2024-11-24 09:51 م

حزب الله يتخطّى «الروتين» لمنع فرض قواعد جديدة للاشتباك

شهدت جبهة القتال بين لبنان واسرائيل نموذجاً عملياً لـ«معركة ضبط هوامش الجبهة» بين حزب الله وجيش الاحتلال، في وقت تجد فيه تل أبيب نفسها محاصَرة بالمراوحة الميدانية في غزة وما نتج عنها من عقم على المستوى السياسي، ومحاولة «التنفيس» على الجبهة الشمالية خصوصاً بعد تصاعد الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إثر قرار مجلس الأمن الأخير حول وقف إطلاق النار في غزة.وإذا كان بعض أركان حكومة نتنياهو يهدّدون بالتصعيد شمالاً رداً على محاولات وقف المعركة في غزة قبل تحقيق الأهداف الإسرائيلية، فإن حزب الله يجد نفسه في هذا التوقيت بالتحديد معنياً بالردّ الحازم والسريع على أي محاولة إسرائيلية لتجاوز «التصعيد المضبوط» نحو محاولة «السيطرة على التصعيد»، من خلال خلق وقائع ميدانية مُسَيطر عليها، تكون له فيها اليد العُليا والقرار الأخير. وشكّل دخول بعض المستوطنات للمرة الأولى ضمن دائرة النيران التي انطلقت من لبنان، على ما أفادت قناة 14 العبرية، وتخطي «الروتين العملياتي اليومي» في سلسلة الردود النوعية على الاعتداءات الإسرائيلية، إشارات كافية للعدو بأن حزب الله عازم على منعه من تحقيق «قواعد لعب» جديدة في اللحظات الأخيرة قبل التوصل إلى اتفاق في غزة قد ينسحب على لبنان.
وفي هذا الإطار، شهدت الجبهة الجنوبية ارتقاءً نوعياً وكمياً في عمليات حزب الله ضد مواقع وتجمعات العدو وثكناته على طول الحدود بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة. وأظهرت هذه العمليات حرص الحزب على الردّ سريعاً على كل عدوان إسرائيلي يستهدف المدنيين من جهة، ويستهدف توسعة المدى الجغرافي لاستهدافاته بما يمكّنه من صنع معادلات تصعيد جديدة، من جهة أخرى. فردّاً على ‌‏الاعتداءات على القرى الجنوبية، ‏استهدف حزب الله مبانيَ يستخدمها جنود العدو ‏الإسرائيلي في مستعمرات شوميرا وشلومي وأفيفيم.
ورداً على ‌‏اعتداء العدو على بلدة الصويري في البقاع الغربي واستكمالاً للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، ‏استهدف ‌الحزب قاعدة ‏ميرون الجوية بالصواريخ الموجّهة. وفي إطار الرد نفسه، وبعد اعتداء العدو الذي طاول البقاع، استهدف الحزب ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل، وهي مقر القيادة ‏الرئيسي في زمن الحرب، بأكثر ‏من 50 صاروخ كاتيوشا. ورداً على قصف ‏القرى الجنوبية استهدف انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة حانيتا. كما نفّذ سلسلة عمليات استهدفت تجمعاً ‏لجنود العدو في محيط ثكنة برانيت وآخر في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، إضافة إلى استهداف قوات مشاة معادية في محيط شتولا وحرش حانيتا ومحيط ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وتعليقاً على هذه التطورات، لخّص يوسي يهوشع في «يديعوت أحرونوت»، المشهد قائلاً إن «الحرب في الشمال شديدة وتشتد. فقد أطلق حزب الله الصواريخ على ميرون، ورداً على ذلك هاجم الجيش الإسرائيلي مجمعاً عسكرياً في عمق لبنان تستخدمه الوحدة الجوية لحزب الله، ويضم مهبط طائرات وعدداً من المباني العسكرية للحزب، وردّ حزب الله الآن بإطلاق عشرات الصواريخ على الجولان والجليل».
وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اشتعال النيران في مصنع داخل مستوطنة أفيفيم بعد إصابته بصاروخ أُطلق من لبنان. وقالت إن النيران تأكل كل شيء داخله، وفرق الإطفاء غير قادرة على الوصول إلى المكان. وقالت القناة 12 العبرية إن حزب الله يخطط لضرب الكهرباء في الشمال والجولان بالكامل وتصعيد الهجمات على المحطات ومنع المستوطنين من الكهرباء. فيما أشارت «معاريف» إلى أن «سكان الشمال يرفعون الصرخة، ساعتنا الرملية نفدت، منذ أكثر من خمسة أشهر ونحن مهجّرون من منازلنا، ومن بيئتنا، ومن كل حاجة أساسية يحتاج إليها الإنسان».
وفي إطار الخسائر المتواصلة التي تُسجّل في الشمال، ركّزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الأضرار اليومية جرّاء ضربات حزب الله. وقالت «معاريف» إن مصنعاً للنبيذ في كيبوتس أفيفيم أصيب جراء إطلاق حزب الله صواريخ عليه. ونقلت عن صاحب المصنع، ميئير بيطون، أن «صاروخين سقطا في قلب المصنع الذي احترق، فيما لم يتمكّن رجال الإطفاء من الوصول إليه لوقوعه على خط التماس مباشرة. للأسف كل المصنع تدمّر، وهذه المرّة الرابعة التي يصاب فيها جراء إطلاق صواريخ من لبنان».
المصدر: الاخبــار اللبنانيـــة