القدس/المنـار/كتب المحرر السياسي/ يبدو أن القيادة الفلسطينية تنطلق في تعاطيها مع "جرائم الأشقاء" وفق المصالح وتصديق الوعود وانتظار "غنائم" سياسية غير متوفرة.. وربما نصائح أثبتت الأيام والتجارب والاحداث التي شهدتها المنطقة انها ملغومة، وهذه السياسة أدخلت القيادة في دائرة الانتظار فأطبقت عليها!!
ان السبب الرئيس والأول الذي شجع أنظمة الردة في الساحة العربية، هو الضعف الفلسطيني وما تشهده الساحة من انقسام مزمن وردح مستمر وحرب ادعاءات لم تتوقف.
الملك المغربي الذي يلقب نفسه بأمير المؤمنين ، وهو ابعد ما يكون عن الايمان والتقوى، الا اذا كان هؤلاء المؤمنون هم المرتدون والخونة والمتصهينون مثله، ومحمد السادس رئيس لجنة القدس، وهو القدس خان قدسيتها، من سلالة ارتبطت بعلاقات سرية متينة مع اسرائيل، وتشاركت مع تل أبيب في تصفية رموز المعارضة جسديا، ومثال على ذلك، المهدي بن بركة والعلاقات الاستخبارية بين الرباط وتل أبيب متقدمة جدا ومتطورة، وقبل نظام المغرب أن يتحول الى اداة تجسسية في اليد الصهيونية.
ولعبت الامارات بعلم أمريكا ومشاركتها دورا في تمهيد الطريق لملك المغرب للتطبيع مع اسرائيل وهو الذي انتظر منذ زمن طويل الفرصة لاشهار علاقاته مع تل أبيب، فأقدمت القيادة الاماراتية بترتيب مسبق على فتح قنصلية لها في مدينة العيون بالصحراء الغربية، والاعتراف بمغربيتها لفتح الباب أمام دول أخرى، لسلوك نفس الطريق والتوجه الى بوابة التطبيع، ووجد النظام المغربي في هذا الاعتراف المرفوض دوليا التبرير والذريعة، ورأت فيه مكسبا كبيرا، يستحق أن يقابل بالتطبيع مع اسرائيل، منضما الى المطبعين ليواصلوا دورا مشتركا في ابتزاز دول اخرى ودفعها الى التطبيع مع تل أبيب.
الملك المغربي دفعته وقاحته الى الاتصال مع الرئيس الفلسطيني ليخبره أن التطبيع مع اسرائيل هو في صالح القضية الفلسطينية، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والاستقرار في المنطقة، متمسكا بحل الدولتين الذي لم يعد موجودا أو مقبولا، وما تفوه به للرئيس الفلسطيني كذبة ووقاحة، وهكذا حال المطبعين الذين يدعون أن التطبيع هو في صالح الفلسطينيين.
صمتت القيادة على هذه الخيانة، ولم يتفوه أحد في دائرة صنع القرار بكلمة واحدة انتقادا لخطوة "امير المؤمنين" المجبول في الخيانة، والصمت الفسلطيني عامل تشجيع للتطبيع، انه موقف فلسطيني يبعث على الريبة والشك، خاصة أن القيادة لم تتعود ابدا على مصارحة الشعب وتفسير هذا التضارب في المواقف، ويبدو أن القيادة الفلسطينية قد انزلقت الى المجهول أمام هذه التطورات والاحداث التي تشهدها المنطقة، وتبني مواقفها على الوعود والامال الكاذبة، والنصائح المسمومة التي تطالبها بالانتظار، واستمرت في احصاء أصوات الناخبين ومقاعد الفائزين في الانتخابات الاسرائيلية والامريكية، من جولة انتخابية الى اخرى والحبل على الجرار.