حذّر وزير البلاط الأردني الأسبق الدكتور مروان المعشر علنا مما أسماه بمحاولات دولية لإطلاق عملية سياسية دولية غامضة بشان الملف الفلسطيني معتبرا في ندوة اقيمت بعد ظهر السبت في عمان العاصمة بأن الحذر واجب الآن من مبادرات وحراكات لإطلاق عملية سياسية كسابقاتها سيكون مصيرها الفشل.
واعتبر المعشر في الندوة التي نظمتها جمعية الشفافية الأردنية بحضور نخبوي وسياسي كبير بان أي عملية سياسية ينبغي بعد الان ان تبتعد عن الغموض وأن يحدد فيها الهدف النهائي ملمحا بان الحديث عن حل الدولتين وتكريس التطبيع ممارسة جديدة لخداع العرب وتضليلهم.
وقال المعشر باللهجة الأردنية العامية: “بصراحة لازم ما ينضحك علينا مجددا”، وحدّد ما أسماه بالأهداف النهائية التي ينبغي أن تُحسم قائلا: ليس اقل من انهاء الاحتلال ووقف الاستيطان كاملا وإعلان الامم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين قبل المفاوضات.
وليس أقل أن يصبح الهدف من المفاوضات الوصول إلى الاهداف وليس الدوران حولها منبها إلى أن آخر الاستطلاعات يشير إلى أن نحو 64 من الفلسطينيين لا يريدون الآن حل الدولتين.
وحذّر المعشر أيضا من وهم الاعتقاد من أن العلاقات الأردنية الإسرائيلية ستعود إلى ما كانت عليه بعد كل ما حصل إثر السابع من أكتوبر موضحا بأن الجيش الاسرائيلي لم يعد يفرق في القصف بين ما يعتبره مقرات لحركة حماس، وبين المستشفى الميداني الأردني.
ومعتبرا بأن هذه الحرب ستطول فيما يبدو وانه لا مستقبل وشيك وحقيقي لا لحل الدولتين ولا للعملية السياسية فيما جهوزية المقاومة تشير في ظل الصمت والتواطؤ إلى أن الخيار الوحيد المتبقي أمام الشعب الفلسطيني لانجاز دولته هو المقاومة المسلحة.
ووصف المعشر بأن الأردن ومصر فقط يتحركان في ملف الصراع والمتابعة واعتبر ان دول الخليج العربي للأسف “في مكان آخر تماما” وقال بانه لا بد من اعادة النظر بالموقف الاردني من مجمل الازمة والملف والعلاقات مع اسرائيل واعتبر بان الموقف الأردني يحتاج إلى مراجعة جذرية وأن المناداة بحل الدولتين لم يعد واقعيا.
وفي ذات الندوة تحدّث الدكتور مصطفى البرغوثي بسلسلة من الحيثيات عن وقائع الميدان واعتبر أن الهدف المركزي للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية ايضا هو التطهير العرقي معربا عن قناعته بأن سياسة التهجير قائمة وبانه بستغرب من بعض دول الجوار العربية التي لا تتصرف على أساس وقائع المخاطر.
وقال البرغوثي إن الوضع في الأراضي الفلسطينية اليوم كارثي جدا والهجوم ليس على المقاومة ولا على حركة حماس بل على كل الشعب الفلسطيني محذرا من أن ما يجري عملية تطهير عرقي خطرة جدا وأن اسرائيل ترتكب ثلاثة جرائم مع بعضها البعض هي التطهير العرقي والإبادة والعقوبات الجماعية.
وطالب البرغوثي كل من مصر والأردن الانتباه جيدا للمؤامرة التي تحاك ضد مصالحنا الأساسية عبر استهداف الشعب الفلسطيني وتهجيره.
المصدر: رأي اليوم