2024-11-24 10:07 م

أمريكـــــــا تدفع بالقضية الفلسطينية الى الحضن السعـودي للتغطية على التطبيع الرسمي مع اسرائيل

القدس/المنـــار/ يبدو أن الادارة الامريكية تعمل على "تجيير" كل ما يتعلق بالحرب على غزة ونتائجها ومخرجاتها لحساب الدول الخليجية التي تولت مؤامرة "الربيع العربي" بحروبه الاجرامية على اليمن وسوريا وليبيا، وعدد من الدول العربية.

هذا التجيير يثير قلق الشعب الفلسطيني لادراكه التام بمواقف حكام الخليج من قضيته، وعلاقاتهم الظاهرة والخفية مع اسرائيل، والادور التي تقوم بها في المنطقة.

وهنا تبرز مسألة تطبيع اسرائيل مع السعودية، كما يسميه قادة اسرائيل بالكنز الزهبي، وما يتمناه بنيامين نتنياهو خلال حكمه وكانجاز كبير يحققه، ويرى فيه الباب باتجاه المزيد من الدول العربية، والعبور الى ساحات الدول الاسلامية.

ويتضح أن واشنطن نجحت في تنصيب السعودية على رأس تحالف من الادوات الامريكية تبنيا لادارة الصراع نيابة عن الفلسطينيين مع اسرائيل، وغطاء للتطبيع السعودي مع تل أبيب، وبعيدا عن أصحاب القضية، والمقاومة التي أعادت للقضية الفلسطينية مركزيتها، ورفعتها الى اعلى درجات سلم الاولويات.

بدون مواربة، وبوضوح تام، لم تتخذ الدول الخليجية موقفا داعما للشعب الفلسطيني ومواطني قطاع غزة، حيث الحرب العدوانية تتواصل بشراسة وهمجية في القطاع، بل أن هذه الدول استمرت في تقديم المزيد من الخدمات لتل أبيب وخلال الحرب، والخطوط البرية والجوية والبحرية مفتوحة لنقل البضائع الى اسرائيل، دون أن تعمل على ايصال مساعدات لقطاع غزة.

السعودية، في حالة تطبيع كامل مع اسرائيل، على ارض الواقع، وليس مهما أن يتأخر التطبيع الرسمي بين الرياض وتل أبيب على شكل تبادل للسفراء، وما تسعى اليه امريكا واسرائيل هو أن تبقي القضية الفلسطينية رهينة في أيدي الرياض ودول خليجية لصياغة حلول امريكية اسرائيلية لقضية الشعب الفلسطيني، وتفريغ انتصارات المقاومة الفلسطينية من مضامينها، والمعادلات الجديدة التي رسمتها هذه المقاومة. وهذا يتطلب ان تبقي المقاومة على حذرها وأن تستخدم كل الوسائل والتحركات وتتخذ المواقف حرصا على هذه المعادلات وهي تسير بين الالغام الكثيرة والخطيرة، وسط عالم من الوحوش الكاسرة والغربان المنتشرة تحديدا في الساحات العربية التي خلقت الا من قلة من الشجعان في ساحات ما تزال محاصرة ومستهدفة، بينما يغرق الاخرون في صمت المتآمرين وعجز المتخاذلين.