2024-11-26 09:46 م

نتنياهو يحني رأسه أمام العاصفة والخضوع أمام مطالب لبيد وبينت.. وتأجيل الصدام لمرحلة قادمة

2013-03-03
القدس/المنــار/ كتب محرر الشؤون الاسرائيلية/ بات نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف يدرك بأن التحالف بين نفتالي بينت زعيم حزب البيت اليهودي ويئير لبيد زعيم حزب هناك مستقبل يهدف في الاساس الى اسقاطه شخصيا، وافشاله في مساعيه لتشكيل الائتلاف، وفي ضوء ذلك وهبوب العاصفة التي تواجهه، تتزايد التقديرات والتوقعات في الحلبة الحزبية بأن نتنياهو وهو على عتبة التمديد الاخير من جانب الرئيس الاسرائيلي، قد قرر أن يتخلى عما يرغب بهم في ائتلافه "المتزمتون"، ليحمل بين أحضان الائتلاف الجديد بعض العناصر الذين يمقتهم، فاختار أن يطأطىء ويحني رأسه لينجح في تشكيل الائتلاف، ويخرج من دائرة الخطر الظرفي الذي يهدده عشية تحديات اساسية وزيارة مهمة للرئيس الامريكي، بمعنى أن نتنياهو على الاغلب سيوقع خلال الايام القليلة القادمة، وقبل انتهاء فترة التمديد الاخيرة على اتفاق، قد يعتبره البعض خضوعا مؤلما لليكود ولنتنياهو شخصيا، لكن، هناك ، من سيصفه بالقرار الحكيم وتأجيل لمعركة الصدام مع لبيد وبينت الى مرحلة مقبلة لن تكون بعيدة، خاصة وأن بعض التحديات على المستوى السياسي الخارجي قد تطغى على غيرها في المرحلة المقبلة، من المشاكل والازمات الداخلية، وقد يدفع التحرك لانقاذ عملية السلام الى اقناع بعض المترددين كحزب العمل بأهمية المشاركة في الائتلاف وخلق حالة من الاتزان المطلوب في الحكومة مما يستدعي ضرورة القفز سريعا الى مركب الائتلاف ، وبشكل خاص في حال حدوث أزمات بين بينت ونتنياهو مستقبلا على خلفية سياسية متعلقة بالعلاقة مع الفلسطينيين، وقد يفتعل نتنياهو مثل هذه الازمات على الرغم من أن الكثيرين من المحللين يعتقدون بأن نتنياهو وبينت وجهان لعملية واحدة ، فيما يتعلق بمبادىء واساسيات الحل مع الفلسطينيين.
ويبدو في ظل هذه التطورات في الساحة الحزبية أن تدفع تسيفي ليفني ثمنا لدخول بينت ولبيد الى الحكومة ، ويصبح ما وقعت عليه من اتفاق حبرا على ورق، وقد تضطر مرغمة وهي "كاظمة الغيظ" لمواصلة المشاركة التي يتمناها نتنياهو أمام المشاهد الدولي في مسرحية اطلاق عملية السلام مع الفلسطينيين، ونتنياهو منحها دور الشراكة في بطولة هذه المسرحية فهو لن يحتاج الى بذل مجهود حقيقي لتسويقها في ساحات المجتمع الدولي في اوروبا وأمريكا.
ولن يتوقف نتنياهو حتى اللحظة الأخيرة في جهوده ومحاولاته للتوصل الى الصيغة المناسبة التي تسمح بدخول الشركاء معروفي الثمن المسبق "المتزمتين"، وبشكل خاص حركة شاس لاستخدامهم كـ "مصد" في مواجهة أيام عاصفة قادمة.
وسوف يغلق نتنياهو الاتفاقيات الائتلافية مع شركائه الذين سيحيطون به حول طاولة رئاسة الوزراء وبشكل مباشر، تماما كما حدث في مفاجأة التوقيع على الاتفاق الاستباقي مع ليفني، والحقيقة التي يتناقلها البعض في الساحة الحزبية تشير الى افتقار المهنية العالية لدى الفريق التفاوضي الذي يمثل تحالف الليكود بيتنا، مما يعني أن نتنياهو يفضل أن يضع لمساته شخصيا على أي اتفاق يتم التوصل اليه، وسيسعى حتى اللحظة الاخيرة لاقناع بينت بضرورة مساندة رغبات رئيس الوزراء في التوصل الى صيغة توافقية حول موضوع "المساواة في تحمل عبء الخدمة العسكرية ـ التجنيد" حتى يستطيع المتزمتون الانضمام الى الائتلاف.
وبالنسبة لـ لبيد وبينت فهما ما زالا يعيشان في مرحلة اعلان النتائج الانتخابية، أي في أجواء فوز لم يحلموا به، وهما مستمران في اظهار نفسيهما بصورة المنتصرين والمتمسكين بالراية التي رفعاها عشية الانتخابات وذلك لهدف مستقبلي يتعلق بمستقبلهما السياسي، ان كل الامور في المرحلة القادمة، ستكون في حالة ركود في كل القضايا الداخلية والخارجية وبشكل اساسي موضوع السلام مع الفلسطينيين، فلا يوجد اثنان في اسرائيل يمكنهما الاتفاق على أن نتنياهو ذاهب غدا الى اتفاق مع الفلسطينيين.
نتنياهو، وأمام هذه الصورة القاتمة ، بدأ وفور خروجه من مكتب رئيس الدولة اتصالات مباشرة مكثفة مع قيادات الاحزاب متجاوزا عمل الطاقم التفاوضي، فاجتمع مع بينت ومع القيادة الثلاثية لحركة شاس، مدركا أن الوقت آخذ في النفاذ، وأن أحدا من المتربصين به، لن يذرف الدموع على فشله وعدم قدرته على تشكيل الحكومة، لكن، قليلون يتوقعون فشل نتنياهو، فهو لن يسمح بذلك، مهما بلغ حجم تنازلاته لتمرير الاتفاقيات مع الاحزاب التي ستوافق على الانضمام الى الائتلاف.