ما الذي تدبّره إسرائيل والذين معها لسكان غزة؟
سؤال فرض نفسه في الأحداث الجسام التي تشهدها المنطقة، والتي بلغت ذروتها في إرسال الولايات المتحدة الأمريكية حاملة طائرات لشرق المتوسط، ومسارعة الدول الغربية إلى إرسال مساعدات عسكرية لإسرائيل ، وهو ما ينذر بأن هناك مخططا كبيرا تم تدبيره، وحان وقت تنفيذه.
ماذا يجري في المنطقة؟ وهل تكون الدول العربية على مستوى خطورة الحدث؟ وما الذي يجب أن تفعله مصر؟
الأديب شوقي عقل قال إن حكومة إسرائيل أنذرت مواطني غزة القاطنين في شمال القطاع وعددهم يقارب المليون ونصف المليون نسمة بمغادرة بيوتهم إلى جنوب القطاع، وأمهلتهم أربعا وعشرين ساعة لتنفيذ الأمر، مشيرا إلى أن جنوب القطاع مكتظ أصلا بالسكان، ويتعرض هو أيضا لقصف شديد.
وأضاف أن هذا لا يعني إلا شيئا واحدا، هو دخولهم مضطرين هم واطفالهم وامهاتهم ونسائهم، منطقة رفح المصرية والعريش وسيناء.
وخاطب عقل رئيس الجمهورية: ما هو موقف الدولة المصرية في وجه هذا المخطط الذي سمعنا عنه منذ سنوات عدة تحت عنوان (صفقة القرن) وهو تفريغ القطاع من سكانه ودفعهم لسكنى سيناء؟
نريد أن نعرف ماذا أنت فاعل؟
من جهته قال أحمد السيد النجار الرئيس السابق لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام إن الشعب الفلسطيني في غزة ليس هو من يرغب في تركها إلى مصر فهو منزرع في أرضه للأبد، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني الغاصب هو الذي يرغب في ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء لخلق منطقة عازلة تحيط بفلسطين المغتصبة عام 1948.
وأضاف النجار أن هذا المخطط الصهيوني دونه الطوفان، مؤكدا أن الدولة المصرية المسالمة ، لن تسمح مطلقا بتنفيذ هذا المخطط الحقير الذي يمكنه وحده أن يشعل حربا شاملة في المنطقة.
وقال النجار إن على الكيان الصهيوني أن يدرك حجمه ويبلع تطلعاته الغبية ويوقف عدوانه الإجرامي على غزة، وعلى المجتمع الدولي أن يحترم حتى القوانين الدولية التي وضعها هو نفسه ويضغط على الكيان الصهيوني بجدية ليوقف حرب الإبادة والتجويع والقتل الجماعي التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
واختتم مؤكدا أن مصر لن تسمح بأن تكون المعركة الراهنة ذريعة للترحيل تحت أي ظرف.
في ذات السياق قال السفير محمد مرسي طوفان الأقصي إن البيت الأبيض وكذا بلينكين وزير الخارجية الأمريكي قال قبل مغادرته واشنطن متوجهاً إلي إسرائيل: (نعمل مع المسئولين في إسرائيل ومصر علي توفير ممرات آمنة للفلسطينيين في غزة)، مشيرا إلى أنه يرحب بهذا القول إذا كان يعني ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية والدواء لغزة ونقل المصابين من الأشقاء للعلاج بمصر، أما إذا لم يكن ذلك هو المقصود، فسيكون كلاماً خطيراً يعبر عن نوايا وتوجهات خبيثة ستواجه قطعاً بموقف مصري حاسم وقاطع وهو: (مرحباً بأشقائنا من المصابين والحالات الإنسانية بل وضيوفنا منهم . ولا وألف لا لتوطين الأشقاء الفلسطينيين في سيناء).
وقال إنه يحسب أن هذا هو أيضاً موقف أشقائنا في فلسطين الذين يضحون بأرواحهم وبكل غالٍ ونفيس من أجل البقاء في أرضهم وتمسكهم بحق العودة للوطن لللاجئين منهم).
واختتم مؤكدا أن المغريات والمسميات المختلفة أو الضغوط لن تفلح في إثناء مصر عن هذا الموقف المبدئي الذي لا يقبل التفاوض أو المساومة .
القرار المصري
السؤال الذي فرض نفسه: ما الذي يجب على مصر أن تفعله؟
كثيرون طالبوا بإعلان حدود غزة أمنا قوميا لمصر طبقا لاتفاقية كامب ديفيد بين حكام مصر واسرائيل، والانتقال إلى مجلس الأمن للتنفيذ، مؤكدين أن هذا أمن قومى لمصر.
كانت وزارة وزارة الداخلية في غزة قد أعلنت صباح اليوم الجمعة أن الأطفال والنساء في غزة يتعرضون للقتل في كل ساعة، ولا توجد منطقة آمنة في القطاع.
المصدر: القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي: