2024-11-25 11:44 م

ابن زايد جعل الإسلام “فزاعة” واستخدم المال لشراء ولاءات مراكز الأبحاث وصناع السياسة

2019-04-18
سلط موقع “Lobe Log” الأمريكي في تقرير مطول له، الضوء على سياسات ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد وطرقه الخبيثة التي استخدمها لتحقيق مخططاته بالمنطقة ومنها استخدام الإسلام كـ”فزاعة” وربطه بالإرهاب لكسب دعم اليمين المتطرف في امريكا.

تقرير “أندرياس كريغ” الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الدفاعية بكلية لندن الجامعية والخبير في شؤون الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، بعنوان «حرب السرديات الإماراتية في بروكسل»، كشف عن الدور الخطير الذي تلعبهأبوظبي في تشكيل سياسات أمريكا والغرب تجاه ما يجري في المنطقة العربية، بهدف إجهاض التحول الديمقراطي باستخدام فزاعة الإسلام السياسي.

وقال الموقع الأمريكي إنه في عصر «الحقائق البديلة» و»الأخبار الزائفة»، فَطِن الاتحاد الأوروبي للإمكانية التخريبية للمعلومات المضللة وسرديات الأحداث التي يمكن استخدامها كسلاح، لاسيما في إطار محاولة الكرملين السرية للتشويش على الخطاب الليبرالي في أوروبا، ومع ذلك، لم تُبدِ بروكسل اهتماماً يُذكَر بحملة التأثير السرية التي يقوم بها فاعلٌ مستبد آخر يحاول تشويه الخطاب الليبرالي في عاصمة أوروبا، وهو الإمارات العربية المتحدة.

إسبرطة الخليجية

الإمارات هي دولة خليجية صغيرة لديها أدوات مالية واسعة وسياسة أمنية وخارجية إقليمية حازمة؛ فهي «إسبرطة الصغيرة» كما أشار إليها وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس من قبل، وعلى الرغم من حجمها، أقامت الإمارات شبكة واسعة من المعلومات المضللة في المنطقة والغرب، تتجاوز عمليات الضغط السياسي التقليدية، إذ فعَّلت أبوظبي، التي تصدَّرت حملة الثورة المضادة الرامية لاستعادة الحكم السلطوي في العالم العربي بعد الربيع العربي، شبكة معلومات مضللة تتألَّف من منافذ إعلامية، ومُتصيِّدي إنترنت (ترولز) وبوتات إنترنت، ومراكز أبحاث، وصُنَّاع سياسات ليس فقط لممارسة الدبلوماسية العامة، بل أيضاً لإقناع المنطقة والغرب بسردية «الاستقرار السلطوي»، وتُصوِّر هذه السردية الإسلام السياسي باعتباره إرهاباً، والمجتمع المدني في العالم العربي باعتباره عاملاً مُزعزِعاً للاستقرار.

دور موثق في واشنطن

وبحسب التقرير الذي ترجمه “عربي بوست” قد جرى توثيق التدخُّل الإماراتي الواسع في واشنطن جيداً، إذ بدأت التقارير حول كيفية تمكُّن السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العُتيبة -المُزوَّد بشيكاتٍ على بياض من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد- من شراء ولاءات مراكز الأبحاث المُحافِظة ومغازلة صُنَّاع السياسات السابقين، في الظهور بعدما كشفت تسريباتٍ من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالسفير حجم التدخُّل الإماراتي في خطاب السياسة الأمريكية.

طُلِب من العتيبة إيجاد وسيلة لإعادة تغليف فوبيا أبوظبي من المجتمع المدني المُعبَّأ في العالم العربي. وطبقاً لسردية الاستقرار السلطوي المبنيّة على الخوف، كانت ثورات الربيع العربي مؤامرات إسلامية سرية لإقامة خِلافات قائمة على الشريعة، واستعارت تلك السردية نظرية الحزام الناقل التبسيطية من أجل تصوير الإسلام السياسي المعتدل باعتباره «مدخلاً» للإرهاب السلفي الجهادي، وهي تلفيقة وجدت صدى جيداً لها بين المحافظين الجدد ممن لديهم نفورٌ تجاه الإسلام.

اللعب على وتر كراهية اليمين للإسلام

وفَّرت مراكز الأبحاث التي ترعاها الإمارات المصداقية لتلك السردية، في حين مكَّنت سياسة «الباب الدوَّار» في عملية صنع السياسة الاستراتيجية لإمكانية رواج تلك السردية، وحين بدا واضحاً في 2016 أنَّ القاطن التالي بالبيت الأبيض سيُعِدُّ سياسته تجاه الشرق الأوسط على أساسٍ يميني، نشطت بقوة شبكة أبوظبي من المعلومات المضللة.
وطن سرب