دعت القمة العربية للشعوب التي أقامها المجلس العربي كل الأنظمة المشاركة في القمة العربية الطارئة المرتقب انعقادها غدا السبت في السعودية، إلى ضرورة تحمل المسؤولية التاريخية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها، والا فإن الأنظمة ستكون في قطيعة تامة مع إرادة شعوبها.
وأعلنت القمة الشعبية العربية، في بيانها الختامي، عن تشكيل تحالف حقوقي دولي، للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وتحريك دعاوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية وكل المحاكم الدولية ذات الاختصاص، ضد إسرائيل؛ لمحاسبة حكومتها ومسؤوليها على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه في حق الشعب الفلسطيني.
وشددت قمة الشعوب، التي عقدت افتراضيا على التمسك بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته وعاصمتها القدس. ودعم المقاومة الفلسطينية المشروعة ورفض تجريمها ووسمها بالإرهاب، واعتبار ما يحصل نتيجة طبيعية للاحتلال وسياسات الاستيطان العنصري المستمرة منذ عقود.
ودعت قمة الشعوب، القمة العربية الطارئة، إلى القطع الفوري للعلاقات الدبلوماسية وكل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، واعتبار ما ارتكبته إسرائيل جريمة حرب وإبادة جماعية، وإعلان ملاحقتها أمام المحاكم الدولية، والإعلان عن الفتح الفوري لمعبر رفح لنقل الماء والغذاء والدواء والوقود لقطاع غزة على وجه التحديد، والاتفاق على إنشاء صندوق خاص لإعمار القطاع المنكوب، وجبر ضرر عائلات الشهداء والجرحى.
وحثّت قمة الشعوب العربية، القمة العربية الطارئة على تبليغ الدول الغربية المنحازة لإسرائيل موقفا عربيا مشتركا يدعوها لمراجعة مواقفها المنحازة التي تثير غضب الشعوب العربية، وتغذي التوتر وعدم الاستقرار في العلاقات الدولية، مع الاستعداد للقيام بضغوط جماعية مدروسة لفرض ذلك.
كما طالبت بالإعلان عن الانطلاق في خطوات عملية لنزع فتيل الخلافات البينية بين الدول العربية لإحياء التضامن العربي، والابتعاد عن أي سياسات انفرادية خارجية تضعف الجسم العربي، أو تمس بالأمن القومي العربي. مع التشجيع على المصالحات الداخلية داخل كل دولة لتعزيز وحدة الصف الداخلي كسبيل للتصدي للتحديات الخارجية.
وتأتي قمة الشعوب العربية عشية استعداد السعودية لاستضافة قمتين عربية وإسلامية، السبت والأحد المقبلين؛ لبحث التطورات في قطاع غزة، وتأجيل أخرى عربية ـ أفريقية كانت معنية بالتعاون الاقتصادي.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لقمتي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في بيان لها؛ إن تطورات غزة "استدعت الدعوة إلى انعقاد قمة عربية غير عادية وقمة إسلامية، تختصان ببحث الأزمة الحالية وما تشهده من تداعيات إنسانية خطيرة"، دون تفاصيل.
والاثنين، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أنه "تقرر عقد قمة طارئة الأحد المقبل في الرياض لبحث العدوان الإسرائيلي (على غزة)، بناء على دعوة السعودية، بصفتها رئيس القمة الحالية".
فيما أعلنت الجامعة العربية، في 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن أمانتها العامة تلقت طلبا رسميا من فلسطين والسعودية، لعقد قمة عربية في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، لبحث "العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة".
بينما "تقرر تأجيل موعد انعقاد القمة العربية الأفريقية الخامسة (كانت مقررة الأحد المقبل)، إلى وقت يحدد لاحقا؛ نظرا إلى التطورات الحالية في غزة"، بحسب الخارجية السعودية.
وأضافت أن هذه الخطوة "جاءت بعد التنسيق مع أمانة جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي، وحرصا على ألا تؤثر الأحداث السياسية في المنطقة على الشراكة العربية الأفريقية، التي ترتكز على البعد التنموي والاقتصادي".
ومنذ 35 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة، "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل أكثر من 10 آلاف و812 فلسطينيا، بينهم 4412 طفلا و2918 سيدة، وأصاب أكثر من 26 ألفا، كما قتل 163 فلسطينيا واعتقل 2280 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.
ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.
وانتقدت منظمات دولية، في مقدمتها الأمم المتحدة، ممارسات إسرائيل، مؤكدة أن "التجويع" و"العقاب الجماعي" لسكان غزة "قد يرقى لمستوى جريمة حرب"، ومشددة على ضرورة استئناف إدخال مستلزمات الحياة إلى القطاع المحاصر.
يذكر أن المجلس العربي، منظمة دولية تم تأسيسها في جنيف في شباط/فبراير عام 2022 تحت القانون السويسري باسم "مؤسسة المجلس العربي" Arab Council Foundation برئاسة الدكتور محمد المنصف المرزوقي، وعضوية نائبي الرئيس الأستاذة توكل كرمان والدكتور أيمن نور.