2024-11-30 06:37 م

ترامب يعلن الحرب على فنزويلا

2019-02-01
بقلم: حاتم استانبولي
التصعيد الامريكي الغربي ضد فنزويلا تسارع بعد ان قامت حكومة مادورو باجراءآت سياسية واقتصادية لتقويض الحصار المفروض عليها . القرار الفنزويلي بتطوير التعاون الاقتصادي والسياسي مع روسيا والصين وتركيا وكوبا وايران . القرار الفنزويلي باصدار العملة الفنزويلية الرقمية الجديدة (بترو) التي شكلت تحديا وسابقة اذا ما نجحت فانها قد تدفع العديد من الدولة صاحبة السيادة بانتهاج ذات الطريق للخروج من هيمنة البنك الدولي وصندوق النقد . الدعم اللا محدود للقضية الفلسطينية والوقوف الى جانب الدولة السورية والمقاومة. القرار الامريكي له ابعاد داخلية حيث ان الكثير من مصافي النفط الامريكية تعتمد النفط الخام الفنزيلي كمنتج , ومع تصاعد الخلاف بين الدولتين فان عائدات هذه المصافي انخفضت الى الحضيض مما دفع قطاع النفط والمصافي للضغط على الادارة الامريكية بايجاد حلول لتفادي الخسائر المباشرة وغير المباشرة. البعد الآخر : هو ما يتعلق بالاغلاق الحكومي والمعركة القائمة بين البيت الابيض والكونغرس حول الميزانية . قرار ترامب يهدف لصرف الانظار عن ما يجري في الداخل الامريكي . هذه العوامل التي دفعت الادارة الامريكية للتصعيد وفتح كل الاحتمالات من اجل اسقاط الدولة الوطنية الفنزويلية واستبدالها بقوى كمبرادورية مرتبطة بمراكز راس المال. امريكا لاتريد ان تصبح روسيا لها نفوذ اقتصادي وعسكري في حديقتها الخلفية خاصة بعد الزيارة الغير سارة للطائرات النووية الروسية الاستراتيجية . بالاضافة للتعاون المشترك الذي وقع في نهاية ديسمبر والذي قدر ب6 مليار دولار. القرار الامريكي برفع الشرعية عن الرئيس مادورو يؤكد مرة اخرى ان امريكا تضرب بعرض الحائط القانون الدولي الذي يرفض التدخل بالشؤون الداخلية للدول المستقلة. القرار الامريكي هو نسخة عن القرارات التي اتخذت قبيل الازمة السورية التي شكلت تشجيعا للمعارضة باستخدام اسالبيب غير ديمقراطية للوصول للسلطة حتى لو ادى لك الى تفتيت النسيج الاجتماعي وانهيار مؤسسات الدولة. المعارضة التي استجابت للدعم الخارجي وبدأت تعلن شرعيتها المستندة على شرعية رئيس البيت الابيض الذي عليه علامات استفهام من مشرعي الكونغرس والذي لا يحظى باي تاييد دولي ويعاني من ازمة داخلية تشريعية ويهدد باعلان حالة الطوارىء لتجميد العمل بالمؤسسات التشريعية هذه السلطة غير مؤهلة لحجب الشرعية عن رؤساء دول ذات سيادة . البيت الابيض يريد ان يدفع الوضع في فنزويلا للحرب الاهلية لتحقيق مبررات تدويل الازمة لتكون مدخلا لتدخلها المباشر لاسقاط الرئيس مادورو وحكومته . الخطوة الهامة المطلوبة : موقف حازم (روسي صيني ) لدعوة مجلس الامن الدولي لوقف التدخل الامريكي في الشان الفنزويلي واتخاذ قرارات لحماية الدولة الفنزويلية والالتزام بالقانون الدولي ومنع انتقال الازمة لصراع دموي يؤدي لتدمير الدولة والمجتمع الفنزويلي . اعتبار القرار الترامبي مخلا بالامن والاستقرار الاقليمي والدولي وعليه فان تحويل القضية الى مجلس الامن تحت هذا العنوان له ما يبرره قانونيا . في حسبة آخر النهار البيت الابيض ورئيسه لا تهمه الديمقراطية وحقوق الانسان وانما يهمه النفط الفنزويلي وعائداته . هذا ما اكدته التجارب السابقة وحروب امريكا التي تركت ورائها الدمار والتفتيت للمجتمعات ودمار للدول الوطنية المستقلة.