميق الفوضى(سيستمرون في هذا الاستراتيجيات ان عادوا الى البيت الابيض)، بعبارة أخرى هم يمزجون بين الأستراتيجيتين ليخرجوا بكوكتيل استراتيجيات تذهب بالولايات المتحدة الأمريكية نحو المزيد من المتاهات، والبدء من بحر الصين الجنوبي والعلاقات مع تايوان، وتفكيك العلاقات الروسية الصينية باعطاء روسيّا مزيد من النفوذ في مجالاتها الحيوية وخاصة مساحات أوروبا الشرقية وفي سورية، والتصعيد ازاء ايران لدفعها للتنازلات في موضوعة الصواريخ البالستية، وفي حالة الفشل سيمارسون سياسات تمييع العلاقات مع طهران. وهذا الأوان الدولي والحالة، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف على حكم الجمهوري لأمريكا، استولدت كارتلات كوادر الحزب الجمهوري استراتيجية حديثة ازاء ايران والمنطقة، يمكن تسميتها باستراتيجية(كوشنير - نتنياهو)حيث أجندة كوشنير وما يمثله في الداخل الأمريكي ونتنياهو ازاء ايران وحلفائها والمنطقة واحدة. وما زالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي كالضباع لا تستطيع العيش بمكان لا يحوي جيفاً تجتمع عليها، خاصة بعد اعادة هيكلة بعض أقسامها وهندره للبعض الآخر حيث الهندرة بالمفهوم الأداري تعني الشطب واعادة البناء عندما تفشل الهيكلة، فهي بمثابة مخابرات تبرير وفبركة لسباق تسلّح محموم، والولايات المتحدة الأمريكية تعمل على( استغبائنا واستغفالنا) كعرب ومسلمين، فهي تعمل هذا الأوان على إعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد وقولبته توليفاً وتوظيفاً، وبصورة غير مباشرة وتحت عنوان الأتفاق النووي الأيراني مع الغرب، وعلى شيطنة حزب الله اللبناني وبالتعاون والتنسيق مع الدولة العبرية(الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة)ومع الأدوات القذرة في الداخل اللبناني وبعض الدواخل العربية من جماعات تكفيريّة وغيرها، مترافقاً مع شحن طائفي ومذهبي واثني عرقي، وذلك عبر اسطوانات إعلامية "بروبوغنديّة"مشروخة، وتحت يافطة المحافظة على السلم والأمن الدوليين على المستوى الإقليمي والأممي، بشكل يتزامن في تصعيدات لمستويات الأرهاب المدخل الى الداخل السوري والداخل العراقي من دول جواره العربي وغير العربي، في استهداف الدولة الوطنية السورية والدولة الوطنية العراقية وموردها البشري. المشتركات لدى جمهور الناس في العالم العربي أعتقد أنّها تتموضع في التالي:- هو أنّ الغرب يسعى إلى الدفع بقوّة إزاء تفكيك سورية وجعلها دولة فاشلة وبعدها العراق، وبعدهما لتفكيك لبنان لشل إيران(يحاولون الآن معها عبر اللعب بالداخل من خلال فئات الطبقة الوسطى الأيرانية)وإثارة الفوضى في الأردن عبر اللعب على الحبل الديمغرافي لجهة المكونات الأردنية المختلفة بما فيها النظام نفسه، وبعد ذلك وفقاً للرؤية الأمريكية الصهيونية، ستكون المحطة الأخيرة الفدرالية الروسية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الخاصرة الضعيفة للفدرالية الروسية، وهذا ما تدركه النواة الصلبة والدولة العميقة في روسيا الفدرالية ومحركها وضابط إيقاعها الرئيس فلادمير بوتين وجهاز استخباراته النشط ذو المجال الجيوبولتيكي الأممي