2024-11-30 06:32 م

الاختيار ..... دراما واقعية لظرف زماني نعيشه

2020-05-23
بقلم : الدكتور ياسر الشرافي
منذ نهايات القرن التاسع عشر ولدِ فن جديد بسبب التطور التكنولوجي و اكتشاف أجهزة التصوير الحركي بعد الفنون الستة الرسم و النحت و العمارة و الموسيقى و الفلكلور و الشعر ، يُسمى الفن السابع ، حيث الدراما هي جزء من هذا الفن و مرآة لما تعيشه الشعوب في الماضي و الحاضر و المستقبل ، من خلالها يُرصد واقع و سلوك الشعوب في زمان و مكان ُمعرف ، حيث مصداقية العمل الدرامي ليست بما تشاهده على شاشة التلفاز ، بل هو عصف فكري إلى ما وراء المشاهدة، لكي تبحث بنفسك و من حولك عن حقيقة الفكرة التي تتابعها، منذ بداية شهر رمضان الفضيل هناك من يتململ بين أروقة التيار الإسلام السياسي و على رأسهم جماعات الإخوان المسلمين هنا و هناك بخصوص عمل درامي يجسد فترة زمنية لا تتعدى العشرة سنوات من يومنا هذا يُسمى" الأختيار "، حيث لاقى هذا العمل الدرامي هجوماً شديداً و لكن غير موفق من تيارات دينية متسترة وراء دين الله ، يدعون هؤلاء أن هذا العمل الدرامي يشوه دين الله و يوضع كلام خاطئ في فم بعض علماء المسلمين و يحور بكلام الله ، بعد أن أبرز هذا العمل الدرامي واقع هؤلاء من غباء و حقد على أنفسهم قبل الآخرين ، هذا المسلسل يسلط الضوء على نقطة في غاية الأهمية و هي العقيدة التي تعتنقها الجماعات الإرهابية عن طريق اخضاع أفرادها لعملية غسل أدمغة محكمة، و كيفية السيطرة المطلقة على إرادة و حواس هذا الإرهابي تحت مُسمى البيعة و الطاعة على السراء و الضراء ، لشل حركة تفكير أفرادها و سد الطريق عليهم في رحلة البحث عن الحقيقة، أيضاً يُسلط الضوء في تلك الدراما على كيفية تطويع و اسقاط النص القرآني و الأحاديث النبوية الشريفة و فتاوي ( دينية )من هنا و هناك لإستباحة دماء المصريين خاصة و المسلمين عامة أو من يخالفهم الرأي ، حيث الآيات التي أستشهد بها في هذا المسلسل و يُستشهد بها أيضا في الواقع من قِبل التكفريين يبين عدم فهم هؤلاء المقصود لدين الله ، حيث الواقع يخبرنا ان الإسلام السياسي و الذين يدعون أنفسهم بالمجاهدين يرتكزون في الوصول إلى أهدافهم الشيطانية بتطويعهم لنصوص دين الله لخدمة مصالحهم ( الربانية) ، لذلك من شوه و مازال يشوه بالدين ليست مسلسل تلفزيوني ، بل هؤلاء لممارستهم الخاطئة عن قصد أو غير قصد لهذا الدين ، حتى تنفر العامة عن هذا الدين السمح و الحنيف ، حيث مسلسل الاختيار ذكر قليل القليل عما يمارسونه هؤلاء المتسترين بالدين واقعاً في تشويه هذا الدين العظيم ، و زد على ذلك أن كثير من هؤلاء التكفيرين أو الإرهابين أو (الجهادين )على علاقة متينة مع أجهزة مخابرات عالمية ، حتى ينقضوا على الأمة العربية التي جزء كبير جداً من موروثها الثقافي و الروحاني و الاجتماعي هو من الدين الإسلامي ، لذلك كثير من الاشرار مع هؤلاء التكفيرين يريدون لنا ان نكره الإسلام ، من أجل ذلك يتسترون وراء كلمة الجهاد في سبيل الله ، يحملون شعار تحرير فلسطين حتى يسلبوا قلوبنا و عقولنا ، و لكن لا يمارسون هذا الشعار واقعاً ، حيث فريضة الجهاد الغائبة أريد بها أن تطبق بين و على المسلمين قط و ليست على الكيان الصهيوني ، أهي صدفة عندما يطلق النار على الجنود المصريين من قبل ( المجاهدين في سبيل الله) و هم على بعد أقل من ميل واحد من جنود العدو الصهيوني ، أهي صدفة أن لم تطلق داعش و جبهة النصرة و كل الجماعات المتأسلمة رصاصة واحدة من سوريا على الكيان الصهيوني ، حيث فلسطين كانت و مازالت أقرب للجهاد في سبيل الله من أفغانستان و الشيشان و البوسنة و الهريسك ، هنا يجب علينا ان نقول كلمة حق ، حيث الأوطان أوطاننا و نحن من يدفع الثمن دائما بسبب هؤلاء ، فأنظر إلى من حولك بما حل من خراب في سوريا و اليمن و ليبيا و العراق بسبب هؤلاء ، في فترة زمنية سميت بالربيع العربي ، أردنا فيها أن نتحرر من ديكتاتوريات عف عليها الزمن ، لنستبدلها بأناس من نفس الجينات و لكن للأسف بلحية و عمامة حيث نرفض أن يُستغل دين الله لأجندات شيطانية أو خارجية ، حيث التقرب إلى الله لا يحتاج إلى طرف ثالث من هنا أو هناك ، فالحرام و الحلال بالفطرة بيّن ، و الدين يتمم مكارم الأخلاق يا انت و أنت . فكم عن عمر سمعنا بين دقات قلوبكم ، لنرى ابا بكر و عثمان و علي رضي الله عنهم بين مساراتكم و أفكاركم الملوثة ؟؟؟؟؟؟