2024-11-25 03:18 م

شركة هلا تحصد حوالي 185 مليون دولار من عبور 37 ألف فلسطيني لمعبر رفح

رغم الاتهامات والانتقادات التي تواجه السلطات المصرية بالسماح لشركة هلا للسياحة المملوكة لرجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني باستغلال الأزمة الإنسانية التي يواجهها أهالي قطاع غزة في ظل العدوان المستمر منذ أكثر من نصف عام، واصلت الشركة عملها في تنسيق خروج الراغبين من قطاع غزة مقابل تحصيل آلاف الدولارات.

وأعلنت الشركة على صفحتها الرسمية على الفيسبوك، أنها ستعود لاستقبال حجوزات الراغبين في الخروج من القطاع ابتداء من يوم غد السبت، بعد توقف عن استقبال الحجوزات خلال إجازة أيام عيد الفطر، جرى خلالها عبور فلسطينيين سبق وسجلوا خلال الأسابيع الماضية في تنسيق الشركة.

وخلال أيام عيد الفطر، واصل المعبر استقبال الراغبين في مغادرة القطاع من خلال تنسيق شركة هلا، وتنسيق وزارة الخارجية المصرية.

وتنشر إدارة معبر رفح يوميا كشوف عبور اليوم التالي من قطاع غزة إلى مصر، وتتمثل في 4 كشوف، هي كشف تنسيق هلا، وكشف تنسيق وزارة الخارجية المصرية، وكشف الجرحى، وكشف أصحاب الجنسيات المزدوجة.

واستحوذت شركة هلا على نصيب الأسد في عدد الأشخاص الذين غادروا القطاع، حيث حملت كشوف العابرين، خلال أيام العيد الثلاثة، 1074 شخصا، فيما حملت كشوف الخارجية المصرية عن نفس الفترة، 234 اسما.

وبحسب كشوف التنسيقيات الخاصة بشركة هلا للمرور عبر معبر رفح البري الذي اطلعت “القدس العربي” عليها، فإن أكثر من 37 ألف فلسطيني من أهالي قطاع غزة دخلوا مصر عبر معبر رفح البري من خلال تنسيق شركة هلا.

وبحسب فلسطينيين دخلوا مصر عبر تنسق شركة هلا، فإن تكلفة الفرد تبلغ 5000 دولار على الأقل، فيما تبلغ تكلفة الطفل أقل من 16 عاما 2500 دولار على الأقل. وفي أحيان كثيرة كانت تكلفة الشخص تتجاوز 7000 دولار وقد تصل لعشرة آلاف.

فيما وضعت الشركة تسعيرة لعبور المصريين العالقين في القطاع أو فلسطينيين من حاملي الجنسية المصرية، بلغت 650 دولارا للفرد على الأقل.

وعلى حساب تكلفة عبور الفرد الواحد 5 آلاف دولار، فإن الشركة تكون قد جمعت حوالي 185 مليون دولار على الأقل منذ بدء العدوان على قطاع غزة.

ويبلغ سعر الدولار 47.54 جنيها، بحسب آخر تحديث للبنك المركزي المصري.

وشركة “هلا للسياحة”، هي شركة مصرية لها فرعان أحدهما في القاهرة والآخر في ميدان النجمة في مدينة رفح الفلسطينية، كما لها وكيلان في قطاع غزة، هما “شركة مشتهى للحج والعمرة وشركة حمد للسياحة في القطاع”، حسب صفحة الشركة على موقع الفيسبوك.

وتولت الشركة خلال السنوات الماضية نقل المسافرين من قطاع غزة وإليه عبر معبر رفح، من خلال إجراءات ميسرة، وحافلات حديثة ومتطورة، فيما عرف ببرنامج الـ”في أي بي”.

والشركة تابعة لمجموعة “أبناء سيناء” المملوكة لرجل الأعمال السيناوي، إبراهيم العرجاني، الذي تولت إحدى شركاته عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة، ضمن المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقيمة 500 مليون دولار في مايو/ أيار 2021.

وخلال الأسبوع الماضي، أثار اعتقال السلطات المصرية لمجموعة من النشطاء رددوا هتافات ضد رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني وشركة هلا للسياحة ردود فعل واسعة، قبل أن تخلي النيابة المصرية سبيلهم.

