2024-11-25 07:52 م

هل تتحول القيادتان الاردنية والفلسطينية الى حراس لمشاريع التطبيع؟!

2020-12-25
القدس/المنـار/ أخطار تداعيات تطبيع أنظمة الردة في العالم العربي ستكون واضحة في الساحتين الاردنية والفلسطينية، هذا ما تؤكده العديد من التقارير والدوائر المتابعة للتطورات والأحداث في المنطقة.
اتفاقيات التطبيع تهدف في الاساس الى تصفية القضية الفلسطينية، واستهدافها من جانب هذه الأنظمة لم يتوقف، فهو جزء من المهام والأدوار الموكلة اليها.
لكن، هناك أخطار اخرى ستضرب الساحتين الفلسطينية والاردنية، وستحول قيادتي الساحتين الى حراس أمن لما سيترتب على اتفاقيات التطبيع من مشاريع واستثمارات مشتركة يجري الاعداد اليها من جانب الجهات ذات العلاقة، أي بين اسرائيل والمطبعين.
من الواضح، أن هناك مخططات جاهزة تمت دراستها منذ سنوات طويلة، وجاءت اتفاقيات التطبيع لتخرج هذه المخططات الى حيز التنفيذ، وهي استثمارية اقتصادية تصب في الدرجة الاولى في صالح الجانب الاسرائيلي، هذا علاوة على الجوانب الامنية والسياسية ذات الابعاد الخطيرة.
والساحة الاردنية المستهدفة من أنظمة التطبيع وتحالفها مع اسرائيل هي أيضا في عين العاصفة الاسرائيلية، على امتداد الزمن، وما يجري اليوم هو محاولات حثيثة تشل دور الاردن، بل شطبه لتمرير الكثير من الأهداف والمصالح على كل الاصعدة، والاردن أمام تحديات صعبة في مقدمتها ما يخطط له منذ سنوات طويلة ليكون الوطن البديل للفلسطينيين، وتأتي تداعيات التطبيع لتزيد من حدة هذه التحديات.
فالانظمة المطبعة مع اسرائيل وبالتوافق والتنسيق معها تعمل على اقصاء الاردن عن الوصاية على الاماكن المقدسة في القدس، وهو مخطط تتصدر السعودية والامارات جهود تنفيذه، وتلقتا الضوء الاخضر من تل أبيب لتهيئة ظروف امساكهما بهذه الوصاية، واضعاف دور الاردن في أي تحرك اقليمي او دولي بشأن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، تحت وطأة الوضع الاقتصادي الصعب وما يتعرض له من عمليات ابتزاز.
ومن التداعيات الخطيرة لتطبيع أنظمة الردة مع اسرائيل، هو تحول الساحة الاردنية الى ممر للبضائع ونقل الكهرباء، وعبور انابيب النفط اراضيه من دول الخليج الى اسرائيل، والبضائع من تل أبيب الى هذه الدول عبر خطوط وطرق وقوافل.
ونجاح هذه المشاريع، وهي نقل البضائع والمنتوجات وتمديد انابيب نقل النفط الى الموانىء الاسرائيلية، واقامة ابراج كهرباء الضغط العالي في ساحته، يحول القيادة الاردنية الى حارس امن لها، لمنع تعرضها لأية احداث تفجيرية، حيث لن تلاقي هذه المخططات قبولا من الاردنيين، ومن الفلسطينيين عندما يرون أن أنابيب نقل النفط قد عبرت اراضي الضفة الغربية.