2024-11-24 12:54 م

هبّة القدس فرضت معادلة جديدة وأسقطت حسابات الكثيرين

2021-05-10
القدس/المنـار/ العدوانية الاسرائيلية وممارسات الاحتلال الاجرامية وبشكل خاص في مدينة القدس والاستهدافات المتواصلة للمسجد الاقصى، وضع المنطقة على حافة انفجار واسع ستكون له تداعيات خطيرة، واشعال حرائق يصعب اخمادها.
الرد الفلسطيني على هذه الاعتداءات وصلابة المدافعين عن القدس، أعادت القضية الفلسطينية الى جداول الاهتمامات للعديد من العواصم بعد شطب وغياب ومحاولات عديدة لتصفيتها.
وحقيقة أن صمود مواطني القدس خلق معادلة جديدة لها اثارها وأبعادها، بمعنى أن الاحتلال بات يحسب حسابا للرد على قمعه وتجاوزاته، وأن التطبيع الواسع بينه وبين دول عربية، الذي شجعه على التمادي في ارهابه، لم يعد قادرا على توفير انجازات لتعنته، ولا ننكر هنا دور المقاومة الفلسطينية التي هبت عمليا وبالفعل لنصرة مواطني القدس الذين يتحدون عساكر الاحتلال وهمجيتهم، 
الأحداث الأخيرة أفرزت حقائق عديدة، لا يمكن تجاوزها، أسقطت حسابات الكثير من الجهات التي توهمت بأنها قادرة مع الاحتلال والسيد الأمريكي على اخماد جذوة النضال الفلسطينية.
الصمود الفلسطيني، الذي تجلى في هبة الأقصى بمدينة القدس أجبرت اسرائيل على اتخاذ خطوات ما كانت لتتخذها لولا هذا الصمود، فهي الغت مناوراتها الاضخم والأكبر ودفعت بحكومتها الى فتح الملاجىء وسحبت مستوطنيها من أحباء القدس، وتراجعت عن احتفالها الذي اعتادت على القيام به منذ سنوات طويلة، وأوقفت الكنيست جلستها ليختبىء أعضاؤها في غرف آمنة، وخطوات اخرى عديدة، بعضها معلن والاخر اتخذ بسرية تامة.
هذه الاحداث جاءت في الوقت الذي يشهد فيها الاقليم تشكلات جديدة، فرضتها مصالح المشتركين فيها مع غياب تام للملف الفلسطيني الذي فرض نفسه الان على "المتمحورين" وأفشلت في الوقت ذاته خطط المطبعين وبرامجهم الذين دخلوا البوابة الاسرائيلية في تحفيز لاسرائيل لمواصلة عدوانيتها ضد الفلسطينيين.
الآن .. القضية الفلسطينية عادت الى سطح الاحداث، وهناك اتصالات مكثفة حثيثة بين أطراف عديدة لمنع الاشتعال الواسع، ودعوات صريحة لوقف الهمجية الاسرائيلية، وما كان هذا التحول ليحدث لولا الصمود الفلسطيني الذي اثبت بقوة ومرة اخرى أن الاحتلال لا بد أن يرحل.
ان استمرار اسرائيل في عدوانيتها قد يفتح الباب لمواجهة عسكرية واسعة، لن تكون محصورة في الساحة الفلسطينية، وقد تكون هناك حروب على أكثر من جبهة، خاصة وأن الفراغ السياسي الذي تشهده اسرائيل قد يشجع قياداتها وعلى رأسهم نتنياهو على توسيع رقعة المواجهة الى حرب على الجبهة الشمالية والجنوبية، لكن، اذا ما نشبت هذه الحرب، فان التداعيات السلبية والخطيرة ستكون من نصيب اسرائيل، التي يبدو لا تقرأ المعادلة بدقة وتروي، فالجهوزية كاملة على هاتين الجبهتين.
ومع تصاعد التوتر في ساحة الصراع المركزية سارعت دول عربية لاجراء اتصالات عاجلة لوقف تدهور الموقف، لكن، هذه الجهود قد تصطدم بموقف رافض لسياسة "تبويس اللحى" الذي تجيدها هذه الدول "المنقذة" للمأزق الاسرائيلي في مواجهات سابقة، عاجزة عن اجبارها على ترك سياساتها الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني.