2024-11-27 03:34 م

"ملف المصالحة" يواصل دورانه حول العالم.. ويهبط في موسكو

2018-12-23
القدس/المنـار/ الانقسام في الساحة الفلسطينينة يدخل عامه الثالث عشر والمصالحة ما تزال بعيدة المنال، وذرائع طرفي الانقسام لم تعد تقنع أحدا في الشارع الفلسطيني وما بينهما سجال من الاتهامات والادعاءات، ينم عن عدم رغبة في انهام الانقسام المدمر، كل له مشروعه وداعموه، والداعمون هؤلاء يتقاذفون طرفي الانقسام، لعبة مصالح وتكملة عدد في تحالفات شيطانية، تنسج يوميا في اقليم مضطرب.
عواصم عديدة شهدت حوارات المصالحة، تليها تصريحات بتفاؤل كاذب، وتستأنف عملية الردح، التي اصمت الاذان، وكلا الطرفين يفتقران الى المصارحة، لا يبحثان عن مصالحة، وانما عن تعميق للانقسام.
في القاهرة التي شهدت أغلب جولات الحوار لم ينجز شيء والقيادة المصرية التي تنظر الى ساحة فلسطين ملفا أمنيا لم تف بوعدها، عندما أعلنت أنها ستصارح الفلسطينيين بالاعلان عن الطرف المعطل، والآن يستعد الجانبان لجولات حوارية جديدة في موسكو فهما اعتادا ضيافة العواصم، ولا ندري أي عاصمة ستحتضن ملف المصالحة، بعد الانتهاء من ضيافة الروس.
ملف المصالحة يواصل تنقله بين العواصم والتحديات التي يواجهها شعب فلسطين تزداد خطورة، وقضيته العادلة عرضة للتصفية عبر مبادرات وتحركات واصطفافات تشحذ سكاكينها لغرسها في جسد هذه القضية مستغلة الانقسام المخزي والمعيب.
وكلما اقترب الامل بطي صفحة الانقسام، انطلقت أفواه (الناطقين) من كل جانب بتصريحات سامة عدائية، وحقيقة هي تكشف (المستور) المتمثل بعدم الرغبة في الاقتراب الى نقطة التصافي والالتقاء، والشعب الفلسطيني يدرك منذ زمن أن لكل طرف مشروعه ولا تلاقي بينهما، مع أن شراسة التآمر على هذا الشعب يفترض أن يدفعهما الى تحقيق مصالحة جادة.
قبل التوجه الى موسكو، طرحت مشاريع لانهاء الانقسام وهي في الحقيقة مشاريع تبقي عليه، فهذا يريد اتحادا فيدراليا بين غزة والضفة، وذاك يطرح شروطا تعجيزية، وكأن المتصارعين احدهما من الهند والآخر من كولومبيا، ومنهم من يطالب بانتخابات تتخذ فيها الفصائل جميعها في كتلة انتخابية واحدة، طرح يثير السخرية، ويعني الاستخفاف بوعي الشعب الذي يكتوي بنيران هذا الانقسام الذي تحول الى سخرية في الساحة الدولية.
ويبدو، بل من المؤكد أن تحقيق المصالحة، لها سبيل واحد، في مسار مسؤول جدي، وهو أن يتحرك الشعب بكافة فئاته لاجبار الفريقين المتصارعين على التلاقي، ووقف عبثهما، فليتوجه الجميع الى صناديق الاقتراع، ومن يحظى بالفوز يتحمل مسؤولية ادارة دفة الصراع مع اعداء الشعب وخصومه، تحت رقابة حقيقية، بعيدا عن التحرك غير المسؤول وغير المدروس، دون الاقتراب من الانفراد والاقصاء.
ان تنقل ملف المصالحة بين العواصم وصمة عار على جبين كل من لا يرغب بانهاء الانقسام وعدم المصالحة حتى الآن، ليس له الا تفسير واحد هو، استغفال الشعب بحثا عن مصالح فئوية، وتبعية لجهات مرتدة، تضمر شرا لشعبنا، استغفال يفتح الطريق أمام تمرير (صفقة العصر) الامريكية، صفقة تصفية القضية الفلسطينية.
ومن يدعي انه ضد هذه الصفقة، ويخشى تمريرها وتسويقها، عليه ان يسارع لتحقيق المصالحة، فلا قدرة لجانبي الانقسام على مواجهة التحركات المريبة ما داما متمسكين بالعناد، مواصلتهما ذلك يحملهما مسؤولية ضياع الحقوق.