القوائم الانتخابية كثيرة، لكن، اكثرها شهرة تعترف بعد فوات الاوان انها لم تحسن الاختيار، وقد "سلقت" في اللحظات الاخيرة، والشارع فاقد الثقة بالمسألة كلها.
من بين هذه القوائم ما يتمنى التأجيل ليعيد ترتيب العضوية، ويتجه الى استخدام المقاييس السليمة في الاختيار، بعد أن منح الشارع شهادة الرفض لها والاستهزاء بها، وتساءلت.. اية قوائم هذه المطروحة تستحق الجلوس على مقاعد التشريعي.
وهناك اتصالات بين فتح وحماس للاتفاق على التأجيل والتبريرات كثيرة، وهما تخشيان النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع في الثلث الأخير من أيار القادم.
وفي دوائر الحركتين حديث عن امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتأجيل العملية الانتخابية، على أن تكون خدماتية تشكل خطوة نحو تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام، في حين تناقش البرامج السياسية لكل منهما خارج اطار الحكومة، حتى لا تغلق الطرق أمام عملها في مواجهة التحذيرات في الساحتين الاقليمية والدولية، وحتى تضمن سهولة التعاطي مع المجتمع الدولي.
وفي الاقليم دول تخشى فوز حركة حماس وهزيمة فتح التي "تشظت"، وأختيرت عضوية القوائم دون تروي بعيدا عن المقاييس السليمة، بفعل التنافس وعدم الثقة، وخشية اغلاق أبواب الترشح.
في الاقليم دول لا يعنيها الأمر، ودول تحث على ضرورة اجراء الانتخابات، وقسم ثالث يدفع الى التأجيل، حتى لا تمسك حماس بزمام الأمور، وبالنسبة لأمريكا فهي لا تريد التدخل، لكنها، طرحت محاذير داعية الى تفادي اخطارها والدول الاوروبية منقسمة على نفسها، منها ما يحذر من عدم اجرائها، وبعضها متردد وغير مطمئن، لكنه لم يصل بعد الى حد اتخاذ موقف داع للتأجيل.
هذا هو الحال الانتخابي في الساحة الفلسطينية، وكل المفاجآت والاحتمالات واردة قطعا، والحديث عن أن تشهد الساحة أعمال عنف لم يتوقف.. سواء أجريت الانتخابات أم اتخذ قرار بتأجيلها.
ويتضح أنه حتى الآن، تراجع استقلالية القرار الفلسطيني، فلا قدرة على اتخاذ المواقف بعيدا عن تدخلات هذه الجهة أو تلك.
أما اذا حسنت النوايا، واستبعدت الأيدي العابثة وقبلت القوائم بحكم الصناديق بعيدا عن التلاعب والتزوير، فانها ستكون بداية حسنة لتجديد الشرعيات وبعض هذه القوائم قد تنل منها الخسارة، لأنها اتبعت أسلوب "الشخصنة" في اختيار أسماء مرشحيها مسيئة بذلك الى هذه المدينة وتلك، فلم تنل رضى الشارع.
وهنا يمكن القول، أن خوف بعض القوائم من الخسارة ولأسباب واضحة، وبفعل يديها، قد يدفعها الى تأجيل الانتخابات.. وهذا ما تركز عليه قيادات في كل المناسبات وعبر وسائل الاعلام، تصريحات تبدأ بـ "اذا" لتمرير التبريرات، التي يمكن التغلب عليها، اذا كانت هذه القيادات فعلا من مصلحتها اجراء الانتخابات وانطلاق قطار تجديد الشرعيات، وهو مطلب الشارع!!
ومهما كانت النتائج، وما تخفيه الصدور، وأيا كانت الاهداف والمصالح، فان عدم تعطيل هذا القطار هو في مصلحة الجميع، فالتخوف يزداد والبركان الخامد قد يثور اذا لم تنصب صناديق الاقتراع ليدلي المواطنون بأصواتهم.