2024-11-27 01:40 ص

كيف يتوسع اجتياح رفح؟-دبابات إسرائيلية على طول "محور فيلادلفيا"

2024-05-28

وسعّ جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، اجتياحه البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وانتشرت دباباته وآلياته العسكرية على معظم الحدود الفلسطينية المصرية أو ما يعرف بـ"محور فيلادلفيا"، وسط غطاء ناري كثيف وقصف مدفعي طال المناطق الغربية من رفح، وتحديدا تل السلطان.

وأكدت مصادر ميدانية لـ"عربي21" تمركز دبابات الاحتلال على "تل زعرب"، الذي يبعد مسافة ثلاثة كيلومترات عن شاطئ البحر غربا، مشيرة إلى أن هذه المنطقة مرتفعة وتكشف مناطق واسعة في رفح، وخاصة المناطق الغربية.
وعقب ليلة صعبة تخللها قصف مدفعي وجوي عشوائي، بدأت حركة نزوح كبيرة من المناطق الغربية لرفح، والتي لم يطلب الاحتلال من سكانها الإخلاء، كما هو الحال في مناطق شرق ووسط المدينة.

ماذا يعني انتشار الدبابات على طول "فيلادلفيا"؟

عودة دبابات الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية على المحور الحدودي جنوب مدينة رفح، يعيد الزمن 19 عاما إلى الوراء، أي قبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.

كان الاحتلال يسيطر على "محور فيلادلفيا" بمدينة رفح، إلى جانب المستوطنات والمواقع العسكرية التي كانت موزعة على مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وتسمح هذه السيطرة بتوسيع الاجتياح البري في وسط مدينة رفح، حيث إنّ عمق المدينة لا يبعد عن المحور الحدودي سوى كيلومتر واحد أو اثنين على أقصى تقدير، حيث يمكن لآليات الاحتلال التوغل في المخيمات المتاخمة للحدود، إلى جانب الوصول بسرعة إلى المناطق الواقعة في وسط المدينة.

ماذا أعاد الاحتلال من سيطرته السابقة؟


◼  موقع ترميد العسكري، ويقع عند بوابة صلاح الدين، وتتمركز فيه آليات الاحتلال منذ أيام، وقامت بعمليات تجريف في المنطقة وبناء سواتر ترابية أمام الدبابات، وكان يعتمد عليه جيش الاحتلال في تأمين الحدود ومراقبة مناطق واسعة في رفح.

◼ موقع حردون العسكري، يقع قبالة مخيم يبنا وتحديدا إلى الغرب من موقع ترميد، وهو كاشف لأجزاء كبيرة من الحدود، إلى جانب مناطق واسعة في وسط رفح، وكان سابقا مزودا بأدق آليات التصوير والرشاشات الثقيلة.

◼  موقع "تل زعرب"، ويقع في منطقة مرتفعة في رفح الغربية، وكان يتضمن برج مراقبة مركزيا، وتتمركز في محيطه آليات الاحتلال ودباباته، كونه كاشفا لأجزاء كبيرة من مدينة رفح وخاصة المناطق الغربية وتل السلطان.

◼ معبر رفح البري، سيطر جيش الاحتلال منذ بداية اجتياحه مدينة رفح على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما أدى إلى إغلاقه أمام المساعدات المحدودة الواردة لقطاع غزة، إلى جانب منع الفلسطينيين لا سيما الجرحى منها من السفر عبره.

أين الموقف المصري؟

نشر موقع "القاهرة الإخبارية" المقرب من السلطات المصرية في بداية اجتياح رفح، تصريحا صحفيا منسوبا لمصادر خاصة، قال فيه إن "محور فيلادلفيا هو طريق ضمن أراضي قطاع غزة، وسمي بهذا الاسم عقب توقيع اتفاق أوسلو وقبل دخول رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات إلى غزة".

وأشار الموقع المصري إلى أنه "تم عمل خرائط لقطاع غزة بين الارتباط العسكري والجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مضيفا أنه "تم الاتفاق على زيادة أعداد العناصر الأمنية المصرية بالمنطقة الحدودية مع قطاع غزة لتأمينها".
وأثار هذا التصريح مخاوف الفلسطينيين، بأنه تمهيد لسيطرة إسرائيلية على المحور، ضمن نطاق توسع العمليات العسكرية في رفح، وذلك بعد مطالبة الاحتلال بإخلاءات جديدة في أحياء وسط المدينة.

موقف لا يتجاوز الإدانة!

وفور سيطرة الاحتلال على معبر رفح الواقع على "محور فيلادلفيا"، أدانت مصر بأشد العبارات العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر.

وقالت الخارجية المصرية إن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتمادا أساسيا على هذا المعبر، باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة".

وطالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة، لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقيق نتائجها المرجوة.

ما تفاصيل اتفاق "فلادلفيا"؟

◼ اتفق الاحتلال الإسرائيلي مع مصر قبل سنوات، على ترتيبات تتعلق بتسيير قوة مصرية مكونة من 750 جنديا على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل عبر الحدود.

◼ أكد الاتفاق على أنه لا يلغي أو يعدل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ويبقي حالة المحور وصحراء سيناء كمناطق منزوعة السلاح.

◼ "محور فيلادلفيا" هو عبارة عن شريط حدودي ضيق لا يتعدى عرضه مئات الأمتار، ويصل طوله إلى 14.5 كيلومتر، ويقع على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى معبر كرم أبو سالم التجاري، ويقع بالكامل في المنطقة المنزوعة السلاح.
المصدر: عربي ٢١