2024-11-25 10:51 م

تزاحم في تشكيل القوائم الانتخابية .. قلق الكبار وحسن الاختيار الطريق للفوز

2021-02-28
القدس/المنـار/ تزاحم واضح على تشكيل القوائم الانتخابية في الساحة الفلسطينية، والمواطن ينتظر الاعلان عنها رسميا، بعد المصادقة عليها من لجنة الانتخابات المركزية، وقد تصطدم بعض القوائم باجراءات اللجنة التي ترتكز بشكل كبير على قرارات صدرت مؤخرا.
التيارات الكبيرة في الساحة، لم تتوصل بعد الى نصب الموازين ووضع الاسس والمقاييس للاختيار، وواضح عليها التخوف والقلق، فلم تعد قواعد هذه التيارات تقبل بالاختيارات المزاجية، واستمرار الاحتفاط بوجوه لم تعد مقبولة للشارع الذي يرقب بدقة ومتابعة كيف ستكون عليها مقاييس الانتقاء.
وحتى لا يستفرد الفصيلان الكبيران بمقاعد المجلس التشريعي، وتستمر حالة الاحتكار رغم "ندرة المعارك الانتخابية"، لجأت العديد من الشخصيات الى التنادي لتشكيل قوائم انتخابية تكسر حلقة السيطرة التي تمسك بها فتح وحماس، وبعيدا عن ذكر الاسماء القائمة على هذا التوجه، بسبب عدم الحسم بالاعلان الرسمي بعد، الا أن المعركة الانتخابية المرتقبة سوف تشهد تزاحما في عدد القوائم المرشحة، ومن المتوقع حصولها على نسب نجاح مقبولة، وقد تشكل "بيضة القبان" عند تشكيل الوزارات، وقد تضع ثقلها لتغييرات قرارات اتخذت في السنوات السابقة على كافة المستويات.
وتشهد الساحة عمليات تشاور واسترضاء واغراء وترهيب أحيانا بين المتنافسين، من التيارات المختلفة، كذلك، نرى أن معبر الخروج والارتداد والانسحاب من بعض التيارات قد فتح، ولكل أسبابه، ومصالحه، مما يؤشر لمعركة انتخابية شرسة، تخشاها فتح وحماس، فلا توافق حتى الان في داخل الحركتين، ولم يعد مقبولا الطرح الذي يدعو وينادي الى تشكيل قائمة موحدة من الحركتين، وهذا الطرح حسب مراقبين دلالة على تخوفهما وقلقهما، واصرار من جانبهما على مواصلة الاحتكار الذي بات انكسار عقدع قريبا وواردا.
في فتح توجهات جادة وفعلية بحدوث تشظي، وفي حماس فان نتائج الانتخابات الداخلية في الحركة ستعكس بشكل أو بآخر على القائمة التي سيتم اختيارها، وعلى موقف الحركة من العرض الذي طرحته فتح، ويبدو أن هناك خشية حقيقية لدى قيادتي الحركتين من نتائج غير مرضية في حال فتحت صناديق الاقتراع وليس مستبعدا أن يدفعهم الخوف الى التلاقي، رغم الخلافات في البرامج والقضايا التي تم ترحيلها الى ما بعد اعلان النتائج.
ويصار في هذه المرحلة الى اختيار اسماء الكتل الانتخابية وشعاراتها وهذا ما تركز عليه تلك المجموعات التي حزمت أمرها لمغادرة بيوتها التنظيمية، رغم أن الاتصالات ما تزال جارية، لمنعها من ذلك وعدم مغادرة بيت الطاعة.
وما تشهده الساحة أيضا، نشاط ضعيف من جانب فصائل منظمة التحرير الصغيرة، فبعضها قد لا يطرق باب الترشيح وقسم يبحث عن التوحد في قائمة مشتركة مع فصائل اخرى، في حين أن الضعيفة منها، قد تلجأ الى حركة فتح مقابل بعض المقاعد، حفاظا على بقائها، فهي تخشى عدم تجاوز نسبة الحسم في حال ذهبت وحيدة اليها، لذلك، قياداتها تردد ما تقوله قيادات حركة فتح وحفظت عن ظهر قلب تصريحات زعمائها.
وكغيرها من الساحات الانتخابية، فان المال السياسي يواصل تدفقه، دعما للقائمين على هذه القائمة، ونكاية بقائمة اخرى، وتبرز هنا، ما كنا نحذر منه، وهو حجم الارتباطات والاختراقات في الساحة الفلسطينية، لصالح أنظمة وأجهزة وقوى خارجية.
ان الحقيقة الواجب الاعتراف بها، وعدم تجاهلها وضرورة ادراكها، أن المعركة الانتخابية المرتقبة ستكون شرسة وحامية الوطيس ولا قائمة يجري تشكيلها تستطيع التكهن بالفوز والنتيجة أو عدد المقاعد، ومفاجآت هذه المعركة ستكون كبيرة جدا، وسيبنى عليها الكثير، وتنتظر جهات اقليمية ودولية نتائجها، وهي التي تدفع باتجاه ضرورة خوضها، راغبة أو مطلوب منها.

مقاييس الاختيار والنجاح
إن المتتبع للوضع الانتخابي، الذي يجري الاستعداد والتحضير له، وانطلاق مرحلة تشكيل القوائم الانتخابية يصل الى نتيجة مفادها أن المحور الرئيس للبرامج الانتخابية، هي شبيهة بما تشهده الساحة الاسرائيلية المقبلة على انتخابات في اذار القادم، حيث في الساحة الفلسطينية والساحة الاقليمية وفي الدولية ايضا قوى تدفع باتجاه اقصاء القيادة الفلسطينية الحالية المستندة الى حركة فتح، وهذا ما يفسر التشتت الذي تشهده، واحتمالات عدم الالتزام بالقائمة الرئيسة، وأية قوائم اخرى هدفها، هو النجاح في عملية الاقصاء، أو التراجع في حال حدث هناك تهميش وقص أجنحة للقيادة الحالية، أي مقايضة مصلحة بمصلحة.
لذلك، ان طريق النجاة وطريق الفوز لأية كتلة انتخابية، هو قدرتها على التعاطي بمقاييس اختيار جادة ودقيقة ومدروسة في اختيار مرشحيها، فالشارع عيونه مفتوحة، وقادر بعد كل هذه السنوات على التمييز بين الغيث والسمين، هو يريد وجوها مقبولة، بسمعة جيدة ويد نظيفة، ويرفض تطبيق قول: سادتكم في الجاهلية، سادتكم في الاسلام، ولا يجوز استغفال هذا الشارع والتقليل من وعيه.
وهناك، نصيحة اخرى، لاولئك القائمين على تشكيل قائمة فتح الرسمية، هؤلاء هم الممسكون بالسلطة، وبالتالي، يفترض فيهم الان، التوجه لانهاء المظالم في الهيئات والمؤسسات والوزارات، من تعسف واذلال، وضرورة وقف التجاوزات والسعي الجاد لدراسة العديد من القرارات المتخذة في مجالات عديدة، دفع الى اتخاذها البعض بغير وجه حق، في أكثر من مجال ومنها التعيينات والترقيات واغيرها.