2024-11-24 10:47 م

مخطط للإطاحة بولي العهد السعودي بترتيب أمريكي

2021-02-06
سلطت صحيفة العرب المدعومة من الإمارات، الضوء على مقال نشرته " ميدل إيست أي" بشأن مخطط خطير يستهدف الإطاحة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بترتيب ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية.

وعكس مقال هجومي استثنائي اللهجة من صحيفة إلكترونية محسوبة على قطر حقيقة أن الحرب الإعلامية التي تستهدف السعودية خفتت في المشهد الإعلامي الناطق بالعربية، لكنها وصلت إلى ذروة غير مسبوقة باللغة الإنجليزية.

ودعت صحيفة “ميدل إيست آي”، التي تصدر في لندن، في مقال افتتاحي إلى “الإطاحة” بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن طريق ترتيب ترعاه الولايات المتحدة يوجه الضغوط على الأسرة المالكة في السعودية، وإلى العثور على ولي عهد بديل من أبناء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أو من الأمراء الذين تم استبعادهم في حملة مكافحة الفساد.

ولئنْ دأبت وسائل إعلام مدعومة من قطر على استهداف السعودية، وتوجيه الانتقادات إلى الأمير محمد بن سلمان، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الدعوات إلى هذا المستوى، خصوصا ضمن أجواء من المصالحة أرست أسسها قمة العلا في السعودية، وأدت إلى الاتفاق على تذليل العقبات من أجل مصالحة شاملة بين دول المقاطعة وقطر تراعي أمن المنطقة واستقرارها.

واعتبرت الصحيفة أن الوقت قد حان للاقتصاص من قتلة الصحافي السعودي جمال خاشقجي وأن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن في وضع يسمح له بتسليط الضغوط على الأسرة المالكة في السعودية.

وكتب رئيس تحرير “ميدل إيست آي”، الصحافي البريطاني المخضرم ديفيد هيرست، “كل ما يحتاج بايدن القيام به هو أن يقول إننا لا نريد محمد بن سلمان حاكما للسعودية. هذا بحد ذاته سيطلق شرارة التغيير”.

واعتبر أن أيا من إخوة الأمير محمد بن سلمان أو شقيقه أو الأمراء “ممن تمت إهانتهم وسرقة أرصدتهم” يمكن أن يكون بديلا عنه، في إشارة إلى ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف والأمير متعب بن عبدالله، وإلى الأمير أحمد بن عبدالعزيز شقيق الملك.

وزادت أهمية صحيفة “ميدل إيست آي” بشكل ملموس بعد أن صار واضحا أن النسخة الإنجليزية من قناة الجزيرة لم تحقق النجاح المنتظر، لأنها لم تتمكن من أن تكون نسخة مترجمة من الجزيرة العربية، وصار من الصعب على القائمين على القناة الإنجليزية تقديم إثارة تحاكي النسخة العربية وتتمكن في الوقت نفسه من الإيحاء للمتفرج الغربي، وخصوصا السياسيين في الغرب، بأنها قناة حيادية ومتوازنة.

وكانت الصحيفة المنبر الإعلامي الذي كشف على مراحل تسريبات مقتل خاشقجي وبتفصيلات عاد الأتراك إلى تأكيدها في تقاريرهم وفي الإفادات التي قدمت إلى فريق المخابرات المركزية الأميركية الذي أعد تحقيقا عن الأمر.

وذكرت الصحيفة التي تصدر في لندن أن التاريخ يشير إلى أن التغيير في السعودية يبدأ بإشارة يجب أن تصدر عن واشنطن.

ويسود هدوء نسبي الساحة الإعلامية من جهتي المواجهة السابقة بين دول المقاطعة وقطر. واختفت الكثير من التقارير الهجومية والنقدية التي ساد تبادلها بين الطرفين خلال السنوات الماضية، وهو ما انعكس أيضا على تراجع الانتقادات للدول التي ساندت قطر في سنوات المقاطعة وخصوصا تركيا وإيران.

ومارس مغردون خليجيون ضبطا للنفس لافتا أثناء توجيه الانتقادات والانتقادات المضادة، وذهب الكثير منهم إلى الإشادة بالمصالحة التي رعتها الكويت ونجحت في تحقيقها في القمة الخليجية مطلع عام 2021 بدعم من إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وبتأثير من وصول إدارة جديدة إلى البيت الأبيض.

وعلى الرغم من بعض الانفلاتات الإعلامية القادمة بالدرجة الأولى من منابر صحفية وفضائية إخوانية تتخذ من إسطنبول مقرا لها، تتصرف المؤسسات الإعلامية السعودية الرسمية والمحسوبة على الرياض والمغردين السعوديين على أساس أن المصالحة هي قرار إستراتيجي اتخذ في السعودية وأن مصلحة البلاد تتطلب منهم الالتزام بالقرار وعدم الانجرار إلى المواجهة.

والمقال الأخير هو آخر حلقة من حملة علاقات عامة مضادة ومتواصلة تستهدف السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وشهدت تصاعدا ملموسا في الأيام التي سبقت استلام الإدارة الأميركية الجديدة السلطة وتتواصل بشكل شبه يومي في الصحافة الغربية، وخصوصا الناطقة بالإنجليزية.