القيادة المصرية الذي يمثلها في المحادثات مع الجانب الفلسطيني وفصائله عباس كامل مدير المخابرات العامة، معنية أن تستمر في احتضان الملف الفلسطيني بكل مواضيعه، وأي ابتعاد فلسطيني عن هذا الملف يعني لمصر، الانتقال الى محور آخر يرفض السياسة المصرية المرتبطة بسياسات أنظمة خليجية من بينها السعودية والامارات.
في زيارتي وفدى حماس وفتح، وكل منهما على انفراد، لم تعط القاهرة موقفا واضحا من عقد مؤتمر الامناء العامين، واستمرت في رفع تبرير الانشغال في أمور اخرى، لكن، التطورات الاخيرة خاصة في الولايات المتحدة التي افرزتها عملية الانتخابات الرئاسية، قد تكون أحدثت "حلحلة" في الموقف المصري، تلقت القيادة الفلسطينية اشارات ذلك، فسارعت الى ترتيب لقاء في القاهرة بين وفد من حركة فتح يضم عضوي اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب وروحي فتوح، قد يسهل اصدار جهاز الامن المصري موافقة على عقد لقاء الامناء العامين على أرض مصر.
هذه الاشارات "الايجابية" شجعت القيادة الفلسطينية، على التقاطها، باتخاذ قرار بسفر وفد حركة فتح المذكور الى العاصمة المصرية الاحد القادم، قد يتبعه لقاء حمساوي فتحاوي في القاهرة، لاتخاذ خطوات توافقية تتعلق بملف المصالحة وملف الانتخابات واجمال ما تم التوصل اليه في حوارات الحركتين. ويقول مصدر مطلع لـ (المنـار) أن التطورات الاخيرة في امريكا يفرض أكثر ضرورة متابعة هذه اللقاءات دون الارتهان لمواقف جديدة من جانب الرئيس جو بايدن تتعلق بملف الصراع الفلسطيني الاسرائليي، حيث ستنشغل ادارته لمدة عامين في الشأن الداخلي وقضايا خارجية أكثر أهمية من الملف المذكور، ويفيد المصدر أن محاولة اغلاق ملف الانقسام والتوصل الى برنامج توافقي حول قضايا الخلاف في الساحة باتت ملحة، لتحقيق خطوات عملية، توقف الضعف الفلسطيني وعجز القيادة عن مواجهة التحديات المتلاحقة، في مقدمتها انجاز المصالحة، رغم أن المصدر لا يعقد امالا على انجاز ذلك على المدى المنظور.