2025-01-25 01:12 ص

"دور محوري" لدول الخليج في اعادة اعمار غزة-ترامب يتعهد باجبار السعودية على التطبيع مع اسرائيل

2025-01-24

ما زال التخبّط الإسرائيليّ يُسيطِر على المشهد السياسيّ بسبب ترقّب صُنّاع القرار في الكيان من الخطوات التي سيتخذها الرئيس الأمريكيّ الجديد، دونالد ترامب، في كلّ ما يتعلّق بسياسة واشنطن الخارجيّة بالشرق الأوسط، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه سيكون أكثر جدوى لإسرائيل من سابقه جو بايدن، الذي أوعز لإدارته بمنح دولة الاحتلال مبلغ 26 مليار دولار من أجل العدوان على غزّة وحرب الإبادة التي تمّ شنّها من قبل الاحتلال في السابع من أكتوبر من العام 2023.
وقد خطط الرئيس ترامب، في ولايته الثانية، لتحقيق مجموعة من الأهداف من أجل إنهاء أزمات عالمية معقدة لتحقيق السلام، حسب مقال نشرته صحيفة )إسرائيل اليوم( العبرية.
ووفقًا للمقال الذي كتبه البروفيسور بوعز غانور، رئيس جامعة (رايخمان) ومؤسس المعهد الدولي للسياسة ضد الإرهاب، فإنّ سياسات ترامب المقبلة ستتركّز على خمسة أهدافٍ رئيسيّةٍ، تبدأ بقطاع غزة وتنتهي باتفاق مع إيران.
إنهاء الحرب في غزة
وشدّدّ غانور على أنّ “الهدف الأول سيكون إنهاء الحرب في قطاع غزة”، موضحًا أنّ ترامب، الذي ساهم في إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار قبل تنصيبه، سيضغط بشدةٍ لاستكمال مراحل الصفقة، مع التركيز على ترتيبات (اليوم التالي)، والتي قد تشمل انسحاب إسرائيل من معظم أراضي القطاع.
كما أكّد الكاتب أنّ “السعودية ودول الخليج ستلعب دورًا محوريًا في إعادة إعمار غزة بتمويلٍ كبيرٍ”، طبقًا لأقواله.
صفقة تطبيع بين الاحتلال والسعودية
الهدف الثاني الذي يتوقعه غانور هو تحقيق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. وقال مستشار ترامب للأمن القومي، مايك فالس، إنّ هذا الاتفاق “يتصدر أولويات الإدارة الجديدة”.
ورأى غانور أنّ السعودية لن تُقدِم على التطبيع دون خطواتٍ إسرائيليّةٍ تجاه إقامة دولة فلسطينية، ولو كانت رمزية، وهو ما قد يؤدي إلى اضطراب في التحالف الحاكم في دولة الاحتلال.
استقرار سوريّة ولبنان
فيما يتعلق بالهدف الثالث، يتوقع غانور أنْ يسعى ترامب إلى تحقيق الاستقرار في لبنان وسوريّة، موضحًا أنّ ترامب “سيستغل انتخاب الرئيس اللبنانيّ الجديد جوزيف عون وضعف حزب الله لإلزام إسرائيل بالانسحاب من بعض المناطق ضمن ترتيباتٍ أمنيةٍ”.
أمّا في سوريّة، فمن المحتمل أنْ يمنح ترامب تركيّا مساحةً أكبر لتعزيز نفوذها هناك مقابل تحسين علاقاتها مع إسرائيل، حسب المقال.
إنهاء الحرب في أوكرانيا
الهدف الرابع لترامب، وفقا لغانور، هو إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية. وصرح ترامب سابقًا بأنّه قادر على إنهاء الصراع في غضون 24 ساعة.
وأشار غانور إلى أنّ ترامب قد يطالب الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالتوصل إلى اتفاقٍ مع روسيا، يشمل التنازل عن أراضٍ مثل دونيتسك ولوهانسك والاعتراف بضمّ شبه جزيرة القرم.
اتفاق جديد مع إيران
أمّا الهدف الخامس، فيتمثل في توقيع اتفاقٍ نوويٍّ جديدٍ مع إيران. ويعتقد غانور أنّ هشاشة النظام الإيراني بعد انهيار المحور الشيعيّ قد تدفعه لتقديم تنازلاتٍ كبيرةٍ، على حدّ تعبيره
ورغم ذلك، يشير غانور إلى أنّ ترامب “غير معني بالتورط عسكريًا مع إيران، لكنه قد يلجأ إلى خطواتٍ عسكريّةٍ إذا لزم الأمر”.
وخلص الكاتب إلى القول إنّ تحقيق هذه الأهداف يعتمد على قرارات ترامب غير المتوقعة، في ظلّ رغبته الواضحة بحصد جائزة نوبل للسلام، حسب تعبيره.
في السياق عينه، أكّد محللٌ عسكريٌّ إسرائيليٌّ أنّ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أغلق القصة، ولن يسمح للجيش الإسرائيليّ بالعودة إلى القتال في قطاع غزة، منوهًا إلى أنّه أعلن سابقًا أنّه يريد إغلاق الحروب بدلاً من فتح حروبٍ جديدةٍ.
وقال المحلل الإسرائيليّ آفي أشكنازي في مقال نشرته صحيفة (معاريف) العبرية، “إنّنا دخلنا بشكلٍ رسميٍّ عصر دونالد ترامب، وأصبح الرئيس القديم الجديد يجلس مرّةً أخرى في البيت الأبيض”، مضيفًا أنّ “ترامب يأتي مع أجندةٍ واضحةٍ، وقد حدد أهدافًا للتنفيذ”.
وتابع أشكنازي بقوله: “يسعى ترامب لتعزيز الاقتصاد الأمريكيّ وتعزيز الأنظمة الصحية والتعليمية والبنية التحتية، وتعزيز الحوكمة والأمن داخل المدن الأمريكيّة، وبعد ذلك يرى أنّ الصين هي المشكلة الخارجية الكبرى للولايات المتحدة، ويوجه نظره نحو موارد العالم من قناة بنما إلى خليج المكسيك وبالطبع إلى الفضاء الخارجي”.
علاوةً على ما ذُكِر أعلاه، اختتم المحلل تقريره بالقول إنّ “ترامب أوضح أنّه جاء لإنهاء الحروب، وليس لفتح حروبٍ جديدةٍ. جاء ليصنع السلام، نقطة. مع كلّ الاحترام للمخلصين في السياسة الإسرائيلية، ومع كلّ الاحترام لوحدة الائتلاف تحت قيادة نتنياهو، فهم لا يظهرون في جدول عمل رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب”، طبقًا لأقوال المُحلِّل الإسرائيليّ.

المصدر: رأي اليوم