كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقوم بتحركات واسعة لإقناع الأردن ببدء الدخول الرسمي في مناقشات "صفقة القرن".
ونقلت "العربي الجديد" عن هذه المصادر قولها إن "الأردن يتبنّى موقفًا معارضًا للتصور الأميركي الإسرائيلي المطروح لتسوية القضية الفلسطينية والمعروف إعلاميًا بصفقة القرن".
وأوضحت أن الملك الأردني عبد الله الثاني يرى في الصفقة شروطًا مجحفة والتزامات إضافية تقع على الأردن، في وقت تصبّ فيه بشكل كامل في صالح الكيان الإسرائيلي، ولا تتحمل خلاله أي التزامات.
وبحسب المصادر نفسها "جاءت هذه التحركات مع زيارة سرية قام بها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكبير مستشاريه إلى القاهرة مطلع الشهر الحالي، التقى خلالها اللواء عباس كامل مدير جهاز المخابرات العامة، ومدير مكتب الرئيس المصري بحضور القائم بأعمال السفير الأميركي في القاهرة، ومسؤولين مصريين بارزين معنيين بملف صفقة القرن".
وتضمنت اجتماعات كوشنر في القاهرة الموقف الأردني وموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض للتجاوب مع التصور الأميركي.
وبينت المصادر أن الجهود المصرية لتعديل الموقف الأردني تسير أيضًا في اتجاه إقناع الملك عبد الله بسرعة إعلان الأردن رسمياً الدخول ضمن مشروع "نيوم" الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ولفتت إلى أن بن سلمان كان يرغب في إعلان انضمام الأردن رسميًا في الوقت نفسه الذي تم فيه الإعلان عن توقيع المملكة اتفاقية مع القاهرة تضمن حصولها على ألف كيلومتر في محافظة جنوب سيناء ضمن المشروع العملاق.
وبحسب المصادر، فهناك ضغوط خليجية كبيرة على عمان للقبول بالصيغة المطروحة سواء أميركياً أو سعودياً، كاشفة في ما يخص مشروع "نيوم" والذي بدا واضحًا أنه جزء أصيل من "صفقة القرن" بما يتيحه من تدويل لمنطقة البحر الأحمر أن الأردن يرحب بصيغة تشاركية لا صيغة تأجير أو حق انتفاع من قِبل السعودية للأراضي والمرافق الأردنية.
وأشارت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تحركات أردنية في المقابل في محاولة لإحداث توازن بالنسبة لها، لتخفيف الضغوط الإقليمية عليها من محور السعودية - مصر - الإمارات المدعوم أميركيًا عبر فتح قنوات قوية مع تركيا في إطار الوقوف على أرضية القضية الفلسطينية على حد تعبير المصادر، مع استقطاب عباس "الرافض" للتصور الأميركي - الإسرائيلي للتسوية.
والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي يوم الثلاثاء الماضي رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي الذي قام بزيارة مفاجئة إلى القاهرة استغرقت بضع ساعات.
وتم بحث الموقف الأردني من مشروع نيوم و"صفقة القرن" لإقناع المملكة الأردنية بتغيير موقفها "السلبي"، بحسب المصادر.
وجاءت زيارة الملقي إلى القاهرة بعد ساعات قليلة من زيارة سريعة لمحمود عباس إلى العاصمة الأردنية برفقة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية في الضفة الغربية اللواء ماجد فرج، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ.
وكان مسؤولون فلسطينيون قد أشاروا إلى أن اللقاء بين عباس وملك الأردن ناقش "تنسيق المواقف المشتركة حول حضور مؤتمر للدول المانحة، لبحث سبل تحسين الوضع الإنساني في غزة، وكذلك إحداث اختراق في موقف الرئيس الأميركي بشأن صفقة القرن".
يُذكر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان قد أعلن في 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تدشين مشروع "نيوم" وهو مشروع سعودي لمدينة مخطط بناؤها لتكون "عابرة للحدود".
ويقع المشروع في أقصى شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، وإسرائيلية تنضم لاحقاً في أعقاب التسوية الإقليمية للقضية الفلسطينية، بمساحة إجمالية تصل إلى 26.500 كيلومتر مربع، ويمتد 460 كيلومتراً على ساحل البحر الأحمر.