رام الله/المنـار/ قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن المرحلة التي نمر بها، قد تكون أخطر المراحل التي عاشها شعبنا الفلسطيني، وإننا أمام لحظة تاريخية إما أن نكون أو لا نكون.
وأضاف سيادته، في كلمته، بافتتاح أعمال الجلسة المسائية للدورة الـ30 للمجلس المركزي الفلسطيني، التي انطلقت في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، بعنوان "الخان الأحمر والدفاع عن الثوابت الوطنية"، أننا مقبلون على قرارات غاية في الأهمية والصعوبة.
ودعا سيادته أبناء شعبنا إلى التوحد خلف منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده، وطالب بالتمسك بالوحدة والترفع عن الجراح، والوقوف جميعا في خندق الدفاع عن أحلامنا وآمالنا ولنعزز صمودنا ونتمسك بثوابتنا "ثوابت الشهداء والأسرى والجرحى، ثوابت اللجوء وحق العودة، ثوابت أطفالنا وشبابنا"، مؤكدا أننا سنبقى صامدين على أرضنا متمسكين بحقوقنا وثوابتنا ولن تزحزحنا أية قوة على الأرض، ولن نكرر ما جرى في 1948 و1967.
وجدد الرئيس التأكيد على أنه لا دولة في قطاع غزة ولا دولة دون غزة، مشددا على أن القدس الشرقية عاصمتنا ولن نقبل بمقولة "عاصمة في القدس أو القدس عاصمة لدولتين"، و"أن فلسطين والقدس ليست للبيع أو المساومة، ونرفض الدولة ذات الحدود المؤقتة".
وقال سيادته إن رواتب شهدائنا وأسرانا وجرحانا خط أحمر، مشددا على أن الاستيطان منذ الحجر الأول غير شرعي.
وجدد سيادته رفض صفقة العصر، وقال: "إذا مر وعد بلفور فلن تمر صفقة العصر"، مضيفا أننا "نحن الكنعانيين أصحاب هذه الأرض، ولدنا عليها، وسنعيش فوقها، وسندفن تحت ترابها المقدس، وليعلم العالم أجمع أنه لم يولد ولن يولد من يتنازل عن حقوقنا وثوابتنا التي أقرتها الشرعية الدولية".
وقال الرئيس: "لقد سبق واتخذنا القرارات في مجالسنا السابقة فيما يتعلق بأميركا والاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، وآن الأوان لتنفيذها كافة".
وفيما يلي نص كلمة سيادة الرئيس في افتتاح أعمال الجلسة المسائية للدورة الـ30 للمجلس المركزي الفلسطيني:
قد تكون المرحلة التي نمر بها أخطر المراحل في حياة الشعب الفلسطيني لأننا مقبلون على قرارات في غاية الأهمية، في غاية الصعوبة، ولا أعتقد أننا مررنا بمثلها-ربما مررنا بمراحل خطيرة ولكن ليست أخطر من هذه المرحلة- مررنا في عام 1984 بمرحلة صعبة عندما فقدنا النصاب في اللجنة التنفيذية، وكنا على وشك الانهيار، وبحثنا في ذلك الوقت عن مكان لعقد المجلس الوطني فلم نجد إلا عمان، وبحثنا عن الأعضاء لاستكمال النصاب فلم نجد إلا بصعوبة بالغة، وكادت فعلًا منظمة التحرير أن تنتهي لكن والحمد لله بهمتكم، وبهمة إخوانكم، وبهمة القادة الشهداء من الشعب الفلسطيني الذين مرّوا علينا، تمكنا من أن نمرّ في تلك المرحلة. فهل يمكن أن نمرّ الآن ونحن نحاصر من كل الجهات، من كل الجبهات؟ هذا يتوقف علينا جميعًا.
وهنّا أتساءل لماذا الغياب عن هذا المجلس؟ لماذا هناك 30 شخصًا-ربما أقل قليلا لأن هناك من غاب بعذر- لكن هناك من غاب بدون عذر. لماذا؟ لا أدري. أنت عضو في المجلس المركزي وعضو في المجلس الوطني وهذا تكليف وليس تشريفًا، وكان بإمكانك أن تعتذر وأن لا تحضر وأن لا تكون في هذا المكان السامي للشعب الفلسطيني. ثم تغيب. لماذا؟ لا أدري. فقط قرر أن يغيب لأنه "لا يعجبه الوضع". لماذا؟ لا أحد يدري.
يعقدون اجتماعات هنّا وهناك، ويصدرون البيانات هنّا وهناك. والواقع هنّا المهم أن يأتوا ليقولوا ما شاءوا. لا يوجد حظر على أي واحد منهم أن يقول ما يريد. نحن عندنا حرية أكثر من أي دولة في العالم، فلماذا يذهبون إلى هذا المقهى أو ذلك المنتدى أو ذلك النادي ليقولوا "نحن نقاطع المجلس المركزي". الأحسن لك يا سيدي أن تعتذر نهائيًا عن هذا الموقع. أن لا تكون في هذا الموقع. أن تترك المجال لغيرك ممن يستطيع أن يحمل المسؤولية أو يريد أن يحمل المسؤولية. أما أنك عضو في هذه المؤسسات ثم تقول: لا أحضر! أنا اليوم مزاجي لا يسمح لي أن أحضر. والمركب يغرق وأنت تتفرج، هل أنت متوافق مع أولئك الذين يريدون لهذا المركب أن يغرق؟ هل أنت متآمر معهم؟ هل تنتظر شيئًا من نتائج أعمالهم القذرة التي يتآمرون بها علينا؟ أم أنك وطني؟. الوطني يأتي ليقول كلمته ويقول رأيه بكل الحرية ولكن ضمن إطار المؤسسة.
هذه المؤسسة ليست تشريفا لأحد، فإذا لا ترغب بها-أهلًا وسهلًا- ممكن أن تخرج وتقول أنا لا أريد أن أتحمل هذه المسؤولية في هذه الأيام. أما أن يكون هذا الموقف فأنا من رأيي فإنه عار على من يتخلف، ونحن نعرف مدى الصعوبة ومدى الخطر الذي يجتاحنا من كل الجهات. ونحن لا نزال نمر بهذه المرحلة إلى يومنا هذا. المؤامرة لم تنته وإن كنّا صمدنا وأعلنا صمودنا وأعلنا رفضنا المطلق لصفقة العصر. لكن، يجب أن تكون معنا، يجب أن تكون مع أهلك، ليس كما حصل عندما ذهبت إلى الأمم المتحدة لأرفض صفقة العصر ويقول أحد من حماس: "أبو مازن لا يمثلنا". لا يمثلك بماذا؟ بما قلت؟ بما سأقول؟ إذًا أنت معهم. وبالتالي، أنا في غاية الحزن على هذا الوضع. عندنا معارضة وعندنا حكومة وعندنا كل شيء. وعندنا من يرغب ومن لا يرغب. وعندنا من يوافق ومن لا يوافق. لكن عليك أن تأتي هنا، لا أن تزعق من آخر الدنيا وتقول: أنا لا يعجبني، ولست قادمًا إلى المجلس المركزي.