2024-11-28 12:33 ص

رسائل ليلة السابع عشر من سبتمبر من سورية

2018-09-19
يحيى محمد ركاج
لم يكن مساء السابع عشر من أيلول / سبتمبر كسابقته من الليالي بالنسبة لسكان اللاذقية عروس البحر الأبيض المتوسط كما أنه لم يكن مفاجئاً لهم بعد سنوات من الحرب التي تتعرض لها البلاد، كما لم يكن غريباً خروج أهالي اللاذقية إلى شرفات منازلهم لمتابعة صراع النجوم في السماء والذي ترافق مع تصدي الدفاعات السورية لبعض الهجمات متنوعة المصدر التي تعرضت لها البلاد، إنما المفاجأة التي حملها هذا الاعتداء كان في بعض تفاصيله التي قد لا تثير حفيظة أو انتباه أحد إلا أن لها من المدلولات الشيء الكثير. فمن حيث توقيت هذا العدوان يمكننا الإشارة إلى: - أن توقيت العدوان كان بعد أن بدأت تأوهات الصراعات الداخلية الكاذبة في الولايات المتحدة مسار هبوطها وفنائها، بعد أن بلغت في ذروتها الصاعدة في توقيت الاعتداء الثلاثي الذي شنه الحلف الصهيوأمريكي على سورية. - حدث هذا العدوان بعد ما تم إعلانه عن بعض التفاهمات الثنائية للثلاثي الروسي والتركي والإيراني، حول الأوضاع في سورية، خاصة في ضوء انهيارات الليرة التركية رغم حملة الدعم الكبيرة التي قدمتها لها بعض الدول الحلف المعتدي على سورية. - أن توقيت العدوان بوجود طائرة روسية في مناطق العمليات، وبعض التفاهمات المعنية بتوجيه ضربة لبعض الفصائل الإرهابية الرافضة للتفاهمات الثنائية حول إدلب، قد ساهم بتأخير الرد السوري للتعامل مع هذا العدوان. ولعل المفاجأة الكبرى أيضاً في هذا العدوان كانت: - إن وجود طائرة روسية في السماء السورية، يشير إلى احتمالات متعددة، أبرزها وأكثرها منطقية هو غدر القوى الدولية بالحليف الروسي، أو محاولة توريط للكيان الصهيوني بمواجهات لم تكن في حساباته تحقيقاً لمأرب دولية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في العديد من الملفات الأمريكية عموماً، وملف القضية الفلسطينية وصفقة القرن على وجه الخصوص. - بالرد القوي الذي قامت بهد الدفاعات الجوية بعد تأكدها من الإعتداء الصهيوني على أجوائها الأمر الذي يشير إلى جاهزية الدفاعات الجوية والجيش السوري لأي مواجهات قادمة من جهة، ويؤكد قدرته على مواجهة كثافة النيران المهاجمة ومجابهتها من جهة أخرى، وهو الأسلوب الذي تتبعه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في مواجهاتهم مع الجيوش النظامية. - إن تفاصيل العدوان الذي حدث في ليلة السابع عشر من سبتمبر تشير إلى تفرد الجيش السوري بقرارات المواجهة، وأن دروس المواجهات السابقة لم تكن مجرد أحداث تنسى، وهذا الأمر يذكرني بمقولة كولن باول في مذكراته: "ليس هناك أسرار للنجاح، إنه حصيلة الإعداد الجيد، والعمل الشاق، والتعلم من الأخطاء والفشل" وفي الختام، فإن من يتبع خطى الجماعة لن يصل إلى نقطة أبعد مما تصل إليه هذه الجماعة، لكن من يسير وحيداً ويكون نشيطاً فإنه سوف يبلغ إلى أماكن لن تصلها هذه الجماعة. عشتم وعاشت سورية، وبوركت جهود حماة الديار.