وكان النشطاء رددوا هتافات بينها “العرجاني وهلا كمان.. دول عملاء للأمريكان”، خلال وقفة نظمها نشطاء ومتضامنون مع فلسطين، الأربعاء قبل الماضي، بعد إفطار “العيش والمياه” الذي نظمه نشطاء أسبوعيا خلال شهر رمضان الماضي، للمطالبة بفتح معبر رفح وتمرير المساعدات إلى قطاع غزة دون تنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، ورفضا لاستغلال شركة هلا للأزمة الإنسانية التي يعيشها أهالي قطاع غزة.

وأمام التسعيرة التي وضعتها شركة هلا لدخول الفلسطينيين مصر عبر معبر رفح البري، وفي رحلة البحث عن وسيلة للخروج من القطاع أقل تكلفة، تعرض الكثير من الفلسطينيين لعمليات نصب.

وشهدت مجموعة الجالية الفلسطينية في مصر على “الفيسبوك”، تحذيرات واسعة من تعرض كثيرين للنصب من قبل عدد من الأشخاص الذين يزعمون قدرتهم على تنسيق خروج الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح البري مقابل مبلغ مالي أقل من المبلغ الذي حددته شركة هلا للتنسيق.

وكان عدد من المنشورات يدعو الراغبين في الخروج من غزة للتواصل من أجل ترتيب الأمر، وتنوعت التعليقات بين السؤال عن التكلفة، والتحذير من التعرض للنصب في ظل التأكيد على أن هناك وسيلتين فقط للخروج من القطاع، إما التسجيل في كشوف وزارة الخارجية المصرية أو من خلال تنسيق شركة هلا.

ويقول أحد الفلسطينيين الذين دخلوا مصر عبر شركة هلا “فضل عدم ذكر اسمه”، إنه تعرض في البداية للنصب من أحد الأشخاص الذي عرف عن نفسه باعتباره على تواصل مع الأجهزة الأمنية في مصر.

وأضاف لـ”القدس العربي”: تعرفت على هذا الشخص من خلال منشور على الفيسبوك أعلن فيه أنه يمكنه تنسيق خروج الراغبين في مغادرة القطاع مقابل مبلغ مالي أقل بكثير من المبلغ الذي حددته شركة هلا وفي أقل من 72 ساعة.

وزاد: تواصلت معه بعد ذلك عن طريق الواتساب، وأخبرني أنه يمكنه وضع اسمي وأسرتي المكونة من زوجتي وثلاثة أطفال في كشوف المعبر مقابل 2000 دولار، وطالبه بأن يتم دفع المبلغ بعد أن أدخل الصالة المصرية من معبر رفح، لكنه رفض وأكد أنه لا يمكنه ذلك حتى يتمكن من دفع المال المطلوب لتسجيل اسمه في الكشوف، و”بعد نقاش دام لأيام، اتفقنا على دفع نصف المبلغ قبل السفر، والنصف الآخر بعد مغادرة القطاع”.

وتابع: أرسلت له المبلغ عن طريق إحدى المحافظ المالية على الهاتف، قبل أن يختفي ولم أتمكن مرة أخرى من التواصل معه.

إلى ذلك وفيما يخص حركة المساعدات الإغاثية، دخلت 288 شاحنة مساعدات، القطاع اليوم في ثالث أيام عيد الفطر.

وقال الدكتور خالد زايد رئيس الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء، إن 108 شاحنات مساعدات إنسانية دخلت من معبر رفح منها 8 شاحنات وقود، هي 4 شاحنات تحمل غاز الطهي الخاص بالمنازل و4 شاحنات سولار تم تسليمها إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني في غزة.

وبين أن الشاحنات التي دخلت القطاع عبر معبر رفح، بينها 60 شاحنة مساعدات إنسانية منها 8 مواد غذائية و2 محملة أغطية و9 شاحنات مياه و3 شاحنات دجاج و8 زيت طعام.

وتابع: دخل من معبر كرم أبو سالم 180 شاحنة منها 134 مساعدات إنسانية، تمثلت في 34 شاحنة مواد غذائية و60 محملة بالدقيق.

وواصل: يجري تجهيز 280 شاحنة للدخول إلى غزة خلال الساعات المقبلة.

واستقبل معبر رفح اليوم 36 مصابا و32 مرافقا لهم، تم نقلهم إلى مستشفى العريش فيما غادر مصر متوجها إلى غزة 18 من أعضاء منظمات إغاثية وصحية دولية.