2024-11-24 06:34 م

سيناريو إسرائيلي افتراضي لحرب شاملة في الشرق الأوسط

2021-01-29
قدم معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2021، تقريراً عن سيناريوهات لهجوم محتمل تقوم به إيران ضد إسرائيل انتقاماً من مقتل العالم الإيراني فخري زادة وقاسم سليماني، يتسبب في خوض حرب شاملة على عدة جبهات في الشرق الأوسط، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام فلسطينية.

حرب شاملة في الشرق الأوسط
السيناريو تم تقديمه خلال مؤتمر للمعهد بمشاركة شخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية وأجنبية، محذراً من  إمكانية تعرض تل أبيب لهجوم إيراني، إذ قالت  قناة 12 العبرية إن المعهد رأى أن مثل هذا السيناريو قد يخلق رد فعل محتملاً لصراع من شأنه أن يؤدي إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، تشمل سوريا وحزب الله.

كما أضافت الصحيفة أن السيناريو المحتمل الذي أعدته تل أبيب بإشراف قيادات عسكرية ومخابراتية يمثل مصطلح "اللعبة الحربية"، والذي قد يكون شرارة انطلاق الحرب، من خلال الحديث عن سيناريو لم يحدث بالواقع.

البداية بهجوم من العراق 
سيناريو الحرب المحتمل الذي تم تقديمه يبدأ عند الساعة الرابعة والنصف بإطلاق 6 صواريخ من غرب العراق باتجاه إسرائيل، وينجح أحد الصواريخ في اختراق نظام الدفاع ويصيب مباشرةً مبنى شاهق الارتفاع في تل أبيب ويتسبب بقتل 6 إسرائيليين وجرح 30 آخرين.

هذا الهجوم وفقاً لما جاء به السيناريو هو أول عملية من سلسلة عمليات ستنفذ ضد أهداف إسرائيلية أو أمريكية وأخرى في الشرق الأوسط، كما سيتم إطلاق صواريخ أخرى باتجاه السفارة الأمريكية في بغداد، ما يؤدي لمقتل جندي أمريكي.
هجمات في دبي 
وقبل هذه الهجمات توقع السيناريو أن تنفذ إيران هجمات في دبي والبحرين بمراكز تجارية عبر مسلحين يسقطون أمريكيين وإسرائيليين قتلى.

كما أشار السيناريو إلى أن الحوثيين سيواصلون استهداف السعودية وسيطلقون صواريخ دقيقة وخاصةً ضد منشآت نفطية في جدة.

السيناريو أشار كذلك إلى حرب إلكترونية تقودها إيران ضد تل أبيب وفي أعقابها ستقوم الأخيرة بالرد بشن هجوم واسع على أهداف إيرانية في سوريا والعراق، ما يؤدي لمقتل إيرانيين ونشطاء من جماعة حزب الله، ويرد الأخير بإطلاق صواريخ على شمال إسرائيل في المرحلة الأولى.

هجمات إسرائيلية على لبنان 
 لترد إسرائيل بمهاجمة أهداف حزب الله لكن هذه المرة في لبنان بما في ذلك المشاريع الخاصة بالصواريخ الدقيقة في بيروت، ما يؤدي لمقتل 30 مدنياً لبنانياً، ويرد حزب الله بتوسيع الهجوم الصاروخي ليصل إلى تل أبيب فيقتل 12 إسرائيلياً، وفقاً لما تداولته وسائل إعلام فلسطينية.

كما تطرق السيناريو إلى أن واشنطن ستدين الهجمات الإيرانية، وتزيد من تواجدها العسكري في الخليج، ثم تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن طبيعة ردها، ثم تنفذ ضربة جوية ضخمة ضد المجموعات المسلحة التابعة لإيران في العراق.

وفقاً لما جاء في التقرير، فإن موسكو ترى أنها تستطيع التنسيق بسهولة مع إسرائيل أكثر من إيران، كما أنها لا تستطيع منع إيران وحزب الله من استخدام الأراضي السورية لمهاجمة إسرائيل، وهذا يؤجج التوترات بين روسيا وإيران في الأراضي السورية.

أما إيران فستتصرف بطريقة محكمة لتمنع الهجوم على أراضيها، ولتمنع تآكل القوة الصاروخية لحزب الله والتي تهدف من خلالها لردع إسرائيل عن مهاجمة البنية التحتية النووية في إيران.

ويقول معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن الإمارات ستحاول منع هجمات أخرى في أراضيها وستطالب مجلس الأمن الدولي بإدانة الاعتداءات وفتح تحقيق دولي ضد الجناة، فيما ستنسق مع السعودية والبحرين للرد ضد أهداف للحوثيين.

ويرجح السيناريو أن النظام السوري لن يتورط في الحرب إلا أنه لن يتمكن من منع  حزب الله وإيران من العمل عبر أراضيه.

تعليق تل أبيب على السيناريو 
وتعليقاً على السيناريو قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق والذي يعمل في الاحتياط حالياً غادي آيزنكوت، إنه في حال حدث مثل هذا السيناريو، فإن إسرائيل سيكون ردها أشد مما عرض ومضيفاً "من الصعب للغاية رؤية موقف لا يكون فيه الرد الإسرائيلي حاسماً بما فيه الكفاية، عندما يتم إطلاق صواريخ على تل أبيب مع 16 قتيلاً، وهذا سيناريو خطير للغاية لم نشهده في عام 2006".

كما أشار إلى أن الطريقة التي ينتشر بها حزب الله تجعل نظامه الصاروخي، بما في ذلك قدراته الدقيقة، في قلب البيئة المدنية، وأي هجوم على منظومة الصواريخ الدقيقة سيؤدي إلى أضرار عرضية واسعة النطاق، وبالتالي من المحتمل أن يتصاعد إلى حرب.

فيما قالت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني "إن لبنان في وضع صعب للغاية، اقتصادياً أيضاً، والميل العالمي هو محاولة تقوية لبنان قبل أن ينهار، لذلك من المتوقع أن يوقف الضغط الدولي، خاصة ضد إسرائيل، مثل هذا الحدث" وتساءلت بالقول "هل يمكننا خلق مثل هذا الوضع عندما يكون الوتر الأخير معنا وليس مع حزب الله؟".

مضيفة: "لا يزال الإسرائيليون يريدون أن يروا مواجهة عسكرية تنتهي بانتصار واضح، مثل انتصار حرب الأيام الستة، لكن لا توجد حكومة اليوم تستطيع توفير ذلك، ليس لأنها لا تملك القدرة، ولكن لأنها حدث من نوع مختلف تماماً، لكن الرد يجب أن يكون كبيراً".

ويشار إلى أن السيناريو أشرف عليه عدد من كبار الجنرالات الإسرائيليين، أهمهم أودي ديكل، الذي تقلد وظائف عديدة في الجيش والاستخبارات، وإيتاي بارون أحد مسؤولي التعاون العسكري الدولي والتخطيط الاستراتيجي في الجيش، والقائد السابق لجيش الاحتلال غادي آيزنكوت.
(عربي بوست)