الواسع والذي يعيد إنتاج مفاصل أدواره الأستراتيحية القادمة. ومن هنا مرةً ثانيةً وثالثةً ورابعةً، نقول: إنّ من يسيطر على سوريا(قلب الشرق) يسيطر على الممر الإستراتيجي لجلّ الشرق الأوسط، وبالتالي يتحكم ويسيطر على كلّ أوراسيا العظمى وأسيا الوسطى، حيث الصراع في سوريا وعلى سوريا على الجغرافيا قبل السياسة، هو صراع على الشرق وما بعد الشرق كلّه وقلبه سوريا بنسقها السياسي وموردها البشري، والفدرالية الروسية وبكين بجانب طهران وجلّ دول البريكس تدرك ذلك جيداً. لاشك أنّ القوام الجيو– سياسي السوري، يمارس ويتفاعل بقوّة على مجمل مكونات الخارطة الجيو – سياسية الشرق الأوسطية، وكما تشير معطيات التاريخ والجغرافيا، إلى أنّ تأثير العامل السوري، كعامل إقليمي حيوي في هذه المنطقة، تتطابق آليات عمله وتأثيره، مع مفهوم العامل الجغرافي الحتمي، والذي تحدث عنه جميع خبراء علم الجيويولتيك، وعلم الجغرافيا الإستراتيجية، وعلم الجغرافيا الإقليمية، وحتّى علم الجغرافيا المناخية، حيث تؤكد معطيات العلم الأخير، بأنّ الطبيعة المناخية لدول الجوار الإقليمي السوري، لن تستطيع مطلقاً الإفلات من تأثيرات العامل المناخي الدمشقي، فهل استعدت عمّان ولبنان والعراق وتركيا لذلك جيداً؟. الأمريكي وبتوجيه من البريطاني، حيث الأخير يدير الأول، حاولا انتزاع قيمة سورية الجيوبوليتكية، عبر محاولات انشاء منطقة عازلة في الشمال السوري عزل سورية عن تركيا وأوروبا(نشر التركي لمنظومات دفاع جوي في دار عزّة على الحدود مع سورية بحجة الكرد في عفرين؟ أم أنّه المحاولة العشرين، لأنشاء منطقة عازلة هناك؟)، ويستوليان على الشمال الشرقي لسورية والجنوب الشرقي وجلّ الشرق السوري الى الجنوب، فتحيلان سورية الى جزيرة معزولة عن أوروبا وأسيا جيوبوليتيكيّاً(وفشلا فشلاً ذريعاً، ونتائج لغة الميدان السوري طاغية، والجيش السوري في جلّ الجغرافيا السورية، والمعركة الأهم وفي الظل بدأت في استعادة ادلب وشطب جبهة النصرة هناك)، مع سعي آخر موازي لأقامة كيادن كردي تروتسكي صهيوني خوزمتشي(ادارة ذاتية لأضعاف المركز في دمشق)، بكونفدرالية مع ما استولتا عليه أو تسعيان للأستيلاء عليه في الشرق والشمال الشرقي والجنوب والجنوب الشرقي مع الأردن والكيان الصهيوني(اسرائيل)ثكنة المرتزقة، بعبارة أخرى تعزل سورية عن فلسطين المحتلة وقضيتها وصراعها الأستراتيجي، فتنتهي قيمة الجغرافيا الأستثنائية التي تتمتع بها سورية، فالمعركة والصراع هو على هذه الحغرافيا قبل أن تكون ويكون على السياسة في سورية ونسقها، لقد فشلوا جميعاً، والجيش السوري يقاتل الآن على سفوح جبل الشيخ واستعادة بيت جن في وقته وحينه وظروفه، خازوق بعقد في ايست الأسرائيلي الصهيوني المحتل. وسورية هي المنفذ الوحيد المتصل بين كل البر الأسيوي والبحر المتوسط، وحاول جلّ السفلة في الحدث السوري من الطرف الثالث من أصلاء ووكلاء عبر حرب البروكسي، الأستيلاء على شرقها من التنف وحتى السويداء(ما زالوا يحاولون وسيفشلوا)، ليصار الى قضم هذه الميزة الجيوبوليتيكية وتحويلها الى شبه جزيرة بمنفذ وحيد على البحر المتوسط، كما حاولوا الأستيلاء على وبعض