الاستمرار في لعبةى الاقتراض والتأجيل وعملية النسب، ومزاجية البنوك وسلطة النقد، ومراعاة مصالحها.. مسألة خطيرة، يفترض أن تقف القيادة الفسطينية عندها مطولا والمباشرة في تفادي تداعياتها الخطيرة.. فاللعبة طالت، وليس معقولا ان تتحول الى ملهاة،ـ واسطوانة شد الاحزمة على البطون لم تعد مقنعة في ظل انعدام الرؤية السليمة والاستراتيجية المدروسة، فالحصول على لقمة العيش أعظم أنواع الجهاد.
لم تعد التبريرات قادرة على تهدئة الموظفين، وتحمل ما يتعرضون له من معاناة وقسوة العيش، والغرق في بحر من الالتزامات، أجور سكن وتكاليف دراسة في كل مراحل وفواتير أكل وماء وكهرباء، وليست هناك مؤسسة تأخذ هذا الحال بعين الاعتبار، وتأخذ بيد هذا القطاع الحيوي.
ان مشكلة القيادة الفلسطينية انها مغيبة ومضللة، ترفض الصدقية في التقارير، مخدرة بعبارة "كله تمام".. و "الوضع على ما يرام" و "في احسن من هيك" عبارات خادعة كاذبة ومتعمدة تنطلق على ألسنة سيئي النوايا والمقاصد، "مغرقو السفن" ممن ليس بحاجة الى الرواتب، فجيوبهم منتفخة والابواب مفتوحة لها، لا معاناة، ولا شعور مع القطاع الذي صبر الكثير ويتعرض الى حرب أعصاب يوميا، حتى لما تملأ الخزائن، يبقى الموظف رهينة الانتظار يركض بين المواقع الاخبارية لعله يجد ما يدفع عنه البلاء، من تطمين حقيقي، واستئناف جدي وموعد صادق لدفع راتبه، لتسديد التزاماته.
انها لعبة قد تحرق اصابع لاعبيها، فلا أخطر من غضب الشارع المظلوم الذي يعيش ويلات هو ليس سببها، وليت كتبة التقارير والمقتنعون بها أن ينصتوا لنبض الشارع، انه البركان الذي قد يثور وينطلق مدمرا في كل لحظة، هذا الشارع لم يفقد وعيه، ويسخر ممن يحاولون دوما ويسعون لاستفغاله.
انعدام الرية والافتقار الى استراتيجية مدروسة، وسوء الاداء وتكرار الاخطاء الفادحة، لا يتحملها الموظفون، وليسوا هم سببا في انعكاساتها السلبية..
في الساحة الفلسطينية جهات كثيرة تمارس العبث، وهناك العديد من الاجندات المشبوهة والقوى الغريبة، ومن مصلحتها اقصاء القيادة وتنصيب اخرى، وهي تتربض لتستغل الفرض لتنفيذ هذه الاجندات، والصعود الى أعلى درجات الحكم والسلطة.
مطلوب الحذر من ثوران البركان والتداعيات الخطيرة في حال لم تتوقف حرب الاعصاب التي يتعرض لها الموظفون، وتمس حقوقهم ورواتبهم.
ومطلوب التوقف عن الاستخفاف بعقول الموظفين والتقليل من وعيهم، ومطلوب أيضا عدم الاختباء وراء التصريحات والتبريرات التي لا تحمل الصدق في التعاطي، ولا تسمن ولا تغني من جوع.