بقلم: احمد صلاح
صرّح وزير الخارجية السوري وليد المعلم في المؤتمر الصحفي مع نظيره الصيني وانغ يي مؤخراً أن الإجراءات الأمريكية أحادية الجانب المفروضة على سورية هي الإرهاب الاقتصادي. من الصعب نفى ذلك. لكن العقوبات هي من المشاكل التي خلقتها الولايات المتحدة للشعب السوري.
بدأت عملية الولايات المتحدة وحلفائها في سورية منذ خمس سنوات. في الأصل قال السياسيون الغربيون إنه تعتبر مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية هدفهم الرئيسي. بل لم تم انسحاب القوات الأمريكية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتصار على داعش في ديسمبر عام 2018. علاوة على ذلك أكدت متحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز فبراير عام 2019 أنه تم تحويل عملية مكافحة الإرهاب إلى عملية حفظ السلام. لكنه يوجد السؤال هل سيساعد تواجد الولايات المتحدة لعودة السلام والتسوية السياسية في سورية؟
قبل كل شيء إن شرعية تواجد القوات المسلحة الأمريكية في أراضي سورية تثير الشكوك. ولم يوافق مجلس الأمن الدولي ودمشق على نشر قوات التحالف الدولي في سورية. وكذلك قدم الممثل الدائم لسورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري احتجاجات على التدخل غير الشرعي بصورة منتظمة.
لكن لا تهتم واشنطن بموقع دمشق. حسب كلمات البيت الأبيض تسعي أمريكا إلى تقديم المساعدة للشعب السوري فقط وبهذا السبب لها الحق في استخدام جميع الوسائل. من الممكن أن تذكّر العملية الأمريكية بإقامة السيطرة على مدينة الرقة والتي شارك فيها طيران التحالف الدولي بالنشاط. كتبت الصحفية البريطانية كيت ألين في مقالها أنه تم تدمير أكثر من 80 بالمئة من مباني المدينة نتيجةً للضربات الجوية الأمريكية. لكنه لا تخطط أمريكا وحلفاءها تمويل عملية إعادة إعمار الرقة. ها هي مثال "المساعدة" التي تقدمها الولايات المتحدة للشعب السوري.
تجدر الإشارة إلى أنه تختلف هذه الأعمال بالكثير من سياسة الحكومة السورية التي تقوم في الظروف الاقتصادية الصعبة بإعادة إعمار حلب وتدمر والمدن الأخرى التي قد دمرها المتطرفون.
في نفس الوقت لا يزال البيت الأبيض محاولاته بإزالة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة وكذلك استنادا على تهمة باستخدام الأسلحة الكيميائية. بالرغم على الضغط الأمريكي قد عبّر كثير من البلدان عن استعداد للتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد. قال وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم يناير عام 2019 إن بلاده تدعم الجهود الرامية لاستعادة سورية عضويتها في الجامعة العربية. وزادت الدول بما فيها أرمينيا والصين التصدير إلى الجمهورية العربية السورية خلال سنوات الأزمة.
لكن تطالب استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة تنفيذ قرار 2254 لمجلس الأمن. وتؤكد الأعمال الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق الالتزامات الدولية. يعتبر نظام وقف إطلاق النار في جميع أنحاء الأراضي السورية من مراحل خريطة الطريق هذه. وبينما ذلك من المستحيل في الظروف الحالية لأنه لا تسيطر الحكومة السورية الشرعية على جميع مناطق البلاد ويعتبر وصول ممثلي المنظمات الدولية هناك صعباً للغاية.
على سبيل المثال حصلت هذه الحالة في "منطقة 55كم" التي تقع فيها قاعدة التنف الأمريكية ومخيم الركبان. وتوجد التقارير المتعددة التي تشير إلى أنه يقوم الخبراء الأمريكيون بتدريب المسلحين في هذه المنطقة. أدى جميع محاولات الجيش العربي السوري بتصفية المنطقة من الإرهابيين إلى العدوان الأمريكي.
وبالإضافة إلى تواجد الجماعات المسلحة في هذه المنطقة فيجري هناك الاتجار بالمخدرات وتهريب الأسلحة والذخائر.
هذا وحشد القوات المسلحة الأمريكية في سورية غير شرعي ويعرقل عملية التسوية السياسية في البلاد وسيسمح انسحابها باستعادة عمل هيئات الحكومة في جميع أنحاء الأراضي السورية. وستظهر الفرصة لانتهاء الحرب وإعادة السلام إلى بلاد الشام في هذه الحالة فقط. ما يعرقل التسوية السياسية في سورية؟
2019-07-27