ومع أن انعقاد المجلس الوطني قد تأخر كثيرا، الا أن التئامه في رام الله بعد أيام، وفي هذه المرحلة المفصلية، التي تشتد فيها التحديات والتهديدات، يبدد الكثير من الضبابية، ويفتح افاقا جديدة أمام مسيرة الشعب الفلسطيني، ويعزز من تمسك الشعب بحقوقه وثوابته.
من هنا، جاءت الدعوة لانعقاده، حيث هناك العديد من المسائل والقضايا التي تستدعي اتخاذ موقف من جانب المجلس، وما سيتخذه من قرارات ومواقف وسياسات، ستكون رسالة لكل الجهات وفي كل الاتجاهات، ومن المطالب المطروحة على طاولة البحث والنقاش التحركات السياسية المعادية، والمبادرات المشبوهة التي يطرحها وينادي بها البعض في الاقليم وخارجه، ورسم سياسة متفق عليها لمواجهة التحديات، اضافة الى تفعيل منظمة التحرير ومؤسساتها، وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني، واغلاق كل الثغرات التي تهدد الجدار الفلسطيني، وبمعنى أوضح وأدق فان انعقاد المجلس الوطني خاصة في هذه المرحلة، هو استجابة للتحديات ودرءا للتهديدات، وضرورة ملحة في مرحلة تستدعي اتخاذ القرارات على أكثر من صعيد. لذلك، عدم مشاركة بعض الجهات والفصائل والدعوات التي تدعو الى مقاطعة جلسة الوطني، هو موقف غير مدروس، ويخدم أجندات غريبة مشبوهة، سواء عن قصد أو من غير قصد، طرح الاراء والاجتهادات والتقويم يتطلب المشاركة لا المقاطعة والتحرك لخلق كيانات نةازية.. لممثل هذا الشعب المعترف به اقليميا ودوليا، والمقاطعة لا تخدم حاملي لواء عدم المشاركة، تكشف الاهداف والنوايا لـ (المقاطعين)، وتصب في خدمة المشاريع والمبادرات المطروحة التي تستهدف القضية الفلسطينية، وتسند مخططات تعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية لصالح مشروع اقامة دولة في قطاع غزة.
ان مقاطعة جهات بعينها، لا تخدم مسيرة الشعب الفلسطيني، خاصة وأنها تنطلق من منظار ضيق، عنوانه المنفعة الذاتية، وتمرير المصالح الشخصية.
أما ما تطرحه التيارات التي ملأت أرجاء الأرض ضجيجا، من تبريرات وذرائع، فهي مجرد تضليل وتعمية ونكوص، وهروب من الموافقة على قرارات من المتوقع أن يتخذها المجلس الوطني في جلسته المرتقبة بالغة الأهمية.
والذي يخشى على وحدة الشعب ومؤسساته، ويرفض المبادارت التصفوية للحقوق الفلسطينية، عليه التوجه الى قاعة انعقاد المجلس مشاركا في اتخاذ المواقف ورسم السياسات، ويبادر الى اثبات حرصه ورغبته في مواجهة التحديات والتهديدات، ومدعو الى الانطلاق من البستان الفلسطيني، ويلقي جانبا الاجندات المشبوهة والتبعية المهينة، وأن يخرج من "خانة" المقاولة، ويتخلى عن سياسة الانتظار المدمرة، والابتعاد عن دائرة التيه والأوهام وأن لا يتزلق الى نيران الانفصال ودسائس الانظمة ودائرة المصالح الشخصية.
ومن يريد تفعيلا لمنظمة التحرير ومؤسساتها، فليتفضل، للمشاركة في ذلك، وأن لا يستمر في رفع الشعارات الزائفة وتوجيه الاتهامات الفارغة، والتذرع بتبريرات غير مقنعة، بل، باتت ممجوجة، فالميدان واسع ومفتوح، والتخلي عن الركب والطعن في رغبة الشعب، هو الارتداد بعينه، والخروج عن رأي الأغلبية.
ان انعقاد المجلس الوطني، دعوة صريحة للجميع للمشاركة في اتخاذ المواقف التي تلجم الجهات المعادية والمتربصة، وقطيع الوكلاء والمقاولين الذي تخلوا عن فلسطينيتهم، والاجتماع المرتقب لأعلى مؤسسة دستورية، سيكشف زيف المدعين، وكثيري "البرم" ومختلفي الشائعات والمهرة في "الفذلكة".. ومقاطعو "الجلسة" يضعون أنفسهم في دائرة الخيانة.