2024-11-24 10:00 م

الوضع في رمضان سيصبح “غير معقول”-مصــر مجددا في "كمين" محكم لنتنياهو 

الصيغة التي إقترحها نص الخبر الرسمي الاردني عن شكل ومضمون إتصال هاتفي بين الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت متأخر مساء الجمعة تتضمن الحديث عن استعراض الزعيمين لتكثيف العمل لضمان إيصال المساعدات الى المواطنين في قطاع غزة.
تعني هذه الصيغة ان العمل نحو إيصال المساعدات على الاقل في الفهم الاردني للمعطيات لا يخضع لعمل كثيف وتعني بالنتيجة بان المساعدات لا تصل كما ينبغي لها ان تفعل.
والأهم سياسيا ان التواصل الاردني مع القيادة المصرية يظهر مجددا ان مستوى التناغم الإجرائي والتنفيذي والميداني بين عمان والقاهرة ليس بمستوى ما تظهره او تتحدث عنه البيانات فواحدة من الملاحظات الأساسية لوزارة الخارجية الاردنية هي تلك التي تتعلق بوجود زحام بالأفكار والمقترحات لا بل وجهات نظر متناقضة او متباينة او ليست بنفس المعيار بين كبار المسؤولين المصريين.
كان الاردن عمليا يعاني ولا يزال هو والفلسطينيين في حالة المعاناة  من صعوبة الفهم العميق للتكتيك المصري والاستراتيجي وملف المساعدات هنا محاولة لنفض الغبار عن ذلك التصور الذي زرعه في وجدان الرأي العام العربي والعالمي عموما الرئيس الأمريكي جو بايدن يوما عندما كشف النقاب عن انه ضغط على الرئيس السيسي لفتح  المعابر.
وفيما يعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وثيقته الجديدة وعلى رأسها ذلك النص الذي يقول بإغلاق شامل للحدود المصرية الفلسطينية في غزة والسيطرة الامنية لصالح الجيش الاسرائيلي عليها فيما يقول نتنياهو بذلك يشتبك الاردن مجددا وتجري إتصالات ضاغطة او دبلوماسية مع الجانب المصري على أمل تثبيت الموقف المصري في ملف المساعدات حصريا.
وهو ملف يتصاعد بقوة بالمعنى السياسي واللوجستي والأمني الان ليس فقط جراء التقارير التي تتحدث عن المجاعة في شمالي قطاع غزة ولا تلك التي تتحدث عن احتمالات نقل المعركة الى مدينة رفح المكتظة بأكثر من مليون ونصف نازح.
ولكن تمهيدا للأزمة المعيشية الخانقة التي يعرف بلد مثل الاردن ماهيتها وتداعيتها عشية شهر رمضان المبارك.
عمان ناقشت مع القاهرة توفير مظلة لإدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات والمنتجات  لقطاع غزة.
وشمل النقاش تمكين تجار القطاع من الإستيراد ايضا بطريقتهم.
ومصدر رسمي في حكومة الأردن ابلغ “رأي اليوم” بان المؤسسات الأردنية متحفزة وتتخيل الوضع الصعب والكارثي لأسواق غزة واهلها في شهر رمضان المبارك وتهتم بالتفاصيل.
لذلك وفيما يتحدث الإسرائيليون عن رغبتهم بإغلاق معابر رفح والسيطرة التامة على الحدود مع مصر مقدمين بعض المغريات اللعوبة وفقا للفهم الاردني بخصوص فتح معابر اخرى من بينها كمثل كارني وبيت حنون يبادر الاردن للعودة الى النافذة المصرية على امل ان تجد مصر طريقة او صيغة للإفلات من الكمين الاسرائيلي الجديد الذي يحمل عنوان المساعدات.
وهو الامر الذي  على الأغلب بحث في اتصال هاتفي بين الزعيمين وان كان بدون تصريح مباشر عن وجهة النظر الاردنية في السياق لان أسوأ ما يمكن ان يحصل بعد الان في الفهم الأردني للمعطيات الميدانية  هو إغلاق معبر رفح لأسباب أمنية ليس عن العبور والمرور ولكن عن المساعدات تحديدا او حتى السعي لاستبداله في اطار حالة توازن مصرية يقال في وسط الصفوف الاردنية بانها تتماهى وتتكيف مع اجندة نتنياهو فقط.
لذلك تبحث عمان عن صيغة مختلفة  للبقاء في موقع الاشتباك لان دور القاهرة محوري واساسي ليس في التصدي للتهجير فقط ولكن في ملف المساعدات ايضا.
طبعا يريد الاردن السعي لتفعيل ما يسمى بالمسار الاردني و تخفيف الزحام على معبر رفح في ادخال المساعدات بمعنى محاولة الافلات قدر الامكان وبدلوماسية ناعمة وبخجل شديد ودون صدام او وجهات نظر متصارعة مع المصريين  وبأكبر قدر ممكن من المساعدات من معابر أخرى.
ولذلك يهتم الاردن بتنشيط معابر اخرى مثل المعابر على شمال قطاع غزة او معبر كرم ابو سالم ولذلك ايضا اهتمت عمان بابلاغ منظمات اممية بانها جاهزة  لوجستيا لتأمين ونقل اي كمية من المساعدات يتم التبرع بها على أن لا يؤدي ذلك  لتحقيق خطة نتنياهو بإغلاق معابر رفح تماما.

المصدر: رأي اليوم