يرى محللون وخبراء سياسيون، أن تكرار استهداف القواعد الأمريكية في سوريا من قبل القوات الموالية لإيران، يعد "تجاوزًا متعمدًا" لمستوى المشاحنات التقليدية بين الطرفين على خلفية تطور الأحداث في غزة، وخروجًا عن الأطر المرسومة حتى الآن لقواعد الاشتباك.
وتعرضت قاعدة حقل العمر النفطي، شمال شرق سوريا، ليل الثلاثاء - الأربعاء، لاستهداف صاروخي جديد.
وقاعدة حقل العمر الواقعة في دير الزور، تعد أكبر قاعدة للتحالف الدولي في سوريا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه الهجوم الرابع من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في أقل من 24 ساعة على القواعد الأمريكية في شرق الفرات.
وبالتزامن، أعلنت ما تُسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" استهداف 3 قواعد للقوات الأمريكية في سوريا بواسطة طائرات مسيّرة، وهي القرية الخضراء في العمق السوري وقاعدة الرميلان، وقاعدة المالكية شمال شرق الحسكة.
قوات أمريكية في سوريا
ميليشيات موالية لإيران تستهدف أكبر قاعدة أمريكية في سوريا
قواعد الاشتباك
وأكد المحلل السياسي كمال جفا أن "استهداف القواعد الأمريكية في سوريا وردود الأفعال الأمريكية عليها مرتبطة بشكل مضطرد ومتناسق بالتصعيد الميداني العسكري في غزة، وبرغبة جميع الأطراف بأن تكون حاضرة في هذه المعركة، والتي لم يتضح حتى اليوم معالم توسعها أو اكتفائها ضمن قواعد الاشتباك الحالية".
وأضاف جفا لـ"إرم نيوز" "هناك اشتباكات محدودة ضمن قواعد اشتباك متفق عليها من قبل جميع الأطراف، ولا يريد أحد توسيع رقعتها إلا جانب واحد فقط هو العدو الصهيوني الذي يسعى لفتح جبهات أخرى لإزاحة الأنظار عن المجازر في غزة وتمديد العمر الافتراضي لحكومة بنيامين نتنياهو".
وتابع "اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري ضمن المعقل الرئيسي لحزب الله هو نقطة تحول إستراتيجية ومحاولة إشعال جبهة لبنان، لأن الحزب ألزم نفسه بقواعد اشتباك، وبأن الرد على اختراقها سيكون بالطريقة التي يراها مناسبة".
ووصف المحلل السياسي الردود الأمريكية على استهداف قواعدها بـ"المتوازنة والمنضبطة حتى الآن"، ولكنه في الوقت نفسه لا يستبعد أن "نشهد زيادة في حجم القوة المستخدمة من قبلها للرد على هذه الاستهدافات وزيادة مساحة هذه القوة لتدمير البنية التحتية داخل الأراضي السورية والعراقية".
رسائل تحذيرية
وقال المحلل والكاتب السياسي وعضو مجلس الشعب السوري الدكتور صفوان قربي، إن "استهداف القواعد الأمريكية في سوريا، سلسلة رسائل تنبيهية تحذيرية تذكيرية، بأداة عسكرية، بأن الأمريكي محتل للأرض ووجود قواعده مؤقت، ويجب أن يستعجل بالرحيل".
وأوضح قربي لـ"إرم نيوز" "بغض النظر عن الجهة التي تنفذ الاستهدافات هل هي مقاومة شعبية أم قوات صديقة، المهم أن يصل مضمون هذه الرسالة العسكرية عالية السقف، التي تسارعت وتيرتها وزادت قوة ضرباتها عبر مسيرات وقصف صاروخي ومدفعي، نتيجة المماطلة والعناد والعنجهية الأمريكية، وهي قابلة لأن تكون أكثر قسوة وإيلامًا".
واعتبر أن "الاستهدافات شبه اليومية والتي أعتقد أنها أكثر بكثير من الرقم الذي أعلنه البنتاغون 118 استهدافا، بالإضافة إلى كونها رسائل وطنية سورية وعراقية بتذكير الأمريكي أنه محتل ويجب أن يرحل، هي أداة مساعدة ومساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة".
واستطرد قربي "مضمون الرسالة، نريد رحيل الاحتلال الأمريكي سواء بشكل معلن أو غير معلن، ونريد علاقات هادئة طبيعية منطقية مع الأمريكي، كما نريد استعادة استقرار المنطقة الشرقية كمنطقة رخاء وتعاون في استثمار حقول النفط والغاز مع شركات دولية بالتعاون مع الدولة السورية كما كان الوضع سابقًا ولا نريدها منطقة مشتعلة كما هي الآن".
حرب غير حقيقية
من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن "استهداف الميليشيات الإيرانية للقواعد الأمريكية مستمر طالما استمرت الحرب على غزة وهذا قرار إيراني واضح أرسل لقادة الميليشيات سواء في سوريا أو العراق".
وقال عبد الرحمن لـ"إرم نيوز": "نتحدث عن نحو 70 استهدافًا للقواعد الأمريكية داخل الأراضي السورية، أعنفها كان في أواخر العام الفائت عندما استهدف حقل العمر وحقل كونيكو بأكثر من 40 صاروخًا بالإضافة لهجمات من طائرات مسيّرة".
وأضاف عبد الرحمن "هذه الاستهدافات أكبر تصعيد ضد القواعد الأمريكية في سوريا، لكنها إلى اللحظة لم تصل إلى مرحلة الحرب الحقيقية بين المجموعات الموالية لإيران والقوات الأمريكية الموجودة داخل الأراضي السورية".
المصدر: ارم نيوز