من القنيطرة لكي تكون سورية عزلت بشكل كلي عن القضية الفلسطينية، لأخراجها من الصراع مع "اسرائيل" ليصار الى تصفية القضية الفلسطينية وعلى حساب الجغرافيا والديمغرافيا الأردنية ليس عبر مفهوم الوطن البديل بل النظام السياسي البديل بديمغرافيات جديدة حالية ولاحقة(قرار ترامب بخصوص القدس وقرار حزب الليكود الحزب الحاكم بضم الضفة الغربية المحتلة وغور الاردن – الارجاء الان لا يعني الغاء، والعمل جاري على الضم بشكل صامت، مع قرار الكنيست الصهيوني في اقرار قانون أساس القدس، وهو انعكاس لقرار المجرم ترامب، وقمم الرئيس دونالد ترمب مع غلمان مملكات القلق العربي على الخليج، واجتماعات جيراد كوشنير في دار الندوة في الرياض، للقضاء على الأسلام المحمدي المتنور، كل ما ذكر سابقاً هو تظهير لما شرحت وأوضحت). نعم لسورية قيمة فالقيّة جغرافية استراتيجية فريدة من نوعها، بجانب أنّها نقطة تقاطع بين أسيا وأوروبا وأفريقيا، انتزعت فلسطين عبر بلفور فعزلت الشام عن أفريقيا، واليوم يراد عزلها عن أوروبا شمالاً وأسيا شرقاً وشمال غرب أسيا أيضاً بشكل خاص، حيث مفاتيح الأخيرة دمشق ومن يملك المفتاح السوري يملك جلّ أسيا. ثمة محاولات لترسيم معالم المرحلة المقبلة في جلّ المنطقة فهل ترضى موسكو بذلك؟ وهل ترغب في اجهاضه؟ اذا سورية دخلت مرحلة جديدة بعد فشل كلّ الرهانات السابقة وعناوينها السياسية مفتوحة في كل الأتجاهات والمسارات، والحلفاء صامدون الى جانب دمشق، ولكن الأسرائيلي ومعه مستحثّات الرجعية العربية الحديثة والمستحدثة بسبب المال الخليجي قادرون على تسويق هذا المشروع دوليّا وهنا الخطورة في الشرق السوري والجنوب السوري. فاذا نجح اليانكي الأمريكي وجوقته والكومبارس المرافق له، بالسيطرة على سورية كان ذلك ضربة قاسمة لمحور المقاومة من ناحية، وروسيّا من ناحية أخرى، وهذا من جانبه يفسّر أحد أسباب التدخل الروسي والأيراني وحزب الله في الأزمة السورية. لذلك من زاوية الغرب ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، ينظرون الى الجمهورية التركيّة بأنّها يجب أن تبقى تحت رعاية غطاء دولي يمنع وفاتها من ناحية، بسبب تساوقها مع رؤى البلدربيرغ الأمريكي في الداخل السوري والمنطقة وها هو الأرهاب يرتد عليها وسيرتد عليها بعد استعادة الجيش السوري لأدلب، ويمنع شفائها من لوثة الأرهاب وعقابيلها وتداعياتها من ناحية أخرى، والعمليات السرية المخابراتية القذرة والتي لا يعلن عن نتائجها في الداخل التركي المحتقن، قرينة صحّة قطعية على ما هو مرسوم لتركيا. في حين أنّ الجمهورية المصرية العربية، تحاول جاهدةً حياكة غطاء دولي واسع(بالرغم من ترددها من سورية لصيانة الأمن القومي العربي، حيث نريد موقفا مصرياً أكثر وضوحاً وفعلاً، وان كانت القاهرة ساندت بشكل واضح الفعل العسكري الروسي في الدواخل السورية)وما زالت القاهرة أسيرة ورهينة لمعادلات دولية وداخلية، حيث العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تمسك بمفاصل دورة حياتها السياسية والأقتصادية والأجتماعية والعسكرية، عبر مظلة دولية سمحت بانتاج آلية تعطيل لقواها الذاتية عبر اتفاقيات كامب