2024-11-06 07:40 م

الطريق إلى البيت الأبيض.. سيناريوهات "اليوم التالي"

2024-11-04

في واشنطن، يستعد العمال لرفع سياج حديدي حول البيت الأبيض وتحويل الحديقة المجاورة لمكتب الرئيس إلى منطقة مغلقة جزئيًا، مما يجعل رؤية الواجهة الأمامية شبه مستحيلة.

هذه الترتيبات هي جزء من تقاليد العاصمة الأمريكية، لكنها هذه المرة تتزامن مع تحذيرات عمدة واشنطن، موريل باوزر، من اتخاذ تدابير احترازية لمواجهة أي اضطرابات قد تحدث على غرار هجوم 6 يناير قبل أربع سنوات، حينما تأخرت قوات الحرس الوطني في حماية مبنى الكابيتول من هجوم أنصار ترامب.

سيناريوهات محتملة 

مع اقتراب الانتخابات، تشير استطلاعات الرأي إلى انقسام الناخبين حول إمكانية وقوع اضطرابات حال خسارة ترامب، إذ يعتقد نحو 70% من الأمريكيين أن ترامب وأنصاره قد يلجؤون إلى التظاهر وربما إلى أساليب أخرى لرفض النتيجة.

يتوقع المحللون عدة سيناريوهات لرد فعل ترامب، وفي مقدمتها إعلان فوزه المبكر قبل استكمال فرز جميع الأصوات، خاصة تلك التي تصل عبر البريد من العاملين في الخارج والتي تتأخر عادةً.

التأثير المتوقع لإعلان ترامب فوزه مبكرًا


وفقًا للمستشار الاستراتيجي السابق لترامب، ستيف بانون، فإن تأخير ترامب في إعلان فوزه بانتخابات 2020 كان خطأً استراتيجيًا.

لذا قد يلجأ ترامب هذه المرة إلى إعلان فوزه مبكرًا، مما يمنح أنصاره فرصة للتشكيك في نتائج الفرز المتأخر، ويُحدث حالة من الضغط على المؤسسات المعنية.

وقد يتبع هذا الإعلان سلسلة من التشكيكات بالنتائج في المناطق التي لا تصب لصالحه، إلى جانب دعوات أنصاره للتصويت بكثافة في يوم الانتخابات.

التصعيد القضائي 

تتضمن خطة ترامب الانتخابية أيضًا الاستعداد لدخول معركة قضائية واسعة النطاق، حيث يعتمد على فريق قانوني مستعد للطعن في النتائج في حال خسارته.

ويمتلك ترامب ميزة في المحكمة العليا الأمريكية ذات الأغلبية المحافظة، والتي قد تميل لصالحه نظرًا لتعيين ثلاثة من قضاتها خلال فترته الرئاسية.

يمكن أن يتخذ هذا السيناريو منحى شبيهًا بانتخابات عام 2000 بين جورج بوش وآل غور، التي حُسمت بقرار المحكمة العليا.

محاصرة مراكز الفرز ومؤتمرات تشكيك

من المتوقع أن يسعى أنصار ترامب في بعض الولايات مثل بنسلفانيا، ميشيغان، وأريزونا، إلى محاصرة مراكز الفرز للضغط على العاملين هناك والتأثير في سير العملية الانتخابية.

تأتي هذه التكتيكات في سياق مشابه للأحداث التي وقعت قبل أربع سنوات، خاصة في جورجيا، حيث شهدت مراكز الفرز تهديدات لموظفي الانتخابات وعائلاتهم.

وقد يلجأ ترامب إلى عقد سلسلة من المؤتمرات الصحفية في مقره بفلوريدا بمشاركة فريقه القانوني، للتشكيك في النتائج المعلنة التي لا تتماشى مع مصلحته.

قد تدعو هذه المؤتمرات أنصاره للتظاهر في ولايات معينة أو حتى الدعوة لتظاهرة وطنية في العاصمة واشنطن، ما يعزز من قوة حركة “لنجعل أميركا عظيمة مجددًا” ويؤكد على دعمه الشعبي.

سيناريو أزمة سياسية ممتدة

في حال خسارة ترامب، قد يُلجأ إلى سيناريو مشابه لانتخابات عام 2000 بين جورج بوش وآل غور، حيث قد يستمر النزاع لشهور وينتهي بحسم قضائي من المحكمة العليا، التي من المتوقع أن تكون محايدة، لكنها قد تميل لصالح ترامب بفضل الأغلبية المحافظة.

ويعول ترامب على هذه التركيبة المحافظة للمحكمة ويرى فيها ضمانة لدعمه إذا لجأ إلى الخيار القضائي.

خيار التعادل 

إذا ما انتهى السباق إلى تعادل نادر في الأصوات (269 لكل من المرشحين)، فإن القرار سيعود لمجلس النواب.

بوجود أغلبية جمهورية حالية، يأمل ترامب في أن يصب هذا السيناريو لصالحه، خاصة في ظل قيادة رئيس المجلس مايك جونسون، المعروف بدعمه لترامب، مما قد يعطيه ميزة حاسمة.

تخوفات أمنية وتهيؤ للمواجهة

تستعد العاصمة واشنطن لتداعيات هذه السيناريوهات المحتملة، وسط تحذيرات أمنية من تصاعد احتمالات الفوضى.

وتتماشى هذه المخاوف مع تحذيرات سابقة من الرئيس بايدن، الذي نصح المواطنين بأخذ تهديدات ترامب على محمل الجد.

وقد تساهم هذه السيناريوهات المعقدة، سواء كانت عبر المظاهرات الشعبية أو المعارك القانونية، في تأجيج التوترات السياسية والأمنية داخل الولايات المتحدة، خاصة إذا لم ينجح أحد الأطراف في فرض سيطرته بوضوح.

المصدر: ارم