دونالد ترامب بدأ بالفعل ترتيبات وتحضيرات أن يكون مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة أمريكا في العام 2024 وهو معني بالقيام بخطوات تمنحه فرص الفوز بهذا الترشيح وهو الحال على أكثر من سبعين مليون صوت في الانتخابات الأخيرة، وترامب معني بأن يضع أمام الرئيس المنتخب تركة ثقيلة من الملفات ينشغل فيها لسنوات لمعالجتها، ودراسة اثارها وانعكاساتها ومواجهة تداعياتها.
وعقلية كتلك التي يحملها ترامب تجعلنا لا نستبعد أن يقدم على شن عدوان على ايران التي افشلت عقوباته عليها، وفي ذات الوقت يرضي اسرائيل ويحقق رغبة النظام السعودي الذي فتح له خزائن أموال النفط، وقد يحتاجها ثانية في العام 2024.
وحسب العديد من التقارير الاستخبارية وتحليلات لمراقبين واراء الدوائر السياسية، فان المنطقة تقف على فوهة بركان، وعدوان أمريكي ينفذ سوف يتسبب في ثورانه.. وسيدفع طهران الى الرد في كل الاتجاهات وتضرب بصواريخها مصالح المشاركين في العدوان، ولن تقف ايران مكتوفة الأيدي لتمهيد الطريق أمام جو بايدن لمعالجة ما تسبب به ترامب من أضرار مست أيضا بالولايات المتحدة نفسها، خاصة على الصعيد الخارجي وادخلتها في عزلة.
وهناك العديد من المؤشرات التي تصب في امكانية وقوع العدوان على ايران، ومنها الزيارة التي قام بها القائم بأعمال وزير الدفاع الامريكي الجديد الى قواعد بلاده العسكرية في الشرق الأوسط، في ظل احتمال اقدام الرئيس الامريكي ترامب بتوجيه ضربة عسكرية لايران قبل مغادرته البيت الابيض في العشرين من كانون ثاني المقبل، المسؤول العسكري الامريكي التقى في جولته قادة القواعد العسكرية الامريكية ونظرائهم في الدول المضيفة لمناقشة ما أسمته مصادر امريكية المصالح والأولويات الأمنية والتباحث حول الانشطة التي تهدد سيادة المنطقة واستقرارها، حسب هذه المصادر.
ويذكر أن كريستوفر ميلز الذي عينه ترامب في وزارة الدفاع في الايام الاخيرة زار قيادة الاسطول الخامس وتفقد القوات والسفن، كما زار البحرين وقطر لتفقد قاعدة "العيديد" وفيها 8000 جندي أمريكي ، وكانت واشنطن قد ارسلت الى منطقة الخليج قاذفات من طراز (بي 52) الاستراتيجية وحاملة الطائرات "يو.اس.اس" وحاملة الطائرات ابراهام لنكولن.
ومن بين المؤشرات ايضا، التنسيق بل التحالف العسكري بين السعودية والامارات من جهة وبين اسرائيل من جهة اخرى، والمخزون العسكري المتعاظم في أبوظبي والرياض وحجم صفقات الاسلحة التي تصل الى البلدين، وتواجد مستشارين عسكريين اسرائيليين في البلدين وسرب من الطائرات الحربية الاسرائيلية، بالقرب من تبوك في قاعدة الملك خالد العسكرية.
هذه التطورات والتهديدات قابلها في الجانب الايراني استعدادات عسكرية عالية وواسعة، خاصة في قطاع الصواريخ طويلة المدى فالقوات المسلحة الايرانية باتت في جهوزية عالية، وهناك اجراءات واحتياطات كبيرة وكثيرة اتخذتها القيادة العسكرية ربما امتدت أيضا الى مواقع خارج الاراضي الايرانية.
واستنادا الى تقارير استخبارية فان طهران اذا ما تعرضت الى عدوان واسع فانها ستقصف القواعد العسكرية في الخليج وهي تحت مرمى النيران الايرانية ولا يستبعد ضرب مصالح الامارات والسعودية اذا ما تبين مشاركتهما في العدوان الذي يجري التخطيط له، وبالتأكيد ستكون ساحة اسرائيل هدفا للقوة الصاروخية الايرانية.
وهنا، فان حزب الله، هو الاخر مستهدف وبالتالي، بات في جهوزية عالية، واليد على الزناد، وستكون مشاركته في الرد على العدوان الامريكي الرجعي الاسرائيلي مؤكدة، وهو الذي يمتلك قوة صاروخية نوعية ومتطورة وعالية الدقة.. ستكون وجهتها اسرائيل وضد الاهداف التي يعرفها الحزب جيدا، وكذلك فان بعض قوى المقاومة في غزة، ستشارك في الرد على العدوان.
هذا الاستعداد الايراني وجهوزية المقاومة وخطورة تداعيات أي عدوان قد يقدم عليه اعداء ايران دفع بعض الجهات في اسرائيل الى ابداء الخوف والقلق من حجم الخسائر التي ستلحق باسرائيل في حال وقع العدوان على ايران، وهي تعلن صراحة رفضها لهذا العدوان.
والمتابعون في أكثر من عاصمة يرون ان وقوع العدوان امر خطير للغاية وتداعياته ستكون رهيبة، وسوف تتغير معادلات عديدة، وقد يشعل الفوضى وحالة عدم الاستقرار في العديد من الساحات.