2024-11-18 10:30 م

ابن زايد في واشنطن.. زيارة براغماتية أم خطوة استباقية؟

2024-09-20

يصل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 23 سبتمبر/أيلول الحالي، ومن المنتظر أن يعقد اجتماعًا مع نظيره الأمريكي، جو بايدن، كأول زعيم إماراتي يتم استقباله في المكتب البيضاوي.

زيارة محمد بن زايد أثارت العديد من التساؤلات حول توقيتها ودلالاتها، لاسيما أنها تأتي في مرحلة حساسة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وقبل أسابيع قليلة من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الذي يشهد منافسة بين نائبة الرئيس كمالا هاريس بعد انسحاب جو بايدن، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في أقل من شهرين.

وبحسب بيانٍ للبيت الأبيض الأمريكي، فإنّ ابن زايد وجو بايدن سيقومان خلال الزيارة بـ”تعزيز الشراكة الاستراتيجية الدائمة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات ويدفعان قدمًا بالأولويات المشتركة”، مؤكدًا أن نائبة الرئيس هاريس ستجتمع أيضًا بالرئيس الإماراتي بشكل منفصل.

وأضاف البيان أن الأطراف الثلاثة ستناقش “عددًا من القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي والتخفيف من التوترات. ويركز المجتمعون على مجالات ترسيخ التعاون بين البلدين، على غرار التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والاستثمارات واستكشاف الفضاء. ويقوم القادة أيضًا بتنسيق مجالات الشراكة القوية المتعلقة بالأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب والتعاون لمعالجة أزمة المناخ والانتقال إلى الطاقة النظيفة وجهود تعزيز السلام والازدهار”.

زيارة تاريخية
وسائل الإعلام الإماراتية وصفت الزيارة المرتقبة بـ”التاريخية”، مشيرةً إلى أن ابن زايد سيزور واشنطن لأول مرة بصفته رئيسًا للدولة، كما سيمثل اللقاء الاجتماع الأول لرئيسي الولايات المتحدة والإمارات على الأراضي الأمريكية منذ تأسيس الإمارات.

ووفقًا لوكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام”، فإن محمد بن زايد سيبحث مع بايدن “علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع الإمارات والولايات المتحدة، والتي تمتد إلى أكثر من 50 عامًا، وسبل تعزيز تعاونهما وشراكتهما الاستراتيجية في جميع المجالات، خاصة الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء، إضافة إلى الطاقة المتجددة، ومواجهة التغير المناخي وحلول الاستدامة، وغيرها من الجوانب التي تخدم رؤية البلدين تجاه مستقبل أكثر تقدمًا وازدهارًا للجميع”.

واستعرض تقرير لصحيفة “ذا ناشيونال” الممولة إماراتيًا تفاصيل الاجتماعات واللقاءات التي أجراها ابن زايد مع الرؤساء الأمريكيين منذ عهد الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، وانتهاءً ببايدن، لافتًا إلى أن الزيارة الحالية تأتي في وقت يشهد فيه العالم وخاصة الشرق الأوسط توترًا كبيرًا وعدم استقرار.

كما أشار التقرير إلى أنه وبغض النظر عن المجاملات الدبلوماسية، يؤكد دفتر الأرقام القياسية على أهمية اجتماع يوم الاثنين، موضحًا أن سجلات وزارة الخارجية الأمريكية تظهر أن رؤساء الولايات المتحدة استقبلوا أكثر من 190 من قادة العالم منذ العام 1874، باستثناء الإمارات العربية المتحدة.

وقالت الصحيفة الممولة إماراتيًا والناطقة بالإنجليزية إنّ البلدين لا يتفقان دومًا في الرؤى السياسية، لكن ذلك لا يعني أن هناك انقسامًا عميقًا بينهما.

علاقات الإمارات تغضب واشنطن
على الرغم من أن الإمارات لا تزال حليفة لواشنطن، فإنّ العلاقات بينهما لم تكن في أحسن حالاتها في الفترة الأخيرة، إذ شهدت خلافات عديدة بين البلدين تمثلت في عدم التزام أبو ظبي بالعقوبات الأمريكية على روسيا بعد حربها على أوكرانيا، حيث زادت صادرات الأجزاء الإلكترونية من أبو ظبي إلى موسكو سبعة أضعاف في العام 2022، بحسب مجلة فوربس الأمريكية.

وفي العام نفسه باعت الإمارات 158 طائرة دون طيار إلى روسيا، كما شكلت البنوك الإماراتية ملاذًا آمنًا لرؤوس الأموال الروسية بعد العقوبات التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها على موسكو.

وعلى الرغم من استياء واشنطن من بعض السياسات الإماراتية، خصوصًا أن أبو ظبي تُعدّ من أكبر مشتري الأسلحة الأمريكية، فإن البيت الأبيض لم يبحث خيار فرض عقوبات عليها، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أن الإمارات كانت أول دولة خليجية تطبع العلاقات مع “إسرائيل”، مما منحها مكانة خاصة مع أولئك الذين يدافعون عن قبول أوسع لـ”إسرائيل”.

إضافة إلى ذلك، تعتبر العلاقات التجارية بين البلدين قوية، حيث يمثل الفائض التجاري للولايات المتحدة مع الإمارات سادس أكبر فائض تجاري لأمريكا عالميًا، وهو إنجاز بارز بالنظر إلى أن الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري مع معظم الدول الأخرى، وفقًا لتقارير المجلة.

وتنقل فوربس عن دبلوماسي أمريكي، لم يذكر اسمه، قوله إن الأمر يشبه “عربة تفاح مليئة بالثمار لا يجب الإخلال بها أو تركها تقع”، مضيفًا: “إذا كانت الولايات المتحدة جادة في جعل عقوبات روسيا تنجح، فلن يكون الأمر سهلًا بالنسبة للإمارات”.

الملف الآخر الذي أثار غضب واشنطن هو التعاون الإماراتي السري مع الصين، إذ كشفت وثائق عسكرية أمريكية مسربة العام الماضي عن استئناف أعمال بناء بداخل منشأة عسكرية صينية مشتبه بها تقع بميناء خليفة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، حسبما أوردت صحيفة “واشنطن بوست“.

وحذرت إحدى الوثائق من أن “منشأة جيش التحرير الشعبي” هي جزء رئيسي من خطة بكين لإنشاء قاعدة عسكرية في الإمارات.

وتعد هذه الأنشطة الجديدة في ميناء خليفة من التطورات التي تراقبها المخابرات الأمريكية بدافع القلق من أن الإماراتيين – الشريك الأمني للولايات المتحدة منذ فترة طويلة – يطورون علاقات أمنية أوثق مع الصين على حساب المصالح الأمريكية، بحسب الوثائق والمقابلات التي أجرتها الصحيفة الأمريكية مع كبار مسؤولي إدارة بايدن.

وكانت الإمارات أوقفت المنشأة الصينية في ميناء خليفة في ديسمبر/كانون الأول عام 2021 بسبب مخاوف الولايات المتحدة، حيث تحدث الرئيس بايدن مع ابن زايد مباشرة في هذا الشأن، ففي اتصال هاتفي أعرب بايدن عن قلقه بشأن الوجود الصيني المتزايد في الإمارات، وأنه يخشى أن يكون لنشاط الصين تأثير “ضارّ على الشراكة”، وردّ بن زايد، الذي كان حينها وليًا للعهد، بأنه سمعه “بصوت عال وواضح”.

وتقول المستندات المسربة إن المسؤولين العسكريين الصينيين يطلقون على هذه المبادرة اسم “المشروع 141″، ويقع ميناء خليفة على بعد أقل من 100 كيلومتر عن قاعدة الظفرة الجوية التي تشغلها القوات الأمريكية.

أدى ملف التعاون التكنولوجي مع الصين إلى توتر إضافي في العلاقات بين البلدين، ففي عام 2019، وقّعت أبوظبي اتفاقًا مع بكين يسمح للإمارات باستخدام تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات من شركة هواوي الصينية، ما أثار مخاوف واشنطن التي أعربت عن خشيتها من أن وجود شبكة صينية للجيل الخامس تضم مئات الأبراج الخلوية في الإمارات، وخاصة بالقرب من قاعدة الظفرة الجوية التي تضم مرابض للطائرات العسكرية الأمريكية، قد يتيح للصين فرصة لجمع المعلومات والتجسس على الأنشطة العسكرية الأمريكية في المنطقة.

هذه العلاقة تسببت في عرقلة إدارة بايدن بعض مبيعات الأسلحة الأمريكية لأبو ظبي من بينها صفقة بمليارات الدولارات لشراء طائرات “F-35” التي لا تملكها في المنطقة سوى دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وكشفت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر خاصة، أن الإمارات تريد إحياء اتفاق عام 2021 الذي أعقب اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال التي توسط فيها ترامب، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

وحول إمكانية مناقشة صفقة طائرات إف 35 خلال اجتماع ابن زايد مع بايدن، استبعد الباحث في الشؤون الإفريقية، باتريك هاينيش ذلك الأمر بقوله “على الأقل لا يوجد ما يشير إلى هذا. ومن المحتمل أن تنتظر الإمارات إلى ما بعد الانتخابات للقيام بذلك على أمل أن يفوز ترامب في الانتخابات”.

الأولوية للاقتصاد
حسب تقرير لوكالة بلومبيرغ فإن بن زايد سيعطي الأولوية لمحادثاته في واشنطن حول العلاقات الاقتصادية قبل الموضوعات السياسية، ونقلت الوكالة عن أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي قوله “أحيانًا يحب الناس الحديث عن بعض التوترات في العلاقة، لكن القصة الكبيرة هي أن هذا هو تحالفنا الاستراتيجي الأكثر أهمية”.

وأضاف قرقاش أن الرحلة إلى واشنطن تتماشى مع ما تحاول الدولة الغنية بالنفط تحقيقه منذ التراجع عن المشاركة بالحرب الأهلية في اليمن، ويشمل ذلك التركيز على العلاقات الاقتصادية، وتابع: “الكثير من الأشياء التي تقوم بها الإمارات العربية المتحدة اليوم هي من منظور أن الاقتصاد يأتي أولًا”.

أما وكالة “فرانس برس” اعتبرت أن بايدن سيبحث مع نظيره الإماراتي النزاعين في غزة والسودان، وأوضح مستشار مجلس الأمن القومي، جون كيربي، للصحفيين أن بايدن وهاريس “سيبحثان مع الرئيس محمد بطبيعة الحال الأزمة في غزة، والدور الأساسي لدولة الإمارات في معالجة الأزمة الإنسانية هناك، وأيضًا الأزمة في السودان”.

وأضاف كيربي أنه فيما يتعلق بالسودان، “يتعين علينا جميعًا أن نزيد من جهودنا لفتح طرق للمساعدات الإنسانية وفي النهاية تأمين وقف إطلاق النار”.

وكان بايدن أصدر بيانًا في وقت سابق دعا فيه إلى استئناف المفاوضات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.

كما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قبل ساعات من وصول بن زايد إلى البيت الأبيض مقالًا أكدت فيه أن “الإمارات تلعب لعبة مزدوجة مميتة في السودان”، من خلال دعمها السري لقوات الدعم السريع.

ويرى ياسر زيدان أستاذ محاضر في العلاقات الدولية، مرشح الدكتوراه في جامعة واشنطن أن الإمارات منخرطة بالفعل في دعم حملة المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأعرب في حديث لـ”نون بوست” عن اعتقاده بأن الرئيس بايدن ووزير خارجيته بلينكن يسعيان لإنهاء فترتهما باتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن “إسرائيل” ترغب في إعطاء الإمارات دور في خطة “اليوم التالي” لغزة، وأنّ أبو ظبي هي الدولة الوحيدة التي أعلنت عن استعدادها لوضع قوات على الأرض هناك كجزء من قوة تحقيق الاستقرار متعددة الجنسيات؟

وفي هذا الصدد علّق ياسر زيدان بأن الولايات المتحدة لا تستطيع ممارسة أي ضغط على الإمارات بشأن دورها في تأجيج الحرب في السودان بسبب علاقاتها مع “إسرائيل” وحاجتها إليها في هذا الملف.

كما يضع زيدان احتمالًا آخر وهو إمكانية تخطيط إدارة بايدن لعقد لقاء بين ابن زايد والجنرال عبد الفتاح البرهان، حيث من المقرر أن يخاطب الأخير الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 الأسبوع القادم، معتبرًا أن “ذلك يعتمد على فترة بقاء رئيس الإمارات في الولايات المتحدة وعمّا إذا كان سيشارك في فعاليات الجمعية العامة أم لا”.

زيارة براغماتية
من جانبه يرى الباحث في الشؤون الإفريقية، باتريك هاينيش، إن العلاقات الأمريكية الإماراتية جيدة بشكل عام على الرغم من وجود اختلافات عرضية بين الحين والآخر، معتبرًا أن زيارة ابن زايد هي زيارة براغماتية يلتقي خلالها بشاغل المنصب حتى لو تبقى لفترته أشهر قليلة.

ويقول في حديث لـ”نون بوست” إن “هناك صراعات إقليمية مهمة في غزة والسودان تتصاعد ويجب على بايدن الآن السعي للتواصل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين في المنطقة. في حين أن الإمارات ليست متورطة بشكل مباشر في غزة، إلا أنها متورطة في السودان من خلال دعمها لقوات الدعم السريع”.

ورجحّ الباحث الألماني أن يكون هناك تنسيق بين الجانبين في الشؤون الإقليمية قبل الزيارة، مستدلًا على ذلك ببيان الرئيس الأمريكي الأخير الذي أشار فيه إلى أن “الولايات المتحدة عززت جهودها لحشد الشركاء الدوليين”، ويعد بايدن الإمارات من بين “الشركاء المؤثرين” إلى جانب الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية وسويسرا.

وأشار هاينيش  إلى أن موقع أفريكا إنتلجنس الاستخباراتي ذكر أن الولايات المتحدة تريد القيام بمحاولة أخيرة لتسهيل المفاوضات في السودان قبيل الانتخابات الأمريكية، ولكي يحدث هذا، يجب إشراك مؤيدين مهمين للأطراف المتحاربة، مؤكدًا أن “وزير الخارجية الأمريكي زار مصر وكان ملف السودان على جدول الأعمال. على الرغم من عدم تقديم تفاصيل، فمن المحتمل بالتأكيد أن تحاول الولايات المتحدة التأثير على القوات المسلحة السودانية عبر القاهرة”.

وأضاف “قد تكون زيارة محمد بن زايد إلى واشنطن فرصة لبايدن للتأثير على الإمارات على أعلى مستوى باعتباره الداعم الرئيسي لقوات الدعم السريع. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا سيمكّن من إجراء مزيد من المفاوضات. لا تشير التصريحات الصادرة عن بورتسودان إلى أن القوات المسلحة السودانية قد غيرت رأيها فيما يتعلق بالمفاوضات مع قوات الدعم السريع”.

لقاء ترامب
لا يستبعد المحاضر في الشؤون الدولية ياسر زيدان إمكانية عقد الرئيس الإماراتي لقاءً مع المرشح الجمهوري ترامب في مقره بمنتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، حيث أن الرئيس الأمريكي السابق يكن تقديرًا خاصًا لأي رئيس يزوره في مقره الخاص خارج العمل، مثلما حدث مع عبد الفتاح السيسي الذي زاره في برجه بمدينة نيويورك قبل انتخابه، وكانت نتيجة ذلك دفاعه المستميت عن الرئيس المصري ووصفه له بـ”ديكتاتوره المفضل”.

وبعيدًا عن حديث الإعلام الإماراتي وحتى وسائل الإعلام العالمية عن الملفات التي سيناقشها الرئيس الأمريكي ونظيره الإماراتي مثل الشراكة الاقتصادية والذكاء الاصطناعي والشؤون الإقليمية وغيرها، فإنه من الواضح أن ابن زايد اختار هذا التوقيت للزيارة من أجل التحضير الجيد لأحد السيناريوهات التي سيشهدها البيت الأبيض بعد 5 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

من المحتمل أن يناقش محمد بن زايد مع بايدن – الذي يقترب من نيل صفة “الرئيس المنتهية ولايته” – مجموعة من القضايا المشتركة والمخاوف بين الطرفين، بما في ذلك ملفات إقليمية حساسة مثل حربي غزة والسودان، ومع ذلك، يبدو أن رئيس الإمارات سيولي اهتمامًا خاصًا بتوطيد علاقته مع نائبة الرئيس كاميلا هاريس خلال اجتماعهما المنفصل، حيث تعززت فرص هاريس مؤخرًا للفوز بالانتخابات المقبلة، وفقًا للخبير في العلاقات الدولية، ياسر زيدان الذي توضع أن يزور ابن زايد المرشح الجمهوري دونالد ترامب في منتجعه.

تستحضر زيارة رئيس الإمارات الحالية إلى البيت الأبيض ذكريات زيارة مشابهة في منتصف مايو/أيار 2017، التي جرت بعد 4 أشهر فقط من تولي الرئيس السابق دونالد ترامب منصبه، آنذاك، كان محمد بن زايد لا يزال ولي عهد أبو ظبي، رغم كونه الحاكم الفعلي للإمارات، وتمكن خلال الزيارة من تعزيز علاقاته مع الإدارة الأمريكية الجديدة وإقناع ترامب بدعم مخططات الإمارات وحلفائها، والتي تبلورت سريعًا في حصار قطر بعد أقل من 3 أسابيع على تلك الزيارة.

يختلف المشهد الحالي عما كان عليه قبل 7 سنوات، إذ لا تلوح في الأفق بوادر أزمة خليجية كتلك التي شهدها العالم في 2017، بل المنافسة بين قادة الخليج تركز اليوم على اكتساب النفوذ، من هنا، يبدو أن الهدف الرئيس من زيارة ابن زايد إلى واشنطن هو التحضير للحقبة المقبلة في البيت الأبيض، سواء بعودة الرئيس السابق المفضل لأبو ظبي، أو الاحتمال الذي يُنظر إليه على أنه “الأسوأ” من منظورها، والمتمثل في فوز المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس.

المصدر: نون بوست