2024-11-30 12:39 م

يوم القدس العالمي .. فسحة أمل لا تنحسر

2019-05-31
في وجه الظلم دفاعاًّ عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم.

في هذا العام يتزامن “يوم القدس العالمي” مع سلسلة من الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها منطقتنا، ومن هنا تأتي أهمية هذا اليوم ليكون بمثابة صرخة في وجه الظالم، خاصة وأن العالم يتحضّر للإعلان عن “صفقة القرن” خلال الفترة المقبلة والتي من شأنها أن تقوم بتصفية القضية الفلسطينية من الناحية النظرية إلا أن صمود الفلسطينيين ودعم الشعوب لهم ووقوف محور المقاومة إلى جانبهم سيبقي هذه الصفقة في خيال الإسرائيليين ومن يقف وراءهم.

الأمر الثاني أن الداخل الإسرائيلي يغلي حالياً بالتزامن مع فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة، الأمر الذي يشعل نار الفوضى السياسية في “إسرائيل” والتي ستؤدي من دون أدنى شك إلى تأجيل “صفقة القرن” وربما إلغائها، خاصة وأن دولاً كثيرة ومنها الأردن رافضة لبنود هذه الصفقة، وكذلك السلطة الفلسطينية التي تعلم جيداً أن تطبيق بنود هذه الصفقة يعني زوالها.

يوم القدس العالمي ربما سيكون هذا العام بلسماً لشفاء جراح الفلسطينيين، وتوحيد صفوفهم، والقضاء على الخلافات فيما بينهم كرمة لقضيتهم التي يجتمعون على الدفاع عنها، ومن هنا يكسب هذا اليوم أهمية كبرى، وسيكون “يوم القدس العالمي” بمثابة امتحان للأفرقاء الفلسطينيين لمعرفة حسن النوايا وصدقها.

إنّ توحّد الصف الفلسطيني سيساهم بكل تأكيد بتخفيف الحصار المفروض على غزة وربما كسره حتى النخاع، خاصة أن الأرضية حالياً مناسبة للقيام بهذا الأمر، بعد أن فشل الصهاينة في تحقيق أهدافهم من هذا الحصار، فضلاً عن المشكلات التي تعصف بالداخل الإسرائيلي.

نعتقد أن جميع الظروف الحالية تأتي لمصلحة القضية الفلسطينية وليس العكس، لأن جميع من كان إلى جوار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووافقه على تفتيت المنطقة فشل فشلاً ذريعاً على جميع الأصعدة والأمثلة كثيرة في هذا الإطار، ونذكر منها فشل تفتيت سوريا، وتحويلها إلى كيانات صغيرة، وكذلك العراق، وفشل حصار قطر وفشل إرضاخ إيران للإرادة الأمريكية، وفشل الحرب على اليمن، والقائمة تطول إلا أن صمود الشعوب هو من انتصر، وسينتصر هذا الصمود في فلسطين والأيام بيننا.

الإمام الخامنئي: صفقة القرن ستؤول للفشل

أكد الإمام السيد علي الخامنئي أن ما يسمى “صفقة القرن” ستؤول إلى الفشل رغم مخططات أمريكا وعملائها لتمريرها.

وأشار السيد علي الخامنئي في كلمته يوم الأربعاء لدى استقباله حشداً من الأساتذة والنخب في الجامعات الإيرانية إلى يوم القدس العالمي (الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك)، مؤكداً أنه يتسم بالمزيد من الأهمية خلال العام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة، داعياً الى المشاركة في مسيراته بصورة ملحمية.

ولفت الإمام الخامنئي إلى أن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المضطهد يكتسب جوانب دينية وشرعية فضلاً عن الجانب الإنساني.

يوم الجمعة هو موعد انطلاق مسيرات “يوم القدس العالمي” وستكون بمثابة انتفاضة في وجه كل من يريد تصفية هذه القضية، وسيكون رسالة مباشرة لمؤتمر المنامة الاقتصادي في البحرين والذي يروّج لما سمي بصفقة القرن.

من جانبها أكدت الفصائل الفلسطينية أهمية يوم القدس العالمي في محاربة الأخطار التي تواجهها المدينة المقدسة، وتعزيز الوحدة العربية الإسلامية في تبنّي مشروع المقاومة ومجابهة الكيان الإسرائيلي.

وقالت الفصائل إن يوم القدس العالمي يشكّل فرصة لاستعادة قضية القدس إلى صدارة أولويات الأمة مجدداً، بعدما تراجعت لدى اهتمامات المسلمين ولاسيما في السنوات الأخيرة.

حركة “حماس” قالت يوم أمس الأربعاء: “إن يوم القدس العالمي محطة بوصلة الأمة نحو فلسطين لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي من أجل التحرير”.

من جانبها دعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أبناء الشعب الفلسطيني إلى الاستنفار في يوم القدس العالمي، الذي يصادف يوم الجمعة المقبل، مشددة على ضرورة أن تتحرك الشعوب العربية والمسلمة في كل أنحاء العالم لحماية تاريخ القدس وهويتها.

وأكدت وزارة الدفاع الإيرانية أن نهج المقاومة لدى الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ترسّخ في فكر ورؤى أجيال من أبناء هذا الشعب على مدى 70 عاماً، مشيرة إلى أن المقاومة ستتمكن في النهاية من هزيمة كيان الاحتلال.

وأشارت الوزارة إلى أن يوم القدس العالمي لهذا العام سيصبح نقطة تحوّل في مسار تحرير القدس وفرصة قيّمة لإظهار وحدة المسلمين وإظهار الوجه الحقيقي لإصحاب الفكر الرجعي داعية أبناء الشعب الإيراني إلى المشاركة الواسعة في مسيرات يوم القدس العالمي المقررة يوم الجمعة القادم.

وكانت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، قد دعت الجماهير الفلسطينية للمشاركة في الجمعة الـ60 من مسيرات العودة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة والتي تحمل عنوان “يوم القدس العالمي”.

سنكون يوم الجمعة جميعنا على تحوّل جديد في مسار القضية الفلسطينية، تحوّل من شأنه أن يكبر فسحة الأمل التي عمل عليها الفلسطينيون طويلاً لكي يحوّلوها إلى حقيقة واقعة.

المصدر: الوقت