كان الرئيس اردوغان وما يزال يطمح إلى التوسع، واستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، وهو الذي يعتبر نفسه سلطاناً عثمانياً معاصراً، وكانت رغبته في التوسع في سورية هي جزء من خطته نحو إحياء هذه الإمبراطورية، وأنضم إلى كل من إيران وروسيا ليمثل الضلع الثالث فيما يُسمى بمنصة آستانا في محاولة لإيجاد تسوية سياسية في سورية لصالح تركيا وحلفائها، كما توجه إلى قطر، ومن خلالها يحاول تحسين علاقاته مع بعض دول الخليج ودعمهم في مواجهة سورية التي تعد عدواً لدوداً وتعيق تحقيق أحلامه التوسعية في المنطقة.
وعلى خط مواز، يتطلع اردوغان إلى احتلال طرابلس الليبية مستغلاً حالة الفوضى السائدة هناك بعد سقوط رئيسها السابق، الزعيم معمر القذافي، ويسعى اردوغان حالياً لتحقيق أحلامه القديمة، وكان قد أرسل مستشارين عسكريين لمساعدة قوات “حكومة الوفاق الوطني”، التي يقودها السراج، ضد حكومة الجنرال، “خليفة حفتر" بالإضافة إلى أنه يقدم له أيضاً الدعم المالي والسياسي، كما يهدد إردوغان بإغلاق قاعدة إنغرليك الجوية التي تستخدمها القوات الأميركية، وكذلك قاعدة كوريغيك، والتي تضم أجهزة رادارات تابعة لقوات حلف الناتو.
في هذا السياق وقَّع إردوغان، مؤخراً مع “حكومة الوفاق” الليبية اتفاقيتين من شأنهما أن تشعلا الأوضاع في المنطقة بأكملها، الاتفاقية الأولى تشمل التعاون الكامل في كل المجالات بما فيها العسكري، وهي تسمح للرئيس التركي بإرسال قوات عسكرية وأسلحة إلى حكومة طرابلس،أما الاتفاقية الثانية فتتعلق بترسيم الحدود البحرية للطرفين.
الليبيون أصبحوا على دراية أن اردوغان يسعى عبر مخططاته إلى تدمير ليبيا وإعادة النفوذ العثماني من جديد مستغلاً بعض الظروف السياسية والاقتصادية في ليبيا ، هنا يبرز التساؤل الرئيسي هو: كيف نحد من خطوات اردوغان ونواياه الخبيثة في ليبيا ؟
أن تحرير ليبيا خطوة لا تقبل التأجيل، لذلك فإن الحل الوحيد يتمثل في إمداد قوات الجنرال، “خليفة حفتر”، بالعتاد والأسلحة من أجل الإطاحة بـ”حكومة الوفاق الوطني" عندئذ ستسقط الاتفاقيتان اللتين وقعهما الرئيس التركي واللتين تشكلان خطرا كبيرا على المنطقة.
مجملاً.....ورغم تعدّد سيناريوهات مآلات الأوضاع في ليبيا إلا أنّ السيطرة العسكرية على كامل الأراضي في ليبيا والرهانات على حسم المعركة عسكرياً في طرابلس من قبل الجيش الليبي، سيكون السيناريو الأبرز والأكثر احتمالاً، خاصة مع القناعات الدولية، بأنّ الجيش الليبي يحارب جماعات إرهابية مسلّحة ومتطرفة في طرابلس. بذلك تشكل اقتراب ساعة الصفر لتحرير طرابلس انتكاسة كبيرة للتنظيمات المسلحة وضربة موجعة للرئيس التركي الذي أعلن دعمه لحكومة الوفاق، كل ذلك يجعل المؤشرات التحليلية والقراءة الواقعية للعملية التركية في ليبيا ليست إلا مأزقاً سيصعب على أنقرة الخلاص منه بسهولة.
وباختصار شديد يمكنني القول: ما هي إلا أسابيع، وسنرى العلم الليبي يرفرف في وسط طرابلس رغم أنف كل حاقد، بذلك إنهارت كل أحلامهم وأصبح النصر وتطهير المحافظة بالكامل أقرب من حبل الوريد وأنا على يقين أن أبناء ليبيا سوف يقفون خلف كرامة وطنهم حتى يتحقق المرجو لليبيا، وهو محو كل إرهاب غاشم يستهدف ليبيا، وعرقلةً مخطط اردوغان الذي دمر وأزهق وأباح كل أركان الدولة الليبية. ولم يعد اردوغان إلا إعادة ضبط ساعاته وفق بوصلة الانتصارات التي يحققها الجيش في معظم مناطق ليبيا.
khaym1979@yahoo.com