ديفيد1979 م، لكي يكتمل حول معصمها القيد. سد النهضة أس مشكلات صيانة الامن القومي المصري والعربي، وليبيا تشكل فخاً للمصري سيندم ان وقع فيه. وصحيح أنّ الرياض قوّة اقليمية ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية وبفعل غطاء دولي أرسيت قواعده في أربعينيات القرن الماضي لا بقواها الذاتية، كشف ذلك بكل وضوح الفخ اليمني لكي يستنزف السعودية ماليّاً وما أبعد من ذلك. وسورية ورغم الجراح والنزف المتعدد، بنسقها السياسي وجيشها العربي العقائدي ومقاومتها الشعبوية، وصمود شعبها ومجتمعها وتماسك القطاع العام وعدم انهياره، رغم الحرب الكونية والصراع على سورية وفي سورية وثبات وصمود الرئيس الأسد، هي من تمنع الأصوليات الأرهابية الثلاث: الصهيونية العالمية، الوهابية وهي اس وجذر الأولى، العثمانية الجديدة، من تفجير المنطقة بالكامل. والأنكى من كل ذلك هو أنّ: ثكنة المرتزقة(اسرائيل)لم تحصل على أي ضمانات روسيّة واضحة بعدم السماح بنقل أسلحة متطورة من سورية وايران الى حزب الله، لا بل أنّ الرئيس بوتين لم يجمّد اتفاقية صواريخ اس 300 لأيران ووصلت طهران، كما أنّ بوتين لم يوعد الصهيوني نتنياهو بشيء بخصوص سحب حزب الله من القنيطرة ونزع الأسلحة من هذه المنطقة، وكل ما قاله ويقوله بوتين لنتنياهو أنّ سورية ليست بصدد فتح جبهة جديدة في الجولان السوري المحتل حتّى اللحظة وضمن الظروف الحالية. وعليه لا اتفاق روسي اسرائيلي سوى لجينة(تصغير لجنة)عسكرية مشتركة، لأعلام اسرائيل فقط بلحظة بدء قصف ما تبقى من أدوات الأرهاب الأسرائيلي في الجنوب السوري من جديد، لكي تحتاط تل أبيب من عودة ما أدخلته ورعته وعالجته من ارهابيين في الداخل السوري اليها. الأمريكي شئنا أم أبينا حقق نجاحات في الملف الأيراني الى حد ما، وفي الملف الكوري الشمالي بشكل بسيط وعبر الدبلوماسية، وتخلّى عن حلفائه الخليجيين، بل وورطهم بفخ اليمن ليستنزفهم مالياً. العراق عاد أولوية أمن قومي أمريكي لغايات العبث بالجغرافيا والديمغرافيا الأيرانية، والأمريكي يرى في هذا الفعل العسكري الروسي في سورية، والذي هو أبعد من سورية وما يجري فيها، حيث تأمين النفوذ الروسي في المتوسط والعمل الروسي العسكري في فضاءات المجال الحيوي الأمريكي المباشر باقامة قواعد عسكرية على الحدود مع تركيا، وذلك لآقامة توازن مع النفوذ الأمريكي في أوكرانيا، كذلك موسكو تريد تعزيز التحالف مع ايران في سورية، كون الأخيرة منفذ بحري لطريق الحرير الحيوي لكل من الصين وروسيّا وايران للوصول الى المتوسط، وهذا الطريق يحتاج الى أفغانستان ليصل الى ايران، ويحتاج للعراق ليصل الى سورية، فقامت واشنطن باحتلال أفغانستان ولن تنسحب منها، واحتلال العراق ولن تنسحب منه وتعود من جديد اليه عبر الثعبان داعش بمسميات جديدة، لقطع طريق الحرير بين الصين وروسيّا وايران في أفغانستان، وبين ايران وسورية في العراق، والمشروع الأمريكي فشل حتّى اللحظة في كلا البلدين، فمعركة الأرهاب الامريكي في سورية وفي العراق واحدة، وهي معركة الجغرافيا، ترسم معالم المنطقة ومنحنياتها، وهي أيضاً معركة الكانتونات الكرديّة. 
Mohd_ahamd2003@yahoo.com