2024-11-27 06:34 م

الاحتلال يشدد إجراءاته الأمنية بالمسجد الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان

على وقع إجراءات أمنية غير مسبوقة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، في القدس والمسجد الأقصى تتزامن الجمعة الأولى من شهر رمضان مع تقييد وصول المصلين إلى المسجد، في ظل ترقب للتصعيد بعد أدة صلاة الجمعة مع استمرار الحرب على قطاع غزة.

وشرعت قوات الاحتلال  بإغلاق محاور الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة من القدس ومحيطها، استباقاً لتحضيرات الجمعة الأولى من شهر رمضان، وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال.

 كما عززت تلك القوات وجودها على الحواجز العسكرية المنتشرة حول المدينة المقدسة من جهاتها الأربع، إضافة إلى نصب حواجز على مداخل الأحياء المطلة على البلدة القديمة، والمتاخمة لها، وتدقيق بطاقات الهوية للداخلين إليها والمغادرين منها.

وأعلنت شرطة الاحتلال حالة التأهب القصوى في صفوف قواتها، وقررت نشر أكثر من 3000 شرطي وجندي من حرس الحدود الإسرائيلي، في مختلف أنحاء المدينة المقدسة، مع تشديد المنظومة الأمنية المستمرة، وزيادة النشاط الشرطي على طرقات المرور، بعد أن انضمت أمس الخميس، 4 وحدات احتياطية من حرس الحدود إلى القوات الموجودة والتي تم تجنيدها في الأيام القليلة الماضية.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه اعتباراً من ساعات صباح اليوم الجمعة، سينتشر المئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود وحراس الأمن في أزقة البلدة القديمة، استعداداً لوصول عشرات الآلاف من المصلين الفلسطينيين الذين سيتوافدون على المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان.

ورأت الصحيفة أن المعضلة الكبيرة المتوقع أن يواجهها قائد منطقة القدس وقيادة الشرطة هي "كيفية التصرف إذا تطوّرت، أثناء الصلاة أو بعدها، أحداث تعبر عن التعاطف مع حماس أو عن دعم لها، داخل الحرم القدسي".

بن غفير عند حائط البراق
ووصل اليوم الجمعة، وزير الأمن القومي الصهيوني، المتطرف إيتمار بن غفير إلى محيط حائط البراق "لمراقبة الأوضاع" في المسجد الأقصى، خلال الجمعة الأولى من شهر رمضان، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.

وفي السياق نفسه، فعّلت شرطة الاحتلال عدداً من غرف القيادة، في البلدة القديمة ومنطقة حائط البراق، لمراقبة التطورات وإدارتها عن كثب، بمشاركة مفوض الشرطة يعقوب (كوبي) شبتاي وقيادة منطقة القدس في شرطة الاحتلال ومسؤولين من جهاز الأمن العام (الشاباك).

وتمكن غرف القيادة، حصول قيادة الشرطة والأجهزة الأمنية على معلومات مباشرة حول ما يحدث في المسجد الأقصى وحول عدد المصلين هناك.

إجراءات أمنية مشددة في الحواجز المؤدية إلى المسجد الأقصى
واتخذت قوات الاحتلال تدابير أمنية مشددة على حواجزها ونقاط العبور المؤدية إلى القدس، من مختلف محافظات الضفة الغربية، تزامنت مع وصول حشود كبيرة من أهالي الضفة إلى الحواجز العسكرية.

ورغم توافد الفلسطينيين إلى تلك الحواجز عبوراً إلى المسجد الأقصى، منع حتى كبار السن، وبقي الدخول مرهوناً بالفحص الأمني، رغم حصول بعض الفلسطينيين على تصاريح خاصة وتجاوزت أعمارهم الستين.

وطبقت قوات الاحتلال إجراءات أمنية صارمة تلزم حملة تصاريح الدخول إلى القدس، بعد عودتهم من الصلاة، بختم بطاقات خاصة على ماكينات ثبتت في الحواجز، كإثبات على عودتهم وعدم بقائهم في القدس.

ونشر منسق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية خريطة توضيحية للفلسطينيين الذين منحوا تصاريح دخول إلى القدس، لأداء صلاة الجمعة الأولى، وأماكن تجمعاتهم على الحواجز الرئيسية المحيطةِ بالقدس، انطلاقا منها وعودة إليها.

المسجد الأقصى يتجهّز لاستقبال المصلين
من ناحيتها، أنهت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى تجهيزاتها وتحضيراتها لاستقبال عشرات آلاف المصلين في المسجد الأقصى، اليوم الجمعة.

وأكد مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب، في حديث لـ"العربي الجديد"، على إتمام دائرة الأوقاف الإسلامية جميع التجهيزات اللازمة لاستقبال جميع المصلين المتوقع وصولهم من كافة المناطق لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، والتعبد فيه طيلة الشهر الفضيل.

وأعلنت اللجان والجمعيات الإسعافية والطبية المتطوعة التي ستقدم الخدمات الصحية للمصلين في المسجد طيلة شهر رمضان جاهزيتها، وتوفير سيارات إسعاف، يومياً، عند باب الأسباط لنقل الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي متقدم.

وقبيل شهر رمضان، وفي ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، نفّذت شرطة الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في القدس، طاولت عدداً من الفلسطينيين، بزعم ممارسة "التحريض"، وقدّمت لوائح اتهام ضد جزء منهم، كما أصدرت عدداً كبيراً من أوامر الإبعاد عن المسجد الأقصى لمقدسيين وعدد من أبناء الداخل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

كذلك، تراقب الجهات الأمنية الإسرائيلية مواقع التواصل الاجتماع على نحو حثيث. وأقامت قبيل دخول رمضان غرفة طوارئ لمتابعة المنشورات خاصة ما تعتبرها "تحريضية" أو "كاذبة" ومن شأنها اشعال الأوضاع.