عندما طلبت السلطات المصرية من الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي الشيخ زياد نخالة زيارة القاهرة بهدف التقارب والتشاور كما ابلغ عبر وسطاء من قيادات حركة حماس قرر نخالة تنفيذ تلك الزيارة ثم دار حوار بمنتهى الطرافة وتغلبت عليه الكوميديا السياسية بينه وبين جنرال أمني بارز في الهيكل الأمني المصري.
وفقا لرواية نخاله التي نقلت لأوساط في فصائل المقاومة في بيروت وممثلي الجهاد الإسلامي في إسطنبول إستقبله الجنرال البارز في مكتبه بإبتسامة عريضة ثم عالجه قائلا باللغة المصرية الدارجة كما في المسلسلات والأفلام “إيه يا زياد انت مبسوط على وضعكم”؟.
كان ذلك بمثابة السؤال الأول الذي يوجهه مسؤول بارز في المؤسسات المصرية لأمين عام حركة الجهاد الاسلامي التي لا تربطها اصلا بالأنظمة الرسمية العربية بما في ذلك مصر اي علاقات او إتصالات وسرعان ما استغرب نخالة السؤال الذي رافقته ابتسامة على الطريقة المصرية ايضا قبل ان يستوضح عن اي وضع بصورة محددة تتحدثون؟.
لاحقا شرح المسؤول المصري بلغة فيها الكثير من العتاب والرغبة في زراعة فتنة ما بين قيادات حركة الجهاد وقيادات حركة حماس.
تحدث الجنرال المصري هنا وهو يرفع من نبرة صوته قائلا “عايزين تموتوا كلكم؟”.
وعند الإستفهام ايضا تحدث المسئول المصري عن حافلة او اوتوبيس كما وصفه يقوده يحيى السنوار واشار الى ان الرفاق في حركة الجهاد الاسلامي يركبون في هذا الأوتوبيس مع سائقه المجنون والمتهور مقترحا بان النتيجة حتمية ومعروفة مسبقا وهي موت جميع الركاب.
إبتسم نخالة هنا وحاول تذكير المسؤول المصري بانه ركب في ذلك الباص او تلك الحافلة او الاوتوبيس بمحض إرادته وبموجب ظروف موضوعية وطنية في فلسطين المحتلة معبرا عن شعوره بالراحة مع وجود سائق صلب للأتوبيس مثل يحيى السنوار.
وهنا إستفسر المسؤول المصري من نخالة عن ما اذا كان إرتياحه لسائق الأوتوبيس المتهور السنوار سينتهي به ميتا فرد النخالة قائلا: أمامنا كركاب وقد سلمنا انفسنا لقيادة سائقنا وقائدنا او قائد مركبتنا خيارين لا ثالث لهما وهما ان هذا السائق المتهور يمكنه في النهاية ان يوصلنا الى المحطة المطلوبة وان حصل ذلك فكله خير وبركة وان لم يحصل فمصيرنا هو الوادي السحيق مع سائقنا وطبعا سيتوفانا الله جميعا في تلك المرحلة.
ثم إغتاظ المسؤول المصري وسال مستنكرا: يعني إنتم عايزين تموتوا فعلا؟.. فعالجه بكل هدوء نخالة قائلا: يا شيخ الموت مع الجماعة رحمة هذا ما يقوله الشعب الفلسطيني بالعادة.
إنتهى طبعا هذا الحوار الكوميدي بين جنرال بارز يعتقد انه اللواء أحمد عبد الخالق وبين الرجل الأول في حركة الجهاد الاسلامي.
وتبين بعد التدقيق ونقل الرواية بان الجانب المصري يريد ان يحمل السنوار تحديدا وقيادة حركة حماس في قطاع غزة مسؤولية الحرب والعدوان ومسؤولية ما يجري لكنه يفكر بإغراء حركة الجهاد الاسلامي باتصال ما وفتح علاقات واتصالات على اساس محاولة التدخل في طبيعة العلاقات التنظيمية بين الحركتين. والمقصود الجهاد الاسلامي وحماس دون ان يعلم الجانب المصري بان هذا الباب مغلق تماما وان حركة الجهاد الاسلامي ركبت في الحافلة او الاوتوبيس الذي يقوده السنوار بمحض إرادتها وفي وقت مبكر للغاية.
المصدر: رأي اليوم
“أتوبيس السنوار”.. حوار “ملغز وطريف” بين “الجهاد الإسلامي” وجنرال مصري
2024-08-30