في الوقت الذي كشف فيه مصدر مصري عن ضغوط على قيادة حماس للقبول بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع اتفاق غزة الذي اقترحه الرئيس الأميركي جو بايدن من دون تعديلات، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة حماس جهاد طه أن الحركة، وفصائل المقاومة، أبدت تجاوباً كبيراً مع مقترحات بايدن، بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، وكان لديها بعض التعديلات البسيطة التي من شأنها أن تعزّز تنفيذ مشروع اتفاق غزة، خاصة المرحلة الأولى.
وأوضح طه لـ"العربي الجديد" أنه "وعلى الرغم من ذلك فإننا منفتحون على الإجابة، وتوضيح أي استفسار خلال عملية التفاوض، والمساعي والجهود ما زالت مستمرة من قبل الوسطاء، وهذا حق لشعبنا ومقاومته لإنهاء العدوان".
وتابع: "لا شك في أن الظروف الدولية تنتقد سلوك الاحتلال وما يقوم به من مجازر وجرائم مروعة بحق شعبنا وأرضنا، وهذا دليل عجز جيش الاحتلال، وفشله في تحقيق أهدافه بسحق المقاومة وإطلاق سراح أسراه، ومن هنا لا بد للاحتلال أن يستجيب للنداءات والقرارات الدولية التي تدعو لوقف إطلاق النار".
ضغط لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع اتفاق غزة
وكشف مصدر مصري مطلع على اتصالات وتحركات القاهرة بشأن الوضع في قطاع غزة عن ضغوط على حماس للقبول بالشروع في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع اتفاق غزة المطروح حالياً، ويتضمن ثلاث مراحل.
وقال المصدر المصري، لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن الأيام القليلة الماضية شهدت ضغوطاً واسعة على قيادة حركة حماس من أجل دفعها للقبول بالمرحلة الأولى من مشروع اتفاق غزة والذي يتضمن ستة أسابيع، تسري خلالها هدنة غزة ووقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى المدنيين وكبار السن وخمس مجندات. وشدد على أن جهود الإدارة الأميركية منصبّة خلال الأيام القليلة الماضية التي أعقبت تقديم حركة حماس وفصائل المقاومة ردّها على التصور الإسرائيلي الذي أعقب مبادرة بايدن، على دفع حماس للقبول بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع اتفاق غزة من دون إدخال تعديلات عليه.
فشل إقناع نتنياهو في اتفاق شامل
وأوضح المصدر المصري أن الضغوط الأميركية على حماس تأتي بعدما فشلت الإدارة الأميركية في إقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتمرير اتفاق شامل، إضافة إلى فشل الضغوط التي مارستها خلال الفترة الأخيرة عبر توافقات مع قادة المعارضة في تل أبيب لدفعه نحو اتفاق شامل ينهي الحرب والشروع في خطط اليوم التالي.
وأشار إلى أن لدى الإدارة الأميركية تقديراً بأن الشروع في اتفاق هدنة طويلة وإطلاق سراح جزء من الأسرى من شأنه أن يحدث خلخلة في التركيبة السياسية لحكومة نتنياهو، ويعطي مجالاً أوسع للمعارضة للشروع في إجراءات سياسية تخدم هذا الاتجاه.
وقال المصدر إن واشنطن وجهت ضغوطها كافة لحماس بعدما تيقنت صعوبة تمرير مشروع اتفاق غزة من الجانب الإسرائيلي في الوقت الراهن، مضيفاً أن "المؤشرات الحالية تقول إننا أمام جولة جديدة فاشلة وينتظر الإعلان الرسمي عن الفشل، خلال أيام قليلة". وأوضح المصدر أن هناك صعوبة في تمرير اتفاق هدنة قصيرة لمدة 48 ساعة خلال أول وثاني أيام عيد الأضحى، لافتاً إلى أن الجانب الإسرائيلي رفض المقترح. ورجّح أن يكون الرفض الإسرائيلي في إطار الضغوط على حماس لدفعها للقبول بالتصور المقدم إليها دون شروط.
المصدر: العربي الجديد