2024-11-25 12:03 ص

حزب الله ينشر مقاطع لمواقع إسرائيلية استراتيجية شمال اسرائيل

2024-06-17

نشر حزب الله اللبناني مقطع فيديو من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت عنوان "هذا ما رجع به الهدهد"، صورته طائرات مسيرة تابعة له دون أن يرصدها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويُظهر الفيديو صوراً لمواقع استراتيجية حسّاسة من منطقة ميناء حيفا، إلى مصافي النفط، ومنصّات القبة الحديدية، ومجمّعات المصانع العسكرية، فخزانات المواد الكيميائية، وغيرها من النقاط الأساسية، وذلك بالتزامن مع الجولة التي يقوم بها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة والاستثمار، عاموس هوكشتاين، في بيروت.


وتقول أوساط حزب الله في معرض تعليقها على الفيديو إنّ "الردع يظهر بأقوى مشاهده، وحزب الله ليس على الحدود فقط"، وذلك بمعنى أنّه قادر على الوصول إلى أهداف ومواقع إسرائيلية استراتيجية في حال التصعيد العسكري. وفي الإطار، يقول مصدرٌ نيابيٌّ في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا الفيديو سيُستكمل بمجموعة مقاطع مصوّرة تظهر ما يملكه حزب الله من معلومات، ومواقع، وأهداف يمكن الوصول إليها واستهدافها إن قرّر الإسرائيلي ارتكاب أيّ حماقة وشنّ حرب على لبنان".

ويشدد على أنّ "حزب الله يملك مفاجآت عدة ستصدم الإسرائيلي، وكما سبق أن قلنا إن أي حرب معنا لن تكون نزهة"، مؤكداً أيضاً أنّ "حزب الله لا تعنيه التهديدات ولا يتأثر بها، ولن ينسحب إلى ما وراء الليطاني ولن يتراجع، ولن يخضع لأي شروط إسرائيلية وأي إملاءات أميركية وغربية، بل هو في موقع قوة، وأقوى مما كان عليه سابقاً، ومصير جبهة لبنان مرتبط بغزة".

من جهته، اكتفى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم (من حصة حزب الله)، بالتعليق على الفيديو بالقول على منصة إكس، اليوم الثلاثاء: "سيعود هوكشتاين بما عاد به الهدهد.. بس هيك".

وقال حزب الله إن الفيديو، ومدّته حوالى تسع دقائق ونصف، يتضمّن "مشاهد استطلاع جوي لمناطق في شمال فلسطين المحتلة عادت بها طائرات القوة الجوية في المقاومة الإسلامية"، مشيراً إلى أنّها "الحلقة الأولى من الهدهد". وعرّف حزب الله مميزات "الهدهد" بأنه "سريع جداً في الطيران، يتحمّل الظروف الصعبة، ذكي ومراوغ، لديه قابلية التخفي، يدافع عن نفسه بشكل رائع وسلمي".

وسبق نشر الفيديو بحوالى الساعتين ترويج كبير تولاه الإعلام الحربي في حزب الله له، تحت عنوان "ترقبوا ما رجع به الهدهد"، ما أثار تساؤلات عدة عما سيُعرَض وما في جعبة "الهدهد"، والذي أيضاً سرعان ما تحوّل إلى وسم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وظهر في مطلع الفيديو، "مجمّع الصناعات العسكرية - شركة رفائيل"، وقال حزب الله إنها "منطقة صناعية عسكرية تتبع لشركة رفائيل، تضم عدداً كبيراً من المصانع والمخازن وحقول التجارب، ويجري فيها تصنيع وتجميع مكونات أنظمة الدفاع الجوي الفعّال، خصوصاً القبة الحديدية ومقلاع داوود".

وأشار إلى أنّ "هذه المنطقة تُعتبر بالغة الحساسية والسرية، وتبلغ مساحتها الاجمالية 6.5 كلم مربع وتبعد عن الحدود اللبنانية 24 كلم". وأظهرت اللقطات منصّات القبة الحديدية، ونفق اختبار محركات صاروخية، ومخازن محركات صاروخية. كذلك، أظهرت المشاهد منصة مقلاع داوود، مصانع أنظمة التحكم والتوجيه، راداراً للتجارب الصاروخية، المباني الإدارية الخاصة بالشركة، وغير ذلك من النقاط الاستراتيجية المفصَّلة.

والتقط الاستطلاع الجوي كذلك ما يُسمّى "الكريوت"، وهو بحسب حزب الله "تكتل عمراني عالي الكثافة، يحاذي ساحل خليج حيفا، ويقع شمالي المدينة المحتلة، يبلغ عدد سكانه نحو 260 ألف مستوطن، ويضم 6 مدن وأحياءً كبرى، هي كريات يام، كريات موتسكين، كريات أتا، كريات بياليك، كريات حاييم، كريات شموئيل، وتبلغ مساحته نحو 20 كلم مربعاً، ويبعد عن الحدود اللبنانية 28 كلم".

وحول منطقة ميناء حيفا، قال حزب الله إنها "منطقة استراتيجية تضمّ منشآت عسكرية ومرافق صناعية وتجارية ضخمة، أهمها قاعدة حيفا العسكرية، المسؤولة عن الساحة البحرية الشمالية، وهي القاعدة البحرية الأساسية في جيش العدو الإسرائيلي"، لافتاً إلى أنّ "ميناء حيفا المدني هو الأكبر في إسرائيل"، مصوّراً مواقع منشآت بتروكيميائية، خزانات نفط ومواد كيميائية، محطة كهرباء حيفا، مطار حيفا، هنغارات صيانة السفن، رصيف ومرسى الغواصات، سفن ساعر 4.5 و5، ومبنى وحدة مهمات الأعماق، وتتبع الغواصات، وغيرها من النقاط.

رسالة من حزب الله إلى الاحتلال
في الإطار، يقول العميد منير شحادة، منسّق الحكومة اللبنانية لدى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل" سابقاً، لـ"العربي الجديد"، إنّه "كما بات معروفاً فإن هوكشتاين أتى برسالة تهديد من إسرائيل بأنه في حال عدم سريان الحلّ بالأطر الدبلوماسية، فإنّ الحرب آتية، وهذا الإنذار الأخير، فكان الردّ من جانب حزب الله مباشرة ومن دون وسيط، بنشر إعلامه الحربي، الحلقة الأولى من مسلسل أسماه الهدهد، يعرض بعض الأهداف التي يمكن ضربها من جانب المقاومة في الساعات الأولى من الحرب".

ويلفت شحادة إلى أنّ "المقاومة أظهرت من خلال هذه الخطوة أنها تملك قدرات استطلاعية وتجسّسية تصل من خلالها إلى كل التفاصيل الاسرائيلية، من مواقع ونقاط استراتيجية حسّاسة، وصلت في الحلقة الأولى، إلى حيفا، بانتظار الحلقات التالية التي قد تعرض تل أبيب، وغوش دان، ومفاعل ديمونا، وغيرها".

ويشير شحادة إلى أنّ "المقاومة نشرت مشاهد استطلاع جوي لمناطق في شمال فلسطين المحتلة، أظهرت مواقع استراتيجية مهمة لإسرائيل، من معامل عسكرية، منصّات قبة حديدية، الميناء البحري، وما يتضمّنه بالتفصيل من منصّات وغوّاصات، إلى جانب مجمّعات سكنية ومجمّعات تجارية، وخزانات مواد كيميائية، وغيرها من النقاط التي ستكون كلّها تحت مرمى نيران صواريخ المقاومة".

تبعاً لذلك، يرى منسّق الحكومة اللبنانية لدى اليونيفيل سابقاً، أنّ "هذه الخطوة رسالة ردعية لإسرائيل، بأنها إذا كانت بصدد تنفيذ عمل عسكري واسع، فهذا جزء من بنك أهداف المقاومة الاستراتيجية التي ستستهدفها في الساعات الأولى من اندلاع الحرب".