2024-11-23 06:05 م

الصراع الإماراتي - «الإخواني»: أبو ظبي تنقل المعركة إلى مأرب

2022-11-18

صنعاء | تمكّنت الإمارات من نقْل معركة السيطرة والنفوذ المحتدمة منذ أشهر بين الجماعات المُوالية لها من جهة، وحزب «الإصلاح» من جهة أخرى، من محافظتَي شبوة وحضرموت شرقي اليمن إلى معقل الحزب في مدينة مأرب، مُستغِلّةً الفراغ السياسي الذي تعيشه هذه الأخيرة جرّاء احتجاز السعودية عضو «المجلس الرئاسي» ومحافظ مأرب المحسوب على «الإصلاح»، سلطان العرادة، في الرياض، منذ منتصف الشهر الماضي. ولعب تدهور علاقة الحزب بقبائل عبيدة، أيضاً، دوراً مهمّاً في نجاح المساعي الإماراتية، خصوصاً وأن هذه القبائل خاضت مواجهات مسلّحة متعددة مع ميليشيات «الإصلاح»، آخرها الأسبوع الماضي بين عناصر «الكتيبة الخامسة - حرس رئاسي» التابعة للحزب، وبين قبائل الدماشقة في وادي عبيدة، على خلفية رفض القبيلة استقطاع أراضيها لصالح إنشاء معسكرات خاصة بـ«الإصلاح».
وأعلن الحزب، السبت الماضي، حالة طوارئ غير مسبوقة في مدينة مأرب، في وقت دفعت فيه الفصائل الموالية للإمارات بتعزيزات عسكرية إلى تخوم المناطق الشرقية للمحافظة النفطية، وهو ما أثار مخاوف من انفجار الوضع بالقرب من حقول النفط في منطقة صافر، التي عزّز «الإصلاح» تواجده العسكري فيها مطلع الأسبوع الجاري. وبالتوازي مع ذلك، دعت قيادات رفيعة في الحزب، سكّان مدينة مأرب، إلى ادّخار المزيد من المؤن الغذائية وخزْن المياه في المنازل استعداداً لمعركة فاصلة. وبحسب مصادر محلّية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن وحدات من قوّات الأمن الخاصة التابعة للحزب نصبت، خلال الأيام الماضية، حواجز ترابية في منافذ المدينة الواقعة باتّجاه وادي عبيدة، وعزّزت دفاعاتها استعداداً لحرب شوارع محتمَلة.

وجاءت تلك الترتيبات في أعقاب تعرُّض عدد من القيادات العسكرية الموالية لـ«الإخوان» لتصفيات جسدية داخل مأرب على أيدي مجهولين الأسبوع الفائت، إضافة إلى تطوُّر المواجهات بين «الإصلاح» وخصومه في وادي عبيدة، وصولاً إلى اختراق معسكرات خاضعة لسيطرة الحزب في مأرب وتفجير مخازن أسلحة ضخمة تابعة له. أيضاً، أفادت مصادر قبلية، «الأخبار»، بتعرّض مدينة مأرب وضواحيها، مساء الثلاثاء، لسلسلة انفجارات استهدفت عربات عسكرية تابعة لـ«الإصلاح» في أطراف المدينة ووادي عبيدة ومنطقة الحصون، كما سُجّل انفجار سيّارة مفخّخة داخل مركز المحافظة.
ويضع «الإصلاح» كلّ ما تَقدّم في إطار مخطّط لإنهاكه وإضعافه، يُشرف عليه ضبّاط إماراتيون في غرفة العمليات القائمة في منشأة بلحاف في شبوة، تمهيداً للإطاحة به في معقله الأساسي، وانتزاع قرار مأرب العسكري والأمني منه. ووفقاً لمصادر سياسية مطّلعة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن مُحافظ مأرب قدّم استقالته من «المجلس الرئاسي» احتجاجاً على التحرّكات العسكرية التي يقودها عضو المجلس الموالي للإمارات، طارق صالح، وسط صمت بقيّة الأعضاء. وأفادت المصادر برفْض السعودية استقالة العرادة حرصاً منها على عدم انهيار «الرئاسي»، خاصة وأن هناك عدداً من أعضائه سبق لهم أن قدّموا استقالات مماثلة قوبلت برفض سعودي.