2025-01-15 02:41 م

ترتيبات لتشغيل معبر رفح البري-فصائل المقاومة تجتمع في مصر بدون فتح لبحث تنفيذ اتفاق القاهرة

2025-01-14

 كشفت مصادر مصرية لـموقع "العربي الجديد"  عن بدء الاستعدادات لتشغيل معبر رفح البري، جنوبي قطاع غزة، فيما وجهت مصر دعوة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية للاجتماع في القاهرة مطلع الأسبوع المقبل.
دعوة مصرية لفصائل المقاومة
ووجهت مصر دعوتها لفصائل المقاومة الفلسطينية، على ضوء التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي التي يرجح، بحسب مصادر متعددة، أن تتم قبل نهاية الأسبوع الحالي.
ووفقاً لمعلومات "العربي الجديد"، فإنه من المقرر أن تصل وفود ممثلة لحركات حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ووفد من التيار الذي يتزعمه القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، إلى القاهرة، لعقد مجموعة من اللقاءات البينية، وكذلك للقاء المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، بهدف وضع اللمسات النهائية على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، والتي ستتولى إدارة وتنسيق الشؤون المدنية والمعيشية في القطاع، وذلك على الرغم من رفض السلطة الفلسطينية، وحركة فتح التعاطي مع المبادرة المصرية بتشكيل اللجنة.

تشكيل اللجنة
وكانت فصائل حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وممثلون لتيار دحلان، قد سلموا المسؤولين في مصر، قائمة من نحو 50 اسماً لشخصيات مستقلة من القطاع، لاختيار 15 منهم لتشكيل اللجنة، التي من المقرر أن تعمل تحت إشراف مصري ودولي، بعد رفض السلطة الفلسطينية التعاون أو التنسيق معها.
وبحسب المعلومات التي توافرت لـ "العربي الجديد"، فإن ملف اللجنة، وإدارة القطاع، عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ في عهدة مصر من أجل إنجازه وحسمه، حيث من المقرر أن تناقش اجتماعات القاهرة المرتقبة، الاتفاق بشأن الترتيبات الخاصة بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتنظيم عملية تشغيل معبر رفح خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.
وعلى الرغم من رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لعمل لجنة الإسناد المجتمعي التي تأتي ضمن المبادرة المصرية لتشكيل إدارة فلسطينية للقطاع، خلال اليوم التالي لوقف الحرب، إلا أن القاهرة، لا تزال تعمل على جسر الخلافات، وتقديم صيغة قد تقرّب وجهات النظر، وتراعي مخاوف عباس.
إدارة معبر رفح
في غضون ذلك، تستعد مصر لإدارة المعبر، وإدخال المساعدات واستقبال المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب إعلانه. وقالت المصادر المصرية، التي طلبت عدم الكشف عن أسمائها، لـ "العربي الجديد"، إنه سيتم إدخال المساعدات الإنسانية والوقود عبر معبر رفح البري منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار. وأضافت أنه سيتم بدء سفر المرضى والجرحى بعد مرور أسبوع على بدء الاتفاق المتوقع، مشيرة إلى أنه سيتم إدخال البيوت المتنقلة والخيام وآليات هندسية لإزالة الركام مع بدء الاتفاق. وكانت مصادر مصرية مطلعة قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أمس الاثنين، أنّ العاصمة المصرية القاهرة شهدت لقاء ثلاثياً: مصرياً إسرائيلياً أميركياً، حول ترتيبات محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، ومعبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة الفلسطيني.
وأفادت المصادر، بأنّ اللقاءات بحثت تنسيق العمل في حماية الحدود بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور صلاح الدين ومنطقة معبر رفح، وقالت إنّ النقاش شمل مراحل الانسحاب الإسرائيلي والخطوات المنوط بمصر تنفيذها، لضمان أمن الحدود خلال الفترة المقبلة، وبيّنت أنّ آلية تشغيل وتأمين معبر رفح البري كانت جزءاً من النقاش بين الأطراف الثلاثة، وأشارت إلى أن الوفدين الإسرائيلي والأميركي ضمّا شخصيات عسكرية وأمنية رفيعة المستوى.

تشغيل المعبر
تضمنت خطط تشغيل معبر رفح إدخال البيوت المتنقلة والخيام لتوفير مأوى فوري للنازحين، بالإضافة إلى معدات وآليات هندسية ستُخصص لإزالة الركام الناتج عن القصف المستمر. هذه الخطوة تُظهر التزام الأطراف المعنية بإعادة إعمار القطاع وتهيئة الظروف لعودة الحياة إلى طبيعتها.

توجه إنساني
وبحسب المصادر، ستبدأ عملية نقل المرضى والجرحى عبر المعبر بعد مرور أسبوع على بدء تنفيذ الاتفاق. ويُعد هذا الإجراء مؤشراً إلى توجه إنساني أكبر للتعامل مع تداعيات الحرب، حيث يحتاج القطاع الصحي في غزة إلى دعم كبير نظرًا لنقص الإمكانيات والتحديات المستمرة.
وفي السياق، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "مصر تمتلك القدرة الكاملة على تشغيل معبر رفح بفعالية كبيرة لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية ونقل الجرحى وتبادل الأسرى والمحتجزين. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يعتمد على التنسيق الكامل مع الجانب الفلسطيني، مع ضرورة أن تكون إدارة الجزء الفلسطيني من المعبر خاضعة للسلطة الفلسطينية لضمان تنظيم العملية بشكل فعال".