2024-11-30 12:50 م

الانظمة العربية وجريمة تهجير الكفاءات

2020-04-06
بقلم: اسلام الرواشدة

ونحن نتابع وسائل الاعلام جريا وراء "بصيص أمل" يحمي البشرية من "جائحة كورونا" ويوقف تفشيه وقطعه لانفاس البشر وتدمير الحضارات، من خلال اكتشاف علاجات ولقاءات تضع حدا لهذا الفيروس اللعين القاتل والشرس.. هذه المتابعة على مدار الساعة أوصلتنا الى حقيقة مذهلة ـ يعود الفضل في اكتشافها الى "فيروس كورونا" الخبيث ـ .
الحقيقة الاكيدة والراسخة، تظهر بجلاء دور الأطباء العرب المنتشرين على امتداد الكرة الارضية، هؤلاء الاطباء يتصدرون المواجهة والحرب على هذا الوباء المتفشي، مختصون وعلماء من الدرجة الاولى، في التطبيب وعلم الجراثيم والاوبئة ومختبرات البحث عن العلاج.
حقيقة، نتباهى بها ونعتز، لها معانيها وأبعادها، وأسبابها، تقودنا الى طرح تساؤلات مؤلمة عديدة، في مقدمتها، لماذا أصبحت هذه الكفاءات بعيدة عن ساحات الوطن العربي، لماذا أغلقت الأبواب في وجوههم، ولماذا لم تحتضنهم دولهم ، وهي "غالبيتها" متخمة بالاموال التي تتدفق على طواغيت الشر لتمويل الحروب ضد شعوب الامة.
ان ظلم القيادات العربية وأجهزتها والتشبث بالمنافع الذاتية والاحقاد والرشى، على حساب المواطن، هو الذي يقف وراء هجرة هذه الكفاءات، وما يزال هذا التهجير للكفاءات معمولا به لدى هذه القيادات التي ابتليت بها شعوب الامة، فلا احترام لهذه الكفاءات في بلادها، عباقرة يشتمون، ويلاحقون، وتغلق الفرص أمامهم، انها سياسات اجرامية تصل الى حد الخيانة.
وما نأمله، أن تكون ساحات الامة بعد أزمة كورونا، ليست كما قبلها، بمعنى أن تنتفض الشعوب في وجه الحكام واسقاطهم لصالح قيادات متفانية لا مصالح شخصية لها تحتضن الكفاءات وتوقف عملية نهب المال العالم وسرقته، وتضع حدا للمحسوبية والفساد الذي تحول الى "جائحة" في الساحات